Al Jazirah NewsPaper Friday  16/11/2007 G Issue 12832
رأي الجزيرة
الجمعة 06 ذو القعدة 1428   العدد  12832
مسؤوليات على عاتق (أوبك)

النفط سلعة إستراتيجية، وأي تغير فجائي وغير محسوب في إمداداتها يمكن أن يؤدي إلى كوارث سياسية واقتصادية واجتماعية وحتى بيئية على مستوى العالم، وبالتالي فإن منظمة مصدري البترول (أوبك) تتحمل مسؤولية كبيرة في الحفاظ على سوق النفط من التقلبات، وإبقاء إمدادات النفط مأمونة، وبأسعار ترضي المنتجين والمستهلكين على حد سواء. بل إن تأسيسها في عام 1960 لم يكن إلا للحفاظ على إمدادات النفط وإبقاء أسعاره في حدود المعقول.

ولذلك فإن قمة أوبك الثالثة التي ستنعقد غداً في الرياض ستكون محط أنظار واهتمام العالم بأسره، فأوبك توفر للعالم 40 في المائة من احتياجاته النفطية، كما لديها 80 في المائة من احتياطي العالم من النفط، وقادرة على زيادة الإنتاج في عام 2030م ليصبح 90 مليون برميل يومياً، وبالتالي فإن القضايا التي ستناقشها القمة لا تهم فقط دول أوبك وإنما العالم أجمع، وهي القضايا التي تتناول توفير إمدادات الطاقة وتدعيم الرخاء الاقتصادي وحماية البيئة.

إن أحداً لا يستطيع أن يتنبأ بما يمكن أن يطرأ على إمدادات النفط من نقص وربما بشكل فجائي، فالكوارث الطبيعية واندلاع الحروب وغيرها وخاصة تلك التي تصيب الدول المصدرة من داخل أو خارج أوبك تؤثر بشكل فادح وسلبي على الإمدادات، وبالتالي، فإن على أوبك أن تكون مستعدة على مدار الساعة لأن تعوض أي نقص في هذه الإمدادات، وقد أثبتت أوبك في مواقف عدة أنها قادرة على التعامل وبإيجابية مع هذه الكوارث.

فعلى سبيل المثال عندما ضرب إعصار كاترينا سواحل الولايات المتحدة عام 2005م أبدت منظمة أوبك استعدادها لتزويد السوق بمليوني برميل يومياً إضافية لتغطية نقص الإنتاج في الولايات المتحدة، وهو موقف ساعد على تهدئة السوق النفطية.

كما قامت أوبك بزيادة إنتاجها بين عام 2002 و 2006م بما يزيد على أربعة ملايين ونصف المليون برميل يومياً لسد الاحتياجات المتزايدة على النفط مع انخفاض الإمدادات من خارج المنظمة.

كذلك تساهم أوبك إيجابياً في تحقيق الرخاء الاقتصادي حول العالم وخاصة في دول العالم النامي، فمنذ أن أنشأت صندوقاً للتنمية الدولية عام 1976 قدمت مساعدات ل 119 دولة منذ ذلك، وهذا عدا عن اهتمام بالبيئة ومحاولاتها لتقديم الحلول لبعض المظاهر البيئية الخطيرة كالتغير المناخي على سبيل المثال.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد