Al Jazirah NewsPaper Friday  16/11/2007 G Issue 12832
الريـاضيـة
الجمعة 06 ذو القعدة 1428   العدد  12832

ميادين
ليتك يا شقران تشوف عيالك
عايض البقمي

 

مع انطلاقة الجولة الأولى من كبرى بطولات الفروسية هذه الليلة، وبنكهتها النوعية وعنوانها الأشم (الوفاء) الممتد في جذور هذه الرياضة وفرسانها.. حيث عظمة المدلول تجاه الوفي والموفى به.

في هذه الليلة نعيش كأس شقران الغالية، وتحت رعاية قائد الفرسان عبدالله بن عبدالعزيز.

هي ليلة من ليالي الفروسية وأمسياتها الكبرى وتحت رعاية ملك الفروسية مجسداً الوفاء في أحلى مضامينه، برعايته الدائمة والكريمة أرقى تعبير عن قيمة الوفاء وأروع الأمثلة لما يمكن أن يقدمه القائد الفارس من صور القدوة لأبناء شعبه.

أحس الليلة وكأني أعود لحقبة ماضية أعقبت رحيل راعي الهجن والجيش والخيل وأحد رواد الوطن العظيم (الأمير محمد بن سعود الكبير طيب الله ثراه).

وأذكر ما قدمه هذا الرمز العظيم وما غرسه في عمق الأرضية التي تقوم عليها رياضة الوطن لتنبت البذور ويورق الغرس ويقوى قلبها النابض (خيل الإنتاج).. حتى نكاد نسمعها تردد (ليتك يا شقران تشوف). نعم نكاد نحس عبارتها وهي تقول: ليتك ترى يا شقران ما زرعته (خيل الوطن) من اهتمامك ودعمك وتشجيعك، وصبرك على البدايات، في وقت كانت فيه خيل الإنتاج في ذيل الاهتمامات، ليتك تشاهد جيل الإنتاج الأول في بدايتك والذي قوى عظمه واشتد أزره مع الجيل الثاني، ليتك رأيت أبناء سميك الفحل (شقران) وش سوت وما قدمه أبناؤها لملاكها من حياة رغدة من فلل واستثمارات وكل معطيات الحضارة الحديثة.

ليتك رأيت (ما تهاب) في فترة مضت وهي تكسر عقدة الخواجة وتتفوق على الأفراس الأجنبيات وهي التي جاءت من إنتاج الوطن.

وليتك كنت معنا ونحن نراها تسجل رقماً قياسياً عالمياً سيبقى في ذاكرة المضمار التاريخي بالملز. ليتك رأيت مراراً وتكراراً خيول الإنتاج تكرر تجاربها مع الخيول المستوردة وتتفوق عليها. ليتك رأيت (عادل) عندما قارع نخبة خيول العالم واكتسحها وهو القادم من ساحات الجنادرية لم يكتمل الكلام بعد، فليتك يا محمد بن سعود تشوف ما حدث في قاعدة الإنتاج وصدى التوسع الذي تم فيها، وحجم الزيادة التي تكبر يوماً بعد آخر من عدد ملاكها.

وهل ننسى - يا بو عبدالله- أن ابن شقران وقد سجل اسمه سابع نجوم الأزرق وعلى التوالي والتي تشرفت بتحقيق (كأسك) وهو الحصان الذي يعتبر أغلى ما تم شراؤه من مزادات الوطن والتي استمر سوقها السنوي متواصلاً من أجل خيول الوطن ومهورها الواعدة.

اسمعها أيها الأمير الرمز.. فكأنها تقول: ليتك يا شقران تشوف تاج الميادين ودرتها (ميدان المؤسس) ومهور الوطن تعزف لحنها ركضاً وطموحاً حماساً وتطلعاً تنثر العليا والنوماس للوطن في ميادين الفروسية وتنتشي فرحاً وتألقاً بعد أن أصبح للفروسية كل هذا الزخم وكل هذه المرافق العملاقة التي يضمها صرح الفروسية المتألق بالجنادرية.

ليتك يا محمد بن سعود ترى المشهد المرتقب وافتتاح الحلم العلم الذي طالما انتظرناه (نوفا) ومشروعها الذي سيعيد صياغة الأحلام الفروسية بشكل خاص لكل ما هو أزرق بل وبشكل عام لكل فروسية الوطن بكل أطيافها التنافسية..

أكاد أسمع صوتاً يقول: إن أبناءك أيها الرمز حفظوا الوصية وواصلوا المسيرة.. وليتك ترى ابنك البار وشبلك المغوار (سلطان) وهو يحفظ الموروث ويعض عليه بالنواجذ، يعطي الإرث الفروسي الذي أخذه منك كل اهتمامه ورعايته ويواصل على خطاك الاحتفاظ بالتطلع إلى أن يكون الأزرق دوماً في الطليعة دعماً ومساندة.. وتنافساً وصدارة.. ليتك كنت ضمن الحاضرين للسداسية وقبلها الخماسية.. وسيطرتهم غير المسبوقة على أغلى بطولاتك التي تحمل اسمك ول7 سنوات متتالية.. ليتك كنت حاضراً وعز الخيل ما زال يمارس حضوره البهي.

ذلك البطل الأسطوري الذي أسميته فكان على اسمه أنه ما زال يحفر باسمه سجلاً مشرقاً في إحياء رياضة الوطن واشتعال صناعة الإنتاج في كافة ميادين المملكة وكل ذلك بدعم سلطان وشبلك الوفي الأصيل وهو يقرن الموقف بالأفعال في سجلات رياضة الفروسية بالوطن الغالي وها هي دورة عز الخيل على مشارف عقدها الثاني بفضل دعم وسخاء سلطان الميادين.

ليتك وأنت أول من جلب الهجن من بادية الأردن قبل 35 عاماً (هجن السباق) رأيت أسطورة الخليج (شودة) وهي تخطف سيوف زعماء الخليج واحداً وراء الثاني وكأنها تتبادل الوقار وتعيده إلى الوفي شقران ونجله شبل شقران والذي حافظ على الإرث كل الإرث المتمثل في علوم المراجل، وجعل بينه وبين النواميس عشقاً لا تنقطع أواصره ولا تتوقف مسيرته.

ليتك يا شقران ترى ما فعلته مهرجانات مزاين نوفا للإبل وأنت راعي البل والجيش وهي التي كانت نقطة الانطلاقة في إعادة الاهتمام (بعطايا الله) وخطفت الأضواء ودخلت عصراً ذهبياً باهراً بفكر أحد أبنائك المخلصين سلطان الخيل والجيش وعطايا الله وكما قيل فإن من شابه أباه فما ظلم فالفارس سار على خطى الفارس والشبل اقتفى أثر أبيه الأسد فكان مستحقاً للقول بأن هذا الشبل من ذاك الأسد.

طيب الله ثراك يا عز الخيل وأحسن مثواك وأجزل لك العطاء. وها نحن نستشعر اليوم ما يردده الناس بأن الموت لا يغيّب الرجال ونقولها واثقين واثقين بأن ما مات من خلّف سلطان وتركي وبقية إخوانهم الميامين، وهكذا نجد أنفسنا اليوم أمام كأس شقران الذهبية في نسختها الـ13 ونجد باب الاحتمالات مفتوحاً ومتبعاً أمام كل الاحتمالات فهي بطولة تضم العمالقة بل نخبة العمالقة عمالقة خيول الوطن السعودية ودامت لياليك الوفية يا فروسية.

المسار الأخير

أخذت من (جد وجد) مس البطان

وأخذت من ذيب المعالي المعرفه

ماني من اللي عشرة تعود ثمان

وماني من اللي يعشقون الشقلبه


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد