Al Jazirah NewsPaper Sunday  18/11/2007 G Issue 12834
رأي الجزيرة
الأحد 08 ذو القعدة 1428   العدد  12834
أوبك.. مسؤوليات وطموحات

تشكل دول الأوبك الثلاث عشرة تجمعاً لدول نامية تحث الخطى بجد نحو تنمية متعاظمة، استطاعت بعضها بالفعل قطع طريق طويل باتجاهها محققة نتائج معقولة. وهي إذ تفعل ذلك لتدرك جيدا أهمية الثروات الهائلة التي تملكها في تحقيق ما تطمح إليه، كما أنها مقتنعة بأن هذه الثروات النفطية ناضبة، ولهذا فهي في سباق مع الزمن لتحقيق الاستفادة القصوى مما لديها، لكن دون أن يعني ذلك أنها تفعل ذلك وفق نظرة أحادية تسقط من الاعتبار مصالح الآخرين وهم مستهلكو النفط الذي استطاع طوال عقود أن يكون أهم مورد للطاقة في العالَم رغم الجهود العديدة التي تُبذل على أكثر من صعيد لإيجاد مصادر بديلة..

حول هذا الاهتمام بمصالح الجميع، منتجين ومستهلكين، تتركز معظم أعمال ومداولات القمة الثالثة لدول الأوبك في الرياض، التي تنعقد في أجواء أقل ما يقال إنها أجواء أزمة نفطية ثالثة بسبب الارتفاع الشديد للأسعار..

وبإجماع الكل، مستهلكين ومنتجين وخبراء في الاقتصاد، فإن سياسات أوبك ليست هي المسؤولة عن هذا الارتفاع، ومع ذلك فهناك مَن يعتقد، ربما دون إلمام بما يحدث، أن على أوبك زيادة إنتاجها من أجل الإسهام في خفض الأسعار، فالقريبون من الشأن النفطي يرون أنه حتى زيادة الإنتاج بمليون برميل يوميا قد تفشل في كبح جماح الأسعار نحو الارتفاع، مؤكدين بذلك عدم مسؤولية أوبك أولا عن هذا الارتفاع، ومشيرين، ثانيا، إلى أن عوامل أخرى وراء الارتفاع من بينها التوترات السياسية وأوضاع بعض العملات وآليات السوق بصفة عامة..

وقد كان من المهم أن يشهد خبراء من العالم الصناعي المتطور بأن أوبك بريئة مما يحدث..

وتدرك أوبك الترابط القوي بين الاقتصاديات الدولية، فزيادة أسعار النفط تعني من جانب آخر ازدياد تكلفة المنتجات الصناعية والتقنية التي تنتجها الدول الصناعية الكبرى، والتي تحتاجها بشدة الدول النامية، ومنها دول الأوبك؛ لذا فلا مصلحة لأوبك في هذه الزيادات الكبيرة في الأسعار، ومن هنا فإن تركيز زعماء القمة ينصب أساسا على التأكيد على مسؤوليتهم في الحفاظ على توفير الإمدادات؛ تحقيقاً لمصالح الجميع دون شطط في الأسعار، ودون إغراق السوق بكميات مبالغ فيها قد تؤثر على حجم هذه الثروات في باطن الأرض..

إن تأمين مصالح الجميع يبدو واحداً من أهم أهداف القمة. وترى دول الأوبك، من جانب آخر، أهمية العمل الجاد لدرء المهددات البيئية المرتبطة بالتصنيع الكثيف الذي لا يراعي تدهور الوضع البيئي الدولي، ومن هنا فإنه يُتوقع التقدم بمبادرات عملية فاعلة تُظهر مدى التزام أوبك بالتعاون مع الآخرين على توفير المقومات اللازمة للتصدي لمهددات بيئة كوكب الأرض.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد