Al Jazirah NewsPaper Monday  26/11/2007 G Issue 12842
الاقتصادية
الأثنين 16 ذو القعدة 1428   العدد  12842
قال إن تشجيع القيادة عزز مكانة المنتدى ككيان اقتصادي فكري.. د. الكثيري:
لدينا قطاع خاص نام وناضج وقادر على قيادة الاقتصاد الوطني بشكل تدريجي

«الجزيرة»- الرياض

تستضيف الرياض يوم الأحد القادم فعاليات منتدى الرياض الاقتصادي بمشاركة عدد من الاقتصاديين من داخل المملكة وخارجها، حيث رفع المنتدى (من أجل تنمية اقتصادية مستدامة) شعارا له في دورته الرابعة وقال أمين عام المنتدى الدكتور محمد الكثيري في حوار مع (الجزيرة):

هذا الشعار يأتي إدراكا منا بأهمية إيجاد البنية الرئيسة لتحقيق التنمية المستدامة التي من أولوياتها القيام بالمبادرات والجهود لتطوير الاقتصاد وتحسينه وهو ما أخذت به قيادة هذا البلد وتبناه خادم الحرمين الشريفين وتطرق الكثيري خلال حديثه إلى جوانب عديدة حول الدورة القادمة وفيما يلي نص حديثه

* لماذا اخترتم (من أجل تنمية اقتصادية مستدامة) شعارا للمنتدى؟

- التنمية المستدامة تعني أن تفي الأنشطة الاقتصادية باحتياجات الجيل الحالي، دون التضحية بقدرة الأجيال القادمة على الوفاء باحتياجاتها، كما تعني أيضاً السعي من اجل استقرار النمو السكاني ووقف تدفق الأفراد على المدن من خلال تطوير مستويات الخدمات الصحية والتعليمية في القرى وتحقيق اكبر قدر من المشاركة الشعبية في التخطيط للتنمية، وهي غاية يسعى كل اقتصاديي العالم لتحقيقها, ومن ذلك فإن رفع منتدى الرياض الاقتصادي لهذا الشعار يأتي إدراكا منه لأهمية إيجاد البنية الرئيسة لتحقيق التنمية المستدامة التي من أولوياتها القيام بالمبادرات والجهود لتطوير الاقتصاد وتحسينه وهو ما أخذت به قيادة هذا البلد وتبناه خادم الحرمين الشريفين.

* وهذا يقودنا إلى سؤال حول التحول الرئيس الذي يحقق التنمية الاقتصادية المستدامة في المملكة فما تعليقكم؟

- التحول يكمن في خلق البيئة المناسبة للقطاع الخاص ليلعب دوراً كبيراً في مسيرة التنمية، وهو ما أدركته الحكومة وعبرت عنه وزارة الاقتصاد والتخطيط في رؤيتها التي تقول: (سيكون الاقتصاد السعودي بحلول عام 2025م متنوعاً ومزدهراً يقوده القطاع الخاص ويوفر فرص عمل مجزية وتعليما عالي الجودة وعناية صحية فائقة إضافة إلى المهارات اللازمة لرفاهية جميع المواطنين وحماية القيم الإسلامية وتراث المملكة الثقافي) والدول المتقدمة حققت التنمية الاقتصادية المستدامة من خلال تمكينها القطاع الخاص من قيادة اقتصاداتها واقتصار دول الحكومة على التنظيم والحماية، وهو ما جعل اقتصاداتها بعيدة كل البعد عن التأثر بميزانيات الحكومات وإداراتها المترهلة لانعدام التنافسية المحفزة للابتكار والإبداع والإنتاج وخفض المصاريف ورفع الجودة.

* كيف ترون توجه الدولة لتحقيق تلك الرؤية على أرض الواقع؟ ثم ماذا عن دور القطاع الخاص ومشاركته في ذلك؟

- الدولة - رعاها الله - كانت تقوم بكافة المهام عندما كان القطاع الخاص ضعيفا، حيث كانت تقوم بالتطوير والتمويل والتشغيل لكافة المشاريع والأنشطة الاقتصادية، وكانت وهي تقوم بهذا الدور تبذل جهودا كبيرة لإيجاد قطاع خاص سعودي قادر على النهوض بمهامه كشريك للحكومة في تحقيق الأهداف التنموية، والآن ولله الحمد لدينا قطاع خاص نام وناضج نوعا ما وهو قادر على قيادة الاقتصاد الوطني بشكل تدريجي كلما مكنته الحكومة من ذلك من خلال استكمال التشريعات والأنظمة وتطوير الإجراءات وتفعيلها بالشكل الذي يحفز مجتمع الأعمال للاستثمار في كافة القطاعات، ومن الواضح أن الحكومة تسير في هذا الطريق رغم التحديات، وهي لن تتخلى عن قيادتها للاقتصاد الوطني حتى تطمئن تماما على قدرة القطاع الخاص على القيام بتلك المهمة على أكمل وجه بحيث يبقى دور الحكومة منظماً ومشرعاً ومراقباً. والقطاع الخاص عليه أن يثبت أنه على قدر المسؤولية, وكلي ثقة بأن القطاع الخاص ماض في تطوير قدراته وإمكانية لينهض بتلك المسؤولية كما هو متوقع منه، ولا يفوتني هنا أن أنوه بما صرحت به مستشارة ألمانيا الدكتورة أنجيلا ميركل أثناء زيارة خادم الحرمين الشريفين لألمانيا حيث قالت: (للسعودية دور مهم مع الدول الصناعية الثمان في التنمية المستدامة) وهي ما كانت لتقول ذلك لولا ما شهدته من نتائج للجهود الحثيثة والمتواصلة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين أيده الله لتحقيق التنمية المستدامة في بلادنا.

* معظم المنتديات التي تقام في المملكة لا تحظى توصياتها بالتنفيذ فماذا تتوقع لتوصياتكم من خلال المنتدى القادم؟

- منتدى الرياض الاقتصادي كيان فكري يقوم بدراسة البيئة الاقتصادية ويتعرف على عوائق التنمية الاقتصادية، ومن ثم يقوم بدراسة تلك العوائق من خلال تصديه لقضايا محددة في كل دورة من دورات المنتدى، حيث يقوم بدراسة تلك القضايا ليتمكن من تحليلها تحليلا علميا دقيقا وتشخيصها من خلال نقاشات علمية مستفيضة لتحديد العلل بدقة، ومن ثم اقتراح الحلول المناسبة على شكل توصيات ترفع للمجلس الاقتصادي الأعلى، كما أمر بذلك خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، لدراستها من قبل الهيئة الاستشارية ومن ثم يتم إحالتها بقرار منه حفظه الله للجهات الحكومية للعمل بها، كما يقوم المنتدى من خلال الوسائل الإعلامية بإثارة حوارات صحية حيال تلك القضايا بهدف استقطاب الآراء لإعادة تشكيل المعارف والمواقف حيالها بما يؤصل لفكر وسلوك اقتصادي قادر على التعامل مع تلك القضايا بشكل أفضل ليتمكن القطاع الخاص من لعب دور أكبر بما يعزز فرص تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.

* يقول البعض إن منهجية منتدى الرياض وإن بدت رائعة إلا أنها تفتقر لمشاركة المؤسسات الفكرية الممارسة القادرة على إثراء القضايا الاقتصادية المطروحة؟

- هناك مسار إستراتيجي وهناك تكتيكات للتحرك في هذا المسار، فمسارنا أن يكون المنتدى منتدى قضايا وليس منتدى أفراد أو أسماء لامعة، بمعنى أن يقوم المنتدى بالتصدي للقضايا المهمة والملحة ذات الأولوية التي تعوق التنمية الاقتصادية وتضعف مساهمة القطاع الخاص في لعب الدور القيادي في هذه المنهجية كما ترغب حكومتنا الرشيدة بذلك، أما التكتيك فيتمثل بالمنهجية وهي قابلة للتغيير والتطوير بل إننا جدا مرنين في هذه القضية، والمنهجية المطبقة حاليا منهجية رائعة وحققت الكثير من الأهداف ومكنتنا من اختيار أكثر القضايا أهمية وإلحاحا بمشاركة كبيرة من مجتمع الأعمال والمسئولين الحكوميين والباحثين والأكاديميين، كما مكنتنا من دراسة تلك القضايا ومناقشتها بعلمية وموضوعية وحيادية، والخروج بتوصيات عالية الجودة التي أخذت طريقها إلى المجلس الاقتصادي الأعلى الذي فعل مشكورا كثيرا منها وبتنا نراها على شكل قرارات صادرة، أما بالنسبة لمشاركة المؤسسات الفكرية الممارسة، وخصوصا الشركات القيادية، فنحن يسرنا ويسعدنا مشاركتهم خصوصا وأن القائمين عليها على فهم عميق بالمحفزات والمعوقات نتيجة لممارستهم العمل في تلك المؤسسات سنوات طويلة، وسنقوم في المنتدى بإذن الله بتطوير المنهجية لإشراك هذه المؤسسات رغم قيام كبار موظفي تلك المؤسسات بالمشاركة من خلال ورش العمل وحلقات النقاش بصورة أكبر في المنتديات السابقة والمنتدى الحالي, في اختيار القضايا ومناقشتها وتطوير التوصيات حيالها.

* (شركاء لا رعاة) عبارة تعبر عن رغبتكم بتطوير العلاقة مع الرعاة للاستمرار في دعم المنتدى كيف ستحققون تلك الشراكة؟

- منتدى الرياض الاقتصادي وبرغم دعم غرفة الرياض له إلا أنه يبقى معتمدا بالدرجة الأولى على الرعايات التي تقدمها الشركات القيادية في قطاعنا الخاص وهم مشكورون على ذلك، ولكي يطمئن القائمون على المنتدى على استمرارية الرعاية والدعم، قررنا أن نطور العلاقة مع الرعاة خصوصا أن أكثرهم مستمر برعاية المنتدى منذ دورته الأولى ليصبحوا شركاء لا رعاة، والشراكة هنا تعني العمل عن قرب مع هذه الشركات لتطوير المنتدى ليكون أكثر قدرة على تحقيق أهدافه، خصوصا أن رعاة المنتدى شركات قيادية عملاقة لديها من الخبرات المتراكمة عبر سنوات طويلة من الممارسة في بيئتنا الاقتصادية، وهم حريصون أشد الحرص على تطوير البيئة الاقتصادية السعودية وخلق تنمية اقتصادية مستدامة لتكون أكثر تحفيزا لهم ولغيرهم لتطوير أعمالهم بما يمكنهم من تحقيق أهدافهم ورفع مستوى قدراتهم التنافسية في عالم منفتح اقتصاديا ويشهد منافسة شرسة.

* كيف تنظرون لعلاقة المنتدى بوسائل الإعلام؟

- نعمل في المنتدى على بناء علاقة وثيقة مع كافة الوسائل الإعلامية، وعلاقتنا مع الإعلام في تطور مستمر، وقد عقدنا قبل عدة أيام ملتقى مع الأخوة الإعلاميين تحت شعار (الإعلام ومنتدى الرياض.. شراكة من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة) بهدف تطوير وتوثيق العلاقة مع الإعلاميين من أجل تفعيل دورهم في تغطية النشاط الرئيس الذي سيعقد في الثاني من ديسمبر 2007م، وليستمر بنفس القوة على اعتبار أن الإعلام ذو أهمية كبرى للتعريف بالمنتدى وماهيته وأهميته في مساندة صناع ومتخذي القرار الاقتصادي وتعزيز مكانته كمرجعية تحليلية فكرية اقتصادية، وذو أهمية كبرى في قدرته على متابعة تطبيق القرارات الصادرة بناء على توصيات المنتدى بالصورة التي نصبو لها جميعا قيادة وشعبا إضافة لدوره المهم والحيوي في حث الجهات الرسمية والخاصة لتفعيل توصيات المنتدى، وإثارة حوارات صحية حيال القضايا الاقتصادية التي يتصدى لها المنتدى، ونحن نتوقع من الإعلام أيضا أن يقوم بدوره بالتعرف على الاتجاهات الاقتصادية الحاضرة والمستمرة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد