Al Jazirah NewsPaper Monday  26/11/2007 G Issue 12842
رأي الجزيرة
الأثنين 16 ذو القعدة 1428   العدد  12842
لبنان.. الأزمة ودروس الماضي

انقضى يومان على لبنان بدون رئيس دون أن يثير ذلك مخاوف، وعلى العكس من ذلك التزم الجميع بتصريحات نمت عن إدراك عميق بأن أي حادثة عرضية قد تغرق البلاد في الفوضى حيث لا يود أحد تكرار مآسي الحرب الأهلية التي انتهت قبل 17 عاماً.

وتبقى دائماً هناك مواعيد ما في لبنان، والموعد الجديد هو الجمعة المقبلة في محاولة أخرى للوفاء باستحقاق انتخاب رئيس للجمهورية، وإلى ذلك الموعد فإن من المتوقع أن يحافظ الجميع على رباطة الجأش المتحققة حتى الآن، فقد مرت بسلام عملية خروج الرئيس لحود من قصر الرئاسة بعد انقضاء فترته، دون أن تخلف التصريحات المتبادلة تأثيراً ما على البلاد مع ما صاحبها من مظاهر عبّرت عن المشاعر برحيل لحود فضلاً عن المواقف فيما يتصل بدور الجيش، وقد بدا واضحاً أن حكومة السنيورة تمسك بزمام الأمور في توافق مع الجيش الذي أوكل إليه لحود مهمة حفظ النظام.

يُلاحظ أيضاً أن كلمة (التوافق) تتردد على كل لسان، فهناك حديث متصل عن ضرورة انتخاب رئيس توافقي، ومع كل ذلك فالاحتقان لا يزال يكمن بين السطور وفيما وراء المواقف الظاهرة، وهذه التهدئة نقطة تُحسب لصالح لبنان أولاً ولصالح كل القوى السياسية، لكن من المهم الحفاظ على هذا القدر من الإحساس بالمسؤولية التي قد تفضي في حال استمرارها إلى نتائج أكثر مسؤولية، فمن خلال هذا النهج المرغوب يمكن أن تتطور الأوضاع بصورة إيجابية.

الكثيرون يقولون إن الهدوء البادي للعيان الواضح قد يعود في جانب منه إلى انشغال الساحة الدولية، وبالذات الأطراف القريبة من الأزمة اللبنانية، بمؤتمر السلام في أنابوليس الذي يلتئم غداً، خصوصاً أن الكثير من أوراق الأزمة وحلها هي في أيدي أطراف خارجية، وهذه تفضل الفراغ مما بين يديها للعودة مجدداً إلى لبنان.

ومع ذلك تبقى الأوراق الرئيسة للأزمة لدى اللبنانيين أنفسهم، وسيكون من المفيد أن يتحقق نوع من التواصل بين الأطراف الداخلية بحيث تتمكن من تأكيد وتجربة ميزة (التوافق) المتبادلة بينهم حتى الآن بطريقة نظرية، ولو حقق اللبنانيون خطوات بارزة نحو هذا التوافق فإنهم يكونون بذلك قد انتقلوا إلى مربع الحل الحقيقي الذي يرسي قواعد جديدة يمكن أن تكون راسخة في كيفية الاعتماد على قدراتهم الذاتية، فمهما كانت النوايا الخارجية طيبة ونزيهة فإنها لن ترقى بأي حالٍ إلى ميزة التسوية الوطنية الخالصة.

ومع كل ما يبدو من لهجة توافقية فإن جلسة الجمعة المقبلة قد تكون حاسمة وقد تنقل الأزمة إلى مرحلة أخرى وبمعطيات جديدة، فهناك ثمة تحدٍ في المواقف وان ظل موارباً، وهناك إصرار على إتمام الاستحقاق الرئاسي حتى ولو خارج البرلمان، ولعل في ذلك وغيره من المواقف ما يستوجب الحذر، وما يدعو إلى التعجيل بمحاولة التهدئة، وفي كل الأحوال لا ينبغي أن يكون أنابوليس حائلاً دون التدخل العربي، خصوصاً، لإحباط أي توتر قد يفضي إلى ما لا تحمد عقباه.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد