Al Jazirah NewsPaper Wednesday  02/01/2008 G Issue 12879
مقـالات
الاربعاء 24 ذو الحجة 1428   العدد  12879
يارا
عبد الله بن بخيت

أهم الأهداف التي كانت في ذهني عند فتح هذا الدكان الصحافي (يارا) هو أن أتبادل مع القراء أطراف الحديث المرح الذي لا يخلو من فوائد ثقافية.

وهي أول تجربة لي مع الكتابة خارج الملاحق الأدبية. جاءت مع الانفتاح الحر على كثير من القضايا المسكوت عنها وبعد الأحداث الجسام التي غيرت العالم، أو ربما كانت هذه الزاوية جزءا من الأحداث الجسام التي ألمَّت بالعالم. بدأت هذه الزاوية في صفحة المنوعات واستمرت عدة سنوات. كانت فترة تعلُّم وتعرُّف ثم انتقلت إلى صفحة (5) من هذه الجريدة. استمرت أيضاً سنوات. وفي تلك الفترة توسعت الصحف على النت. صار للجريدة قراءٌ في كل مكان من العالم. وجدت أن تلك الصفحة لا تظهر بشكل جيد على الموقع الإلكتروني للجريدة؛ فطلبت من رئيس التحرير نقلها إلى صفحة المقالات فوافق مشكورا. أثناء ذلك كانت الجريدة تمر ببعض التغيرات والتطويرات فطلب رئيس التحرير ألا يتجاوز عدد كلمات هذه الزاوية أربعمائة كلمة. تجاوبت سعيداً والتزمت بهذا العدد من الكلمات. لا بأس أن تزيد عشر كلمات أو تنقص عشر كلمات. من نافلة القول إن هناك تناسباً عكسياً بين عدد القراء وعدد الكلمات. كلما كبر المقال قلَّ القراء وكلما صغر المقال زاد عدد القراء. المسألة ليست (ما بعنا بالكوم إلا اليوم). لكن هذه السياسة الحجمية أضرت بي كثيراً وأثرت في طبيعة المقال الذي أكتبه. في الماضي كنت أسرد قصصاً وأعلق على كتب وأخوض في موضوعات ثقافية تحتاج إلى توسع. انتهى كل هذا بسبب المساحة المحددة. وقعت أمام خيارين صعبين. أن أبقى كاتباً محترفاً وألتزم بالأربعمائة كلمة المقررة أو أتحول إلى هاوٍ وأمغط إلى حيث يأخذني موضوع المقال وأحشر المقالات التي بالقرب من مقالي؛ فيضطر مخرج الصفحة إلى تصغير البنط (الحرف). أضر بنفسي وأضر بجيراني من الكتاب. المشكلة أن هذه الأربعمائة كلمة التي حددتها لم تأت عوناً لي. كان أحد أهم أهدافها أن تبقى حروفها مطبوعة بحجم يستطيع أن يقرأه جميع القراء، ولكن مع الأسف عدم التزام الآخرين بعدد الكلمات وعدم إلزامهم بذلك جاء على حسابي. توقفت زاويتي عن كتابة موضوعات كثيرة (الثقافية والقصصية وعرض الكتب) وفي الوقت نفسه صرت الجدار القصير. إذا لم يجد المخرج مساحة للمقالات الكبيرة التي يكتبها بعض الجيران يأخذ جزءاً من مساحتي ويهبها لهم يتوسعون فيها ما شاء لهم التوسع. وقعت في حيص بيص: هل ألتزم بروح الاحتراف أم آخذ بالمثل الإنجليزي الذي يقول: (عندما تكون في روما افعل ما يفعله الرومان)؟.

التصرف كالرومان سيمنحني فرصة كتابة المقالات الجزلة التي أوصى بها عبد الحميد الكاتب وحدد معالمها الجرجاني وابن قتيبة. ليس أمامي سوى أن أنصح قرائي الكرام بشراء تلسكوبات إذا أرادوا قراءة صفحة المقالات، فالمعركة على

فاكس 4702164


yara.bakeet@gmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6406 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد