Al Jazirah NewsPaper Saturday  05/01/2008 G Issue 12882
رأي الجزيرة
السبت 27 ذو الحجة 1428   العدد  12882
نحو حوار للخير

الحوار المزمع إطلاق ورشة عمله في الصيف المقبل بين الإسلام والمسيحية من خلال التقاء علماء مسلمين ورجال دين مسيحيين في روما, يمثل علامة فارقة وإيجابية في تاريخ هاتين الديانتين السماويتين التي تجمع بينهما قناعات الإيمان بالخالق عز وجل والسعي لإسعاد الإنسانية ومخاطبة جوانب الخير بالنفس البشرية وتهذيبها لما فيه صلاح الأرض وإقامة الخير فيها بشكل دائم.

وقد شكل لقاء خادم الحرمين الشريفين مع بابا الفاتيكان بنديكيت السادس عشر أول اختراق جريء وإيجابي في رتابة العلاقة بين أتباع الديانتين السماويتين, وفتح منافذ الحوار الديني بينهما, فالإسلام والمسيحية من الديانات التي تحظى بتأثير مهم في حياة الفرد الإنسان, وفي مدخلات حياته اليومية وقناعاته المعيشية على هذه الأرض.

ومما لا شك فيه أن إطلاق الحوارات المتتالية بين قيادات الدين الإسلامي والمسيحي سوف يكون لها إيجابيات كثيرة وثمار مهمة في توطيد العلاقة وتأصيلها بين المسلمين والمسيحين, والأهم من ذلك أنها ستسهم بشكل مهم في قطع الطريق على المتطرفين من كلا الجانبين وسوف تحد من تأثيرهم في زرع مسببات الاحتقان والتطرف ورفض الآخر والذي يسعى بعض سوداويي الدين المسيحي والإسلامي إلى تثبيته وإدامته بين الفريقين.

ولعل أهم ما يرجى من هذا الحوار المسيحي الإسلامي نفي ما ألصق ظلماً بالدين الإسلامي من وصمات الإرهاب والتعطش للقتل والسيطرة التي ألصقت به ظلماً وعدواناً من خلال تصرفات بعض غير المسؤولين في صفوف أبناء هذا الدين العظيم الذي عرف عنه وعن أدبياته وأسسه احترام الديانات السماوية واتباعها والتأكيد على بيضاوية علاقته معهم وشفافيتها.

يخطئ الكثير عندما يقللون من أهمية فتح منافذ الاتصال مع الشعوب الغربية عن طريق الدين معللين ذلك بعلمانية تلك الشعوب, وإن كان ذلك شيء به وجهة نظر لا يسعنا التطرق لها في هذا المقال, فإن من نافلة القول أن الدين له تأثيره في الشعوب والمجتمعات الغربية أيضاً, وإن تلك العلمانية التي تمارس على مستويات صنع القرار الرسمي وما يلازمها من مسارات اجتماعية لا تعني عدم تأثير العامل الديني في حياة الإنسان المسيحي وقناعاته الدنيوية.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244








 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد