Al Jazirah NewsPaper Sunday  06/01/2008 G Issue 12883
رأي الجزيرة
الأحد 28 ذو الحجة 1428   العدد  12883
من أجل الأشقاء

اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم بالقاهرة الذي يعقد بدعوة من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر استشعاراً منهما لما تمر به الخارطة العربية من ارتباكات واحتكاكات سياسية وأمنية بالذات في فلسطين ولبنان بالإضافة إلى بعض جهود المصالحة العربية العربية, يرجى منه عدة إنجازات وتقديمات للملمة الوضع المتبعثر في هذين البلدين العربيين لما يعوث بهما من عدم استقرار وتشرذم وركود سياسي على مستوى المشروع الوطني الجامع لفلسفة الدولة والمؤسسة على حد سواء.

ففي فلسطين تتسارع خطى الأحداث السياسية والدبلوماسية من جانب إسرائيل تزامناً واستعداداً للزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي جورج بوش التي استقبلتها إسرائيل بتحركات الذكاء والمراوغة السياسية من خلال إزالة بعض بؤر الاستيطان، والحديث التسويقي عن الدولة الفلسطينية الموعودة، ويتلازم ذلك مع تصرفات الشقاق والتشرذم التي ضربت لعنتها الفلسطينيين في أحلك الظروف وأشدها حاجة إلى الوحدة والالتزام بمفاهيم الصف الواحد، لتطلق عنتريات الثأر الحزبي والايديولوجي من قبل رعاع ودهماء السلاح الفلسطيني، التي وصلت إلى حد الاغتيال والاختطاف بل وتعدت ذلك إلى حد حلق الرؤوس والشوارب إمعاناً في التطرف الفئوي والحركي, الذي ضاع بين خباياه هدف النضال وتشتتت في متاهاته فلسفة الوحدة الوطنية بين تعدد الرؤى وأحادية التصرف.

وفي البلد الجميل لبنان يرزح المجتمع تحت وطأة الفراغ الرئاسي وتباين وجهات النظر بين الأكثرية والمعارضة التي فاقمت من أزمتها إطلاق يد التدخل الأجنبي في البلاد وتدخلها في شؤونه السياسية لتزيد من اتساع دائرة الخلاف بين أقطاب وأطياف السياسية اللبنانية ذات الحساسية الفائقة والفسيفساء السياسية والعقائدية المعقدة جداً.

إن أكثر ما يحتاج إليه الواقع العربي الحالي من خلال سعيه إلى معالجة الأزمات وإطلاق مبادرات المصالحة هو تأصيل أدوات الحل للأزمات وتعريبها, ومحاولة حصرها بين الأشقاء العرب من خلال تبادل منافذ الدعم, والتفريغ للأزمات السياسية القابعة في العالم العربي بحلول عربية صرفة تمنع يد التدخل الأجنبي من التغلغل في مساحات وفضاء العالم العربي التي يطمح الكثير من قباطنة الامتداد الإقليمي إلى الولوج إليها والتمركز بها لخلق مجالات حيوية احتياطية وامتدادات استراتيجية لتأمين وتمرير مشاريعهم وأجنداتهم الخاصة.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244














 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد