Al Jazirah NewsPaper Sunday  13/01/2008 G Issue 12890
رأي الجزيرة
الأحد 05 محرم 1429   العدد  12890
أهلاً بفرنسا

تحظى المملكة العربية السعودية بشبكة متكاملة من العلاقات الدولية المؤثرة والخلاقة, التي تسهم بشكل فاعل وديناميكي بالتأثير الايجابي في مسار العلاقات الأممية بين وحدات المجتمع الدولي, ومن هذه العلاقات العلاقة السعودية الفرنسية التي تعد مثالاً يعتد به في صنوف التواصل المثمر على أساس قواعد التخادم السياسي الايجابي والنظيف, فالرياض وباريس تجمعهما علاقة تاريخية ضاربة في القدم تعود إلى اعتراف باريس بالملك عبدالعزيز سلطاناً على نجد عام 1929م, وما تلى ذلك الاعتراف من لقاء مهم كان بضخامة الملك فيصل رحمه الله والرئيس الفرنسي الفذ شارل ديغول.

وفي حاضر اليوم تعد العلاقة السعودية الفرنسية من أقوى العلاقات الدولية التي تساعد بايجابيتها في استقرار المجتمع الدولي وارساء قواعد الأمن والسلم فيه, فمع ان المجال الاستثماري بين البلدين قد اصل أطر هذه العلاقة حيث احتلت فرنسا وإلى وقت قريب مرتبة ثالث دولة في الاستثمار في المملكة, فان الجانب السياسي أيضا الذي يستند على قواعد صلبة من التوافق في وجهات النظر, يعد من اهم مقويات وأسس هذه العلاقة, فقد ظلت الرياض وباريس دائماً على مسافات متقاربة في قضايا عدة من أهمها القضية الفلسطينة التي نعرف مواقف فرنسا العادلة منها, وأيضا الموقف الفرنسي من اشكالية غزو العراق ومغامرة تدمير استقراره الاجتماعي والسياسي, والأهم من ذلك كله قضية الملف النووي الايراني واتفاق وجهات النظر بين البلدين على ضرورة اخلاء الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل وحل اشكالية إيران النووية عن طريق السبل والمساعي السلمية بعيداً عن استخدام القوة التي لن يكون لها من اثر على المنطقة سوى جلب المزيد من الارتباكات الاقليمية والامنية في دول المنطقة, ولا يفوتنا ايضا الاشارة إلى المساعي الحميدة التي تبذلها باريس في حل معضلة الوضع في لبنان بين فرقاء الخارطة اللبنانية.

وغيرها من القضايا الكثير التي سوف تكون على طاولة المباحثات بين القيادة الفرنسية والسعودية خلال الزيارة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي للرياض لتطلق رزمة جديدة من الجهود الثنائية البناءة تجاه العديد من القضايا الدولية والإقليمية.

تنطلق أهمية العلاقة السعودية الفرنسية وما يأتي في إطارها من زيارات وتنسيق وتبادل وجهات نظر كونها علاقة تاثير امتدادية إلى ما هو ابعد من نطاق الدولتين فالمملكة كما هو معروف هي العمود الفقري لمجلس التعاون الخليجي وقبل ذلك هي الواجهة العربية والإسلامية الأولى, وباريس (صديقة العرب) لها ثقلها المعروف في منظومة الدول الفرانكفونية والاتحاد الأوربي وهي مالكة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن, كل هذه العوامل والمعطيات تجعل العلاقة السعودية الفرنسية مبشرة بالخير وترشحها إلى مزيد من الايجابية والانطلاق إلى الامام لما فيه صالح الشعبين العريقين من تبادل ثقافي وعلاقة حضارية مميزة تجعلنا نستقبل زيارة الرئيس نكولا ساركوزي إلى الرياض قائلين... أهلاً بفرنسا الصديقة.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244










 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد