Al Jazirah NewsPaper Saturday  19/01/2008 G Issue 12896
رأي الجزيرة
السبت 11 محرم 1429   العدد  12896
إسرائيل وسياسات العقاب الجماعي

لا نجانب جادة الصواب إن قلنا إن دولة الكيان الإسرائيلي حاضنة للإرهاب الرسمي ومتبنية له بكل المقاييس, فمجرد مسح بسيط للسياسات الرسمية العنيفة بالعالم التي تتبعها الدول تجاه أقليات أو منظمات معادية لها, نجد أن دولة إسرائيل بساستها العسكريين الذين تخرجوا من مدارس الديكتاتورية العسكرية والقتل والاضطهاد, أصبحوا يمثلون الواجهة السوداء للدولة والسياسات الرسمية في عالم اليوم, فها هي إسرائيل تتعذر بإطلاق الصواريخ على مستعمراتها الحدودية مع الفلسطينيين لأجل تطبيق العقاب الجماعي على الشعب الفلسطيني كافة من خلال إغلاق نقاط العبور إلى غزة, وخنقها بكافة مواطنيها من عجائز وأطفال وشيوخ ومدنيين أبرياء, في ظاهرة تعد الأعنف والأقسى في عالم اليوم الذي يلهج لسانه الدولي برفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان.

لقد أضحت السياسات الإسرائيلية التي تمارسها النخبة الحاكمة في تل أبيب من خلال تشريع عمليات الاغتيال والقصف تحت مسميات واهية وسخيفة (مثل القتل المستهدف) وما يضاف إليها من تجويع للشعب الفلسطيني كافة خير دليل على أن الإرهاب الإسرائيلي هو العامل الأول والكبير في إنماء الإحساس باليأس والاضطهاد الذي تولد وتشعب لدى الفلسطينيين وأطلق قناعات التطرف والتعنت لدى بعضهم فأضحوا يرون أن لا سبيل للرد على التطرف الإسرائيلي إلا بتطرف مماثل له. بل إن السياسات الإسرائيلية الهوجاء التي تؤمن بقناعات الضغط العسكري على الجانب الآخر قد أصبحت هي المهدد الأول للشعب الإسرائيلي وهي المسبب الرئيسي لفقدانه للأمن, خصوصاً عندما نرى ساسة تل أبيب وعسكرها يستغلون قضية النزاع مع الفلسطينيين من أجل حلحلة أزماتهم الداخلية وصرف الأنظار عما تعانيه دولة الكيان من فساد حكومي وإداري خصوصاً داخل مؤسسة الجيش, الذي يعد الدعامة الأساسية للدولة الإسرائيلية, فكلما أتى رئيس وزراء جديد أو وزير حرب جديد على سلم الوزارة في تل أبيب أخذ يمعن في سفك الدم الفلسطيني لإثبات وطنيته وشدته.

لقد أضحت مأساة الشعب الفلسطيني المتجذرة بالتاريخ ومماطلات الاحتلال الإسرائيلي في إعادة حقوقه إليه وعرقلته لجهود السلام الدولية التي يبذلها العالم أجمع بمن فيهم الولايات المتحدة الأمريكية والتي تعد الحليف الأول لإسرائيل, أضحت كل هذه التراكمية من البؤس والاضطهاد التاريخي بأشد الحاجة إلى وقفة جادة من قبل صناع القرار الدولي ومن الهيئة الأممية للعالم لأجل وضع حد لهذه المشكلة الدولية المعاصرة التي تعد الأشد خطورة وحدّة ليس فقط على المنطقة الشرق أوسطية بل على الأمن والسلم الدولي الذي يعتبر مهماً ومسؤولية الحفاظ عليه مسؤولية تكافلية بين وحدات المجتمع الدولي كافة.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد