Al Jazirah NewsPaper Wednesday  30/01/2008 G Issue 12907
الاربعاء 22 محرم 1429   العدد  12907
بتبنٍ من الأميرة حصة بنت سلمان:
منحتان سنويتان للتخصص في الإعلام الصحفي وجائزة سنوية ل رائدة صحفية

«الجزيرة» - جواهر الدهيم

أعلنت صاحبة السمو الملكي الأميرة حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تبنيها جائزة للصحفيات السعوديات تحت مظلة معهد الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي وذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد مؤخراً في قاعة نيارة للاحتفالات حيث تمنح الجائزة لأفضل صحفية وجائزة ثانية لأفضل كاتبة، وجائزة ثالثة لرائدة لمجال الإعلام المقروء، وتخصص منحتان دراسيتان في مجال الإعلام الصحفي، وتهدف هذه المنح إلى صقل مواهب الصحفيات أو المبتدئات السعوديات العاملات في المطبوعات السعودية للإسهام في تنمية قدرات الكفاءات السعودية الإعلامية النسائية في مجالات الصحافة المختلفة، ويبلغ عدد منح الأميرة حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز للكفاءات الإعلامية النسائية السعودية منحتين كل عام بقيمة 600 ألف ريال تشمل تكاليف الدراسة والمعيشة والمرافق وتبلغ مدة كل منحة من 6 أشهر إلى 18 شهراً وفق شروط محددة، وتهدف الجائزة إلى تأسيس كيان داعم يحقق رؤية خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لتمكين المرأة من المشاركة في بناء المجتمع السعودي في إطار الشريعة الإسلامية والتقاليد الاجتماعية المعتدلة، وتعضيد جهود معهد الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي الرامية إلى توطين الوظائف في صناعة الإعلام في مجال الصحافة لمدة لا تقل عن 15 عاماً، كما أن الجائزة التي تحت إشراف معهد الأمير أحمد بن سلمان تعتبر تخليداً لذكرى الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز رحمه الله في ترسيخ الصحافة. وخصوصاً الصحافة النسائية والصحفيات السعوديات وتكريماً للمبدعات والمتميزات من الكاتبات والصحفيات، وتمنح هذه الجائزة وفقاً لشروط تحددها لجنة الجائزة، وفي المؤتمر الذي عقد بهذه المناسبة وحضره عدد كبير من الإعلاميات السعوديات من كافة الصحف المحلية ووسائل الإعلام حيث تفضلت صاحبة السمو الملكي الأميرة حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بالرد على أسئلة واستفسارات الصحفيات حيث رحبت سموها في بداية المؤتمر بالإعلاميات الحاضرات، وفي سؤال لسموها حول عدم ملائمة عمر الصحفية مع شروط المنحة الدراسية؟

أجابت سموها بكل رحابة صدر أرجو تدوين ملاحظاتكم تجاه ما ترونه يخدم الجائزة وسوف يؤخذ بعين الاعتبار ولا شك أن لمشاركاتكم وآرائكم دوراً كبيراً.

وفي سؤال لإحدى الإعلاميات حول أهمية الصحافة الإلكترونية ونصيبها من الجائزة أكدت سموها دور تقنية المعلومات وسوف يؤخذ هذا الاقتراح مستقبلاً.

كما أجابت سموها عن سؤال إحدى الصحفيات حول فروع الجائزة ومجالاتها في التوزيع، فقالت سموها: الجائزة لا تحتمل هذا التقسيم وإن شاء الله سيكون لها فروع وترصد لها جوائز.

وعن الآليات التي سيتم بموجبها تقييم الأعمال أجابت سموها قائلة: هناك لجنة متخصصة تضم نخبة مختارة سيتم تشكيلها تتولى وضع آلية الاختيار والترشيح الذي سيحدد الفائزة من خلال درجات التقييم ونوعية الأعمال وعددها من خلال استبيان يوزع على شرائح مختلفة من المجتمع، وأكدت سمو الأميرة حصة أن الجائزة التي تخضع لإشراف معهد الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي ستأخذ بأساليب عملية الترشيح ومن ثم اختيار الفائزات وفق أساليب واضحة وموضوعية مشددة في الوقت ذاته على أن جميع الأعمال الصحفية المقدمة يشترط ألا تمس بأي من الثوابت الإسلامية أو خصوصية المجتمع السعودي وتقاليده المعتدلة.

كما أجابت سموها عن فكرة الجائزة حيث قالت سموها: إن فكرة الجائزة تبلورت خلال أعمال منتدى الإعلاميات الذي عقد مؤخراً في الرياض وهي خطوة مهمة جداً لدعم المرأة السعودية وتجسيد رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتتمكن المرأة من الإسهام في بناء المجتمع السعودي.

وعن المنحتين الدراسيتين قالت سموها إنها تهدف إلى رفع مستوى العاملات في المجال الصحفي من خلال الدراسة الجامعية في هذا المجال، كما قالت إن هذه الجائزة ما كان لها أن ترى النور لولا توفيق المولى عزّ وجلّ ثم دعم ومساندة وتشجيع سيدي ووالدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي ساند فكرة الجائزة ودعمها لتكون بإذن الله حافزاً للأخوات الصحفيات السعوديات لخدمة مجتمع المرأة السعودية، وألقت صاحبة السمو الملكي الأميرة حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في بداية المؤتمر كلمة قالت فيها: (بصدد الجائزة المتواضعة التي أضعها من خلال معهد الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي أحب أن أقول إنه لشرف لي أن أشترك مع أخوات مثقفات يعملن بكل جهد وجد ليواكبن الطريق الواعد إن شاء الله للمرأة السعودية التي نجد لها الآن نماذج كثيرة مشرفة ومشرقة وقد تسلحت بالعلم وبادرت إلى العمل في كل مجال أتيح لها وكل ذلك مع إيمان صادق لا يخرجها عن تعاليم ديننا الحنيف.

فالرعيل الأول من الصحفيات والكاتبات كافحن بل نقشن في الصخر وواجهن الكثير من الصعاب ليصلن ويوصلن المعلومة والرأي والتحليل ليس فقط فيما يخص الأمور المحلية، بل شققن طريقهن بالبحث المتفاني والدؤوب للخوض في العلاقات الدولية والاقتصاد العالمي في وقت لم يتوفر فيه الإنترنت ولا مراكز المعلومات على الوجه الذي هو عليه الآن وحين كان الرجل أكثر هيمنة في عالم الثقافة والسياسة والاقتصاد في كل الدول العربية ولاسيما بلادنا التي كانت تخطو أولى خطوات النمو والتطور الحديث، ولعل الكثيرين يتفقون معي أن الصحفيات هن من يُضِئن الطريق للكاتبات وللمثقفات وللمرأة العاملة في جميع المجالات، بل الأكثر من ذلك أن الصحفية لها خاصية تنبع من خصوصية المجتمع السعودي المحافظ بلد الحرمين الشريفين، فهي تنقل صورة عالم المرأة إلى عالم الرجل فيكون الفصل فصلاً فكرياً وثقافياً والذي نستطيع أن نتخيل كم يمكن أن تكون سلبياته خطيرة إذا تراكمت في المستقبل خصوصاً اجتماعياً واقتصادياً بالدرجة الأولى، إن استراتيجية وطننا الأبي بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين تتطلع إلى طموح بعيد المدى لتصف في مصاف دول منظمة التجارة العالمية الآن فهذا لا يمكن أن يتم بدون أبناء وبنات الوطن يداً بيد، وهو الواقع الذي يفرض نفسه فالتقنية الحديثة والتقنية المعلوماتية يمكن أن تسخر ليتم هذا بدون خروج المرأة عن تعاليم ديننا الحنيف وبدون اختلاط.

وهكذا تبلورت عندي فكرة مساهمة بجائزة من خلال وبإشراف مركز أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي لأفضل صحفية وثانية لأفضل كاتبة مقال وفق آلية اختيار تحدد لاحقاً، وجائزة ثالثة لرائدة في مجال الإعلام المقروء بشكل عام، كما أعلن بكل حماس وسرور عن تخصيص منحتين دراسيتين في مجال الإعلام الصحفي وفقاً لاستراتيجية قادة هذا الوطن المتلاحم الأطراف ككل، ولكن قبل أن أذكر مشاركتي المتواضعة في هذا المركز كان الأجدى أن أذكر من يضعون اللبنات الأولى والثابتة إن شاء الله والقائمين عليها والعاملين بها من إخوة وأخوات هم من جنود النهضة الثقافية التي هي العماد الأساسي للهوية الحضارية وهم: مجموعة الMBC، وART، ومؤسسة دار اليوم (جريدة اليوم)، ومؤسسة عسير (جريدة الوطن)، ومؤسسة اليمامة (جريدة الرياض واليمامة)، وجريدة الجزيرة، وجريدة المدينة، والشركة السعودية للأبحاث والتسويق، والقائمون عليها والعاملون بها من إخوة وأخوات هم من جنود النهضة الثقافية التي هي العماد الأساسي للهوية الحضارية، وأستطيع أن أقول هنا إنني عرفت عن هؤلاء من أصحاب القلم وممن يقفون وراءه الكثير من خلال أخي المرحوم أحمد، ومنهم من يقدمون عمق أحرفهم بصورته الحديثة على شكل إعلام مرئي ومسموع أو على شكل تقنية معلوماتية فأساسه كل ما هو حديث من إعلام كان وسوف يكون دائماً ما يسجله الإعلامي والإعلامية المثقفون من فكرة تلمحها سرعة البديهة أو سبق أو خبر صحفي أو تحليل أو بحث لما يجري وما هو مأمول فإن مجموعة الMBC وART كمؤسسات مجالها الإعلام المرئي بالدرجة الأولى تعي أن الإعلامي ذا المضمون الراسخ يجب أن يكون له جذور تنبع من القلم ولذلك نرى مشاركة هذه المؤسسات مع المؤسسات الصحفية في دعم الجانب الصحفي من مركز أحمد بن سلمان والذي أخص به هذه الجائزة، لقد عرفت كما أسلفت الكثير من عمالقة الإعلام العربي واستنشقت شذى ذلك العلم من خلال حضور أحمد بن سلمان المفعم بالحياة بنبضها اليومي وقد شاهدت عمل تلك المؤسسات الكبيرة والقائمين عليها والعاملين بها وأحمد معهم يداً بيد أصدقاء وزملاء في المهنة ممن ينتمون إلى جيله ومن المخضرمين بدعم الثقافة والفكر والمرأة السعودية. وهاهم اليوم يشاركون في الحلم الذي راود أحمد كثيراً لتحسين القدرات وتمكينها للإعلاميين والإعلاميات السعوديين وعند المرأة السعودية أشعر أنني أريد إذا سمحتم لي أن أفضي بالجانب الخاص الذي أعرفه عن ثقة أحمد بن سلمان وإيمانه بمشاركة المرأة في النهضة الفكرية، فالصورة الحقيقية للرجل تبدأ من بيته، فكانت لمياء نصفه الثاني بمعنى الكلمة، كانت عينيه وأذنيه في ما يجول في عالم المرأة العاملة والمثقفة والطموحة لتنقل إليه صورة طموحها وتطلعاتها وبالنسبة لي كان دائماً يبث بداخلي الثقة والإبداع وكل ما هو مشوق ومحرض على التفكير فوجدته يحول ثرثرتي الطفولية إلى أن أكون صحفية صغيرة في مدرستي عندما دعم جهدي في إصدار مجلة مدرسية، بل وأمسك بيدي في تعلم تحرير مجلة شذى مدارس الرياض وأخذني بجدية وأحياناً بشكل يومي حين تواجهني أي صعوبة فيها فقد كان مميزاً في تحويل القدرات والطاقات المهدرة إلى طاقة موجهة وكان يقول لي هذا في تصرفاته قبل كلامه، فقد كلفني بعد هذا بإقناعي بعض الرموز النسائية من الرعيل الأول ممن يقفن وراء العمل الخيري والاجتماعي اللاتي كن يتحفظن في الظهور الصحفي خوفاً من أن يكون ظهورهن فيه مراءاة أو مباهاة وقد حملت إليهن روح الفكاهة التي كان يختص بها والتي كانت في أغلب الأحيان تلين جمود الرأي وكانت القصد الأعمق وراء ذلك هو أيضاً ألا تهدر خبرة أولئك المؤسسات لانطلاقة المرأة في المجتمع، وأذكر عند انضمامه للشركة السعودية للأبحاث والتسويق وكانت مجلة (سيدتي) قائمة أنه كان ممن يؤكدون على كسر نمطية حصر المرأة في الأزياء والزينة وأنه كان من أوائل المهتمين بتطويرها لتشمل كيان المرأة الكلي، ومن أجل إسهام آخر يبرز شخصيات نسائية متفردة فكر في مجلة جديدة وترك أمر تسميتها لأمه.. واختارت أمي اسم (هي) للمجلة الجديدة فأصبحت (هي) أيضاً اسما وقالباً ومضموناً تبث روح المرأة بما تشمله من معاني العطاء الإبداعي، وقد ترك لنا أحمد الكثير من الوعود الآملة إلى جانب أربع زهرات واعدات هن نجلاء وياسمين وعلياء ولنا وفيصل الذي أمل أن يقف بجانبهن كما كان أحمد بالنسبة لي خصوصاً نجلاء التي أصبحت تشبهه في ملامحه الداخلية قبل الخارجية وتذكر الجميع به فهي تصبو إلى دراسة الصحافة وتهتم كثيراً بالثقافة والقراءة منذ الآن وكأنها تنصب تلقائياً في قالبه مع أن الجميع يحرصون على حريتها في الاختيار وأن تكون شخصيها مستقلة. ووالدها سلمان هو الأكثر حرصاً على ذلك فهو يثق فيما زرعه في والدها من قبل من مرتكزات تجعل الحرية هادفة إن شاء الله وأتمنى أن تتولى أمر هذه الجائزة، وفي الختام يجب القول إن هذه الجائزة ما كان لها أن ترى النور لولا توفيق المولى عزّ وجلّ ثم دعم ومساندة وتشجيع والدي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي ساند فكرة الجائزة ودعمها لتكون بإذن الله حافزاً للأخوات الصحفيات لخدمة مجتمع المرأة السعودية.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد