Al Jazirah NewsPaper Wednesday  30/01/2008 G Issue 12907
الاربعاء 22 محرم 1429   العدد  12907
أنت
ناصر الفراعنة
م. عبد المحسن بن عبدالله الماضي

أصدقائي خمسينيون مثلي.. وهؤلاء المتبقي من العمر لهم في هذه المرحلة من السن تمثِّل الثلث الأخير من عصارة أنبوب الحياة الذي يشبه أنبوب معجون الأسنان.. وحينما أقول الثلث الأخير من العمر فأنا في الحقيقة أبالغ في الأمل في طول الأجل الذي هو مما حُبِّب لابن آدم.. ولمَ لا وأنا من أبناء آدم الذين خصَّهم الله تعالى بغريزة حب العاجل واستدناء الخير واستبعاد الشر.. وإلا فهي لكثيرين لا تزيد في الحقيقة على العشر الأخير من العصار.. وهذه الكمية للمقل كمية عزيزة أثيرة.. كما أنها للثري كمية مهملة بلا قيمة.. ما علينا.. المهم.. إن أصدقائي الخمسينيين صار من الأمور التي يتواصون عليها (وهذا بالنسبة لنا حدث جديد) هو متابعة منافسة شاعر المليون ثم من بعده أمير الشعراء.. وقيل لي إن هناك خمسينيين آخرون (لا أعرفهم وليس لي بهم صلة) يتواصون على متابعة برنامج (هزي يا نواعم) الذي انتهى كما يقولون بنتيجة غير مرضية.. ولكن متى رضي الناس بحكم لجنة حكام؟!

ما علينا مرة أخرى.. المهم أن الذي أريد قوله وتأكيده هو تأثير برامج تحفيز القدرات والإبداعات.. وبرنامج شاعر المليون أحدها.. والإصدار الأخير منه حقَّق نقلة نوعية عالية.. فقد أدهش الناس بمشاركيه.. واستقطب شرائح هائلة من المشاهدين وشدَّهم لمتابعته.. وبذلك فإن هذا البرنامج يعد في رأيي إحدى الوسائل المهمة في إشاعة الإبداع والتميّز الفردي والتطلع إلى النجومية من خلال المنافسة.. بل ويمكن أن نزيد في صفاته أنه من الوسائل واسعة التأثير لتعليم روح المنافسة.. فكيف نكتسب روح المنافسة ونحن لا نتعرض لها ونمارسها؟

ولو نظرنا إلى ما فعله (ناصر الفراعنة) وحده في هذا البرنامج.. لوجدنا أنه احتل المقدمة في عدد المتابعين له على شبكة (يوتيوب).. بل إن نسبة عالية من الأوروبيين والأمريكيين تابعوه وهم لا يعرفون ماذا يقول.. لمجرد نسبة المشاهدة العالية له من العرب.

(ناصر الفراعنة) أدخل بمهارة الرموز في الحضارات الإنسانية وبشكل كثيف ومدهش لم يكن متوقعاً من شاعر نبطي مع الاحترام الكبير لشعراء النبط.. لكن أليست هذه هي الصورة النمطية التي تجمع شاعر النبط بالخيمة والبعير.. وهي نفس الصورة التي ترسخها صفحاتهم الشعبية ومحطاتهم الفضائية؟!

(ناصر الفراعنة) سوف يظهر له مقلّدون كُثر.. ولا بأس في ذلك في نظري.. فهو سوف يكون قدوة تشيع ثقافة جديدة وتفتح آفاقاً جديدة وتساعد في نمو براعم وإبداعات جديدة.. وسوف يكون مقياساً لهذا الطرق من الإبداع والقدرة عليه.

المشكلة في (ناصر الفراعنة) أنه خرب بقية المنافسة فلم يبرز من يبزه بعد.. وبذلك أوقف المنافسة على البيرق في مبتداه.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5913 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد