Al Jazirah NewsPaper Wednesday  30/01/2008 G Issue 12907
الاربعاء 22 محرم 1429   العدد  12907
وتاليتها
د. هند بنت ماجد الخثيلة

بعد أن (شاطت) الأسعار وحمل همها المواطن في الليل والنهار، ولأننا لا نستطيع أن نرخص أية سلعة على مقولة (أرخصوه) أي اجعلوه رخيصاً بعدم شرائه؛ لأننا مستهلكون بامتياز، فقد أسقط في أيدينا كيف سنواجه هذا الغلاء؟!!

حين أذيع أن شركات الألبان تعتزم رفع أسعار الحليب ومشتقاته..! ولأن هذه المادة بمشتقاتها أساسية في حياتنا، فقد أخذت من مخاوفنا كل مأخذ.

قلت لنفسي: لماذا لا نستغني عن شراء هذا الغلاء بالعودة إلى الأصول؟ وذلك لن يتعدى عدة (منايح) سواء من الماعز أو الضأن، ثم نقوم بحلبها والعناية بها والاكتفاء الذاتي بنتاجها؟

رسخت الفكرة في ذهني، فأوعزت إلى من له دراية ومعرفة في هذا الشأن، فكلمت (عودة) حارس جامعة الملك سعود أن يهب للمساعدة، فما قصر وتم - بحمد الله - شراء عدد من الرؤوس (الدفع) وأودعتها مزرعة لنا على قدرنا.

حان وقت القطاف، فذهبت إلى المزرعة، لأتفاجأ: العامل قد ترك العمل، وأسنده إلى زميل له ليس لديه خبرة ولا مجرد معرفة بالحلب والحلال.

قلت لنفسي: لن تكون تلك مشكلة، فالأمر سهل وفي استطاعتنا أن ننجزه.. لكن الواقع كان شيئاً آخر، فلم نستطع حتى تثبيت الشاة لبدء عملية الحلب.. وقررت أن ذلك يحتاج إلى دروس من أهل الخبرة. ولأن المزرعة في بيئة قروية، فقد ظننت أن الجيران (أبخص) منا بذلك ويمكنهم المساعدة في شرح تكنيك العملية.

المفاجأة أن هؤلاء الجيران كانوا مثلنا يعانون من أمية في الحلب، وكل ما فعلوه هو أنهم أرسلوا إلينا عاملاً باشر من فوره عملية الحلب، حاولت أن أفهمه بضرورة تنظيف الضرع وتعقيمه قبل ذلك لكنه لم يستمع لأنه لا يفهم لغتي!!

نحن أصحاب الحلال أبا عن جد لا نعرف التواصل مع (حلالنا) بعد ما نسينا ثقافة كانت هي الأساس الذي تقوم عليه حياتنا، لكننا فقدناه في هجمة الحضارة العشوائية التي أخشى أن تكون أنستنا مشيتنا، ولم تعلمنا مشية أخرى.

وبإصرار تعلمت كيف مبادئ الحلب من التعقيم إلى البسترة والترويب والتجبين والتلبين، كل ذلك بفائدة ومتعة وتباه بالقدرة على الإنجاز بالعودة إلى عوامل البقاء.

قلت: الآن فليرفعوا أسعار الحليب ومشتقاته، لأنني أنا فقط أستطيع أن أرخصها، فهل سيتجه غيري إلى ذات السبيل، حتى وإن طال الغلاء الأعلاف، لأن التجار يعرفون من أين تؤكل لحمة الكتف.. وتاليتها؟!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5940 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد