لا بد أن نشكر في البداية وزارة الصحة على تبنيها مشروع اليوم الوطني لشرب الحليب للعام الثاني على التوالي تحت شعار (اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه) حتى وإن أدرج ضمن الأيام التي يحتفل بها العالم أجمع إلا أن استمرار الوزارة في تنفيذ هذا اليوم يندرج تحت مسؤوليتها في الحفاظ على صحة وسلامة كافة أفراد المجتمع بهدف ترسيخ السلوك الصحي السليم لديهم وتعزيز المفاهيم الصحية السليمة من أجل إنسان صحي ومعافى.
هذا الشكر والثناء على الجهود المبذولة من القائمين على اليوم لا يعني تقديم بعض الملاحظات والاقتراحات لتطوير البرنامج وتحقيق الفائدة المرجوة وقد كنا كمواطنين ومقيمين نتطلع أن تسعى الوزارة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة والقطاع الخاص لتبني حملة مسبقة بالتعاون مع التجار أنفسهم في إعادة أسعار الحليب لسابق عهدها تضامناً مع اليوم الوطني خلال ذلك اليوم وتكريم المتفاعلين والمتجاوبين من التجار ومنافذ البيع.
كنا نتطلع أيضاً لتأجيل البرنامج في حال عدم تجاوب التجار مع الحملة في خفظ الأسعار أو إعادتها لسابق عهدها ولئن كانت تلك الفعاليات رافداً للحملة الوطنية لمكافحة هشاشة العظام فإنها أيضاً من أهم الروافد لحملة مكافحة التسوس.
يقول د. خالد بن محمد مرغلاني المتحدث الرسمي لوزارة الصحة إن الحملة تستهدف الأطفال بكافة شرائحهم حيث تم تخصيص أكثر من (5) ملايين عبوة لجميع المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم للبنين والبنات وسيتم توزيع عبوات الحليب والمطويات التوعوية الخاصة بالحملة على كافة المناطق إضافة إلى المرافق الصحية التابعة لوزارة الصحة وحقيقة أن تخصيص (5) ملايين عبوة صغيرة من الحليب وتوزيعها على قرابة (5) ملايين طالب وطالبة في المملكة وهو الرقم الاحصائي المعلن من وزارة التربية يعني أن كل طالب وطالبه يفترض أنهم تسلموا عبواتهم من الحليب لكن الواقع يشير إلى عكس ذلك وأعرف على المستوى الشخصي بحكم انتمائي للتعليم أن (10) مدارس في قلب العاصمة الرياض لم تتسلم عبواتها من الحليب عامين متتاليين وقد تكفلت مدارسهم بشراء الحليب العام الماضي وتوزيعه على الطلاب بالمجان والسؤال أين ذهبت عبوات الحليب في عدد كبير من مدارس البنين والبنات المنتشرة في المملكة ومحافظاتها ونحن نعلم أن الهدف من الحملة هو تأصيل عادة شرب الحليب لدى الطلاب لتقوية عظامهم لا شراءه وتوفيره لهم لكن ذلك لا يعني أن نغفل الجهود التي تقوم بها وزارة الصحة في تخصيص هذا العدد من العبوات فمن المسؤول عن عدم إيصالها للطلاب والطالبات في كل المدارس خاصة أن الحملة صاحبها حملة إعلانية وإعلامية جيدة في الصحف والتلفاز أكدت غير مرة أن (5) ملايين عبوة حليب ستوزع على المدارس.. مما يجعل إجابة أحد الطلاب الصغار على تساؤله من سرق حليبي؟ محيرة فعلاً!!