قيل إنها نصف المجتمع، وهي ركيزة أساسية لمجرى حياة الرجل، وإكمال للجزء المفقود لحياة الإنسان، من حقها أن تتعلم ومن حقها أن ترى طريق ما يناسبها بقيود لا تتعدى أسس الشريعة الإسلامية، قيود ووضوح من الباري عزَّ وجلَّ، أيضاً ما قال الرسول عليه الصلاة والسلام.
والمملكة بعدد سكانها نجد أن نصف عدد السكان من الإناث وهناك عدد ليس بقليل وإحصائية تفيد أن هناك مليون (عانس!)، وقد تكون هناك أسباب وعضال أدت إلى التزايد المذهل للعوانس لدينا، وعند البحث عن الأسباب الحقيقية هي بالأصل مجرد (نظرية) لا نجد لها مبرراً ولا نجد لها معيناً، أسباب قد تكون من الوالدين بفرض القيود وشرط الزواج من القريب ورفض الفتاة لذلك، كم من شخص غير (قريب) تقدم للفتاة ويكون لديه ما تريد الفتاة من حمل الشهادة ونضوج عقله ومركزه الوظيفي، ولكن تجد الصدود والرفض من قبل والديها معللين ذلك برغبتهما بزواجها من ابن عمها أو ابن خالها وهي نظرية مع الأسف نجدها متداولة في المنازل، نظرية أصبحت ضحيتها الفتاة، ونحن نعلم أنه من شروط صحة عقد النكاح هو موافقة الفتاة للزواج، ومن حقها الرفض إذا وجد سبب ذلك، إن عملية فرض القرار لهو بالحقيقة من أسباب خروج الفتاة وعدم استمرارية الحياة الزوجية، وهذا من أسباب تعدد الطلاق أيضاً، كثير من الفتيات لديها الطموح، تطمح بالرجل المتعلم، بالرجل القادر على تحمل المسؤولية، مكانته الوظيفية جيدة، هي ليست شروطاً بقدر ما هي أمنيات.
هناك آباء نجد منهم روح التفاهم وروح الحديث ذي الطابع القريب إلى العاطفة (يبحث عن رضا ابنته) متفهمين ما تريد، لا يرغمونها على أشياء لا تريدها، عندما يتقدم شاب لابنته يبلغها بذلك ويملي عليها بكل ما يتعلق به من أشياء كالوظيفة والعمر والشهادة التي يحملها، ويضع (الخيار لها)، والنصح والإرشاد وتوضيح ما هو مفيد الذي له دور أساسي ورئيسي لإقناع الفتاة للزواج (إذا كان الأب فعلاً يبحث عن مصلحة ابنته) فلا تهمه المظاهر والمغريات المادية بقدر ما يبحث عن الرجل المناسب لابنته، نعم المادة هي سر السعادة بين الزوجين وقد يكون عنصراً مؤكداً لاستمرارية الزوجة مع الزوج، ولكن مع الحديث مع أصحاب الشأن في عقود وفسخ الأنكحة أفادونا أن المادة هي تلبية رغبات ولكن فقدان المسؤولية وعدم (المفاهمة) مع وجود نظرية عمياء للرجل من ناحية زوجته بمعاملتها كأنها جارية لديه! أدت إلى ما هي عليه.. ويكون الأب سبباً رئيسياً لذلك!
كم من فتاة موجودة في المنازل؟
كم من فتاة تتحسر وهي تتقدم بالعمر ولكن قيود الآباء غير المرضية محيطة بها؟!
لا نجد مبرراً رئيسياً سوى (قرارات عنجهية) لا تفيد، بل تضر من آباء يبحثون عن التميز ولا يبالون بمصلحة ابنتهم، والصداق أيضاً يقف عائقاً لزواج الفتاة، وقد وجد هذا الموضوع صدى في المجتمع وقد حثَّ ديننا الحنيف على الرضا والاقتناع، ومع وجود الزيادة الفاحشة في المهور ووضع شرط رئيسي بمبلغ وقدره وعدم الاقتناع بما تقدم به من يريد أن ينكح ابنته هو الفشل بعينه وسبب لتفاقم عملية التزايد المستمر للعوانس لدينا، وهناك من يربط ويشرط زواج ابنته بالمعيشة المحيطة به، نجد أن تلك العائلة (مترفة) وتريد أن يكون من تقدم لابنتهم لا ينقص من طريقة عيشهم شيئاً!! نفس النمط لا يتغير، يرفضون من يكون (على قدر حاله) ولا يعلمون أن هذا الشخص قد نجد فيه سمات الزوج بعد توفيق الله بعكس من تحيط به المادة والمادة ليست كل شيء، وما أدراك لعل القلوب تتوادد وتتقرب بين الزوج وزوجته وترضى بزوجها ويستمران في حياتهما الزوجية وينزل الله عليهما المودة والرحمة!
ونظرية زواج الكبرى قبل الصغرى لا تتعدى معضلتها عما ذكرناه سابقاً، معللين أنه من الظلم أن تتزوج الصغرى قبل الكبرى ولا نعلم حتى كتابة هذا المقال ما هي وجهات نظرهم، وحتى لو علمنا ليس بمبرر ولكنها أعراف نجدها قد ظلمت كثيراً الفتيات.
التوازن الفكري وعدم الابتعاد عما قدر الله والمفاهمة والنظرة الثاقبة والرضا قبل كل شيء هي وليدة ونجاح الزواج وكسر قاعدة (تزايد العوانس)، فالمسألة أصبحت خطيرة والمنازل يقطن فيها كثير من الفتيات بأسباب وضعت من قبل أولياء الأمور وقد يحاسبون غداً عند الباري عزَّ وجلَّ.
s.a.q1@hotmail.com