Al Jazirah NewsPaper Wednesday  30/01/2008 G Issue 12907
الاربعاء 22 محرم 1429   العدد  12907
رحم الله الرجل المبتسم
عبدالرحمن الفراج - مدير مكتب جريدة الجزيرة في بريدة (سابقاً)

صالح بن علي العجروش وخالد بن حمد المالك، لا يذكرهما أحد إلا وتبرز مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر، ولا تذكر الجزيرة إلا ويبرز الاثنان معا.

قبل حوالي ثلاثين عاما كنت أمارس عشقي بالمطالبة لبعض حاجات مدينتي من خلال صفحة (قضايا محلية) في جريدة الجزيرة، فأشار علي الأستاذ محمد الرجيعي -رحمه الله- وكان منتسبا لجريدة الجزيرة منذ الثمانينات الهجرية حينما كانت تصل إلى بريدة من الغد عن طريق البر وفي سيارة أجرة ويقوم بتوزيعها بطريقة عجيبة حتى أن بعض المواقع تصل إليها عبر دراجة عادية، فكان مديرا ومحررا وموزعا.

المهم عرض علي أن ألتحق بجريدة الجزيرة، وفعلا أعجبتني الفكرة وبدأت التعاون مع الجزيرة كمحرر, حتى فوجئت في يوم من الأيام الجميلة بمكالمة يطلب صاحبها مني الاتصال بمدير عام المؤسسة لأمر هام، وفعلا اتصلت وإذا بصوت رجل لطيف ورقيق، وإذا هو الأستاذ صالح بن علي العجروش مدير عام المؤسسة ليبلغني بترشيحي مديرا لمكتب الجزيرة والمسائية في بريدة، وبعد المكالمة الجميلة مع (أبي خالد) صدر القرار وبقيت على تواصل معه وأبي بشار حتى غادرت الجزيرة في ظروف طالت معظم زملائي في المكاتب الداخلية، حيث أحدثت حينها زلزالاً هز كيان الجزيرة وكادت أن تعيدها سنوات إلى الخلف، إلى أن عاد إليها ربانها الماهر وقائدها المحنك أبو بشار مرة أخرى ليعيد الجزيرة إلى موقعها الطبيعي كعشق دائم لنا جميعا بجهوده الرائعة مع رجالاتها كل في موقعه.

كانت ذكريات جميلة لا تمحى من الذاكرة، حيث كثر تواصلي مع (أبي خالد) وقابلته أكثر من مرة، فكان نعم الموجه ونعم الصديق، حيث يملك وجها مبتسما بشوشا، فلم أره يوما عابسا، بل يشعر كل من يلتقي به بحنان الأبوة مع رهبة الإدارة، وكانت تتكسر على صخرته أعتى المشاكل وتنتهي إلى لا شيء، وكان صوته يشعرك حينما ينساب عبر الهاتف باللطف والسماحة وانتقاء العبارات الجميلة مع دعابة لا تفارقه (رحمه الله).

كان صالح العجروش - رحمه الله- دقيقا في حديثه ومنصتا رائعا لكل كلمة يسمعها، بل لا يحكم على أي قضية حتى يستكمل كل أطرافها، لا سيما مع كثرة الاتصالات التي ترد للمركز الرئيس من المعلنين أو المشتركين حينما كانت المؤسسة مسؤولة عن كل شيء من الصف وحتى تصل إلى يد القارئ، من خلال محررين وإداريين وسائقين. الحديث عن (أبي خالد) لا يكفيه أسطر ولا صفحات، لكنها خواطر وردت حينما علمت مطلع الأسبوع الماضي بوفاته (رحمه الله) فأحببت أن أقول فيه ما لا يرغب أن يقال عنه في حياته، لما يتمتع به من تواضع جم وخلق رفيع ولين معشر، (ومن يرغب أن يسمع طرفا من ذلك والكثير منه فسوف يجده عند ألصق الناس به في حينها وأقربهم إليه... إنه أبو عوض)، فرحم الله صالح بن علي العجروش وأسكنه فسيح جناته وألهم أسرته وذويه ومحبيه الصبر والسلوان إنه سميع مجيب.



aalfrraJ@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد