قصيصات ورقية مرقمة تنظم حركة المئات الذين يتابعون أعمالهم اليومية في كثير من الدوائر الحكومية قبل الخاصة كفيلة بأن تعطي المواطن والمقيم والسائح نوعاً من الاحترام الذي يفقده عندما يفكر أن يصطف لقضاء حاجة من حوائج الدنيا على أبواب تلك الدوائر. إن كنت تعاني من أزمات تنفسية أو ليس لديك قدرة رياضية وجسمانية كافية فلا تفكر في يوم من الأيام أن تلقي بيدك في التهلكة عندما تحاول أن تمد يدك بين أيدي العشرات ممن تتسابق و تتدافع أيديهم على شباك ذلك الموظف الذي لا يسعفه الوقت أن ينجز حتى ما بين يديه من الأوراق التي تأتيه من تحت الطاولة.
الغريب أن هذا المشهد تجده حتى في بعض المقرات الرئيسية لبعض البنوك التي تدعو إلى مستقبل واعد لغد أفضل عند الاستثمار البنكي فيها.
أي مستقبل واعد وأي غد أفضل حينما يقهر الإنسان من ذلك التعامل الذي يلقاه من بعض تلك البنوك.
يكفيك أن تقوم بزيارة واحدة لبعض تلك البنوك لترى تراكم الناس على نوافذها وإن اصطفوا في طابور واحد. قد يتراءى لك أن هؤلاء يصطفون أمام مؤسسة خيرية يطلبون منها ويستجدون وليس أمام بنك يطلبونه أموالهم.
هذا المشهد يهون عندما تراه يتكرر بصورة أكثر مأساوية في بعض مستشفياتنا التي يعاني مراجعوها الأمرين.
مرارة الألم والمرض ومرارة الطوابير البشرية المتراكمة. قصيصات ورقية مرقمة ترتب تلك الطوابير كفيلة بأن تعطي نوعا من الاحترام لنا وصورة حضارية لمؤسساتنا ودوائرنا العامة والخاصة. المضحك المبكي أنه قد لا يخلوا جدار من تلك الدوائر مما معناه (راحتك شرف لنا).