داهمني ذات يوم كابوس مزعج جداً لقد أفزعني في منامي رأيت نفسي أسكن مدينة فقيرة جداً وكان بيتنا عبارة عن غرفة واحدة جدرانها من اللبن والطين وسقفها من سعف النخل ونعيش فيها أنا وزوجتي وأبنائي وكانت ليلة باردة جداً والجو ماطر ولا يوجد أي غطاء سوى الحصير الذي ننام عليه ووقتها كان ابنائي يتضورون جوعاً، وأنا أعمل في مزرعة تبعد عن القرية قرابة الساعة ونصف مشياً على الأقدام ويكون خروجي في الصباح الباكر وأعود بعد صلاة المغرب ولا توجد مساجد ولا مستشفيات ووسائل النقل بدائية وكنت أحضر إلى زوجتي وأطفالي وهم يتضورون جوعا وعيناي لا تستطيع النظر إليهم وصرخت صرخة بعدها استيقظت من هذا الكابوس المزعج ونظرت حولي فإذا بأطفالي يلعبون حولي وهم في أحسن حال، ونظرت إلى السماء وشكرت ربي على هذه النعمة لقد أثبت لي هذا الكابوس كم نحن في نعمة لا توجد عند غيرنا اللهم لك الحمد والشكر ويجب أن نحافظ على هذه النعمة الغالية فكم من الدول الفقيرة تعاني وكم من الناس في هذه الدول لا يجد الدواء وسلم أمره من غير حول ولا قوة لرب العالمين.
تخيل أخي المسلم نفسك في هذا الكابوس.. هذا ليس كابوسا هذا موجود في بعض الدول أسأل الله أن يمن عليهم بنعمه. سوف ألقي عليك بعض الأسئلة وأريد إجابتك.
هل مر عليك يوم دون أن تتناول وجبة العشاء انت وعائلتك؟
هل ذهبت يوماً إلى عملك مشياً على الأقدام؟
هل مر عليك عيد لم تلبس ملابس جديدة؟
هل نمت في شدة الحر الملتهب بدون مكيف هواء؟
وبعد هذه الأسئلة أنا أحمد ربي وأشكره على الاسلام وأشكر ولاة الأمر وعلى رأسهم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين سيدي سلطان بن عبدالعزيز آل سعود وجميع القائمين على هذه البلاد. كما نشكر جريدة الجزيرة والقائمين عليها وكما أنها هي جريدتنا الأولى فما لنا غنى عنها.