Al Jazirah NewsPaper Wednesday  30/01/2008 G Issue 12907
الاربعاء 22 محرم 1429   العدد  12907
رفرفه
شاعر التهريج!!
عبدالرحمن حمد العتيبي

التهريج عمل يتصور مقدمه أن الناس تضحك منه..

والناس في الحقيقة تضحك عليه..

لذا فالمهرج يحرص أن يكون (زيه) مختلفاً عن زي جمهور الحضور..

من باب أن (اتفاق) الأزياء قد يصبح للضحك قضية!!

فغالب الجمهور يستحي أن يلبس (أزياء) ذلك المهرج لأنهم يكرهون أن يكونوا مثاراً للضحك..

حتى لو قبلوا أن يضحكوا عليه وعلى من لبسوا زي (التهريج)!!

منبر المهرج مسرح..

لكنه لا يشبه ذلك المسرح الذي يقدم الشاعر خلاصة مشاعره عليه (شعراً)..

لأن لمسارح الشعر صبغة (أدب) فالشعر أدب ابن أدب!!

عندما يرتدي الشاعر (زي) التهريج فإنه يخدش ذلك الأدب..

ويصبح محسوباً عليه.. لا محسوباً له..

لأن التهريج في الشعر (قرق) على رؤوس (الأصحاء).. لا يقدمه إلا (المرضى)!!

والشجاعة التي تعطي للشاعر ميزة (الإقدام) على مثل هذا العمل هي شجاعة (مريضة)!!

استثمار كمية (العبط) الموجودة في بعض الشعراء وعرضها في علب (تهريج) هو مشروع فاشل..

لأنها بضاعة قصيرة الأجل.. وتفسد بسرعة وعندها تصيب بتسمم للذائقة.. وتصبح خسايرها أشنع من ربحها الوقتي السريع!!.

كما أن الضحك والتصفيق حتى لو تعالى فإنه ضحك على خيبة الشعر.. وتصفيق أسى على سوء حاله..

ويكفي من أسى هذه الحالة أن يصبح الشاعر منعوتاً وحائزاً على لقب (شاعر التهريج)!!

ألا يكفي هذا بأن يجعل المهرج.. عفواً قصدي الشاعر يكره ملابسه التي جمعت كل الألوان المتناقضة في العالم لكنها.. خلت من (لون) الشعر!!



up0000@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد