Al Jazirah NewsPaper Monday  04/02/2008 G Issue 12912
الأثنين 27 محرم 1429   العدد  12912
القضاء على العنوسة بالعمل

كغيره من المجتمعات العربية يعاني المجتمع السعودي من ظاهرة العنوسة التي طالما تحدثنا عن أسبابها، وولجنا إلى مدخلاتها وأرجعنا معللاتها إلى غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج، التي ساهمت في انتشار وتفشي هذه الظاهرة الاجتماعية ذات المرجعيات والمسببات الاقتصادية في المقام الأول, وبما أن المسبب اقتصادي فإن الحل لا يخلو أيضاً من الطرح الاقتصادي الذي يفترض به أن ينبثق من الجانب المتضرر والواقع تحت وطأة جريان سني العمر، ونعني به المرأة ذاتها التي يمكنها أن تخرج نفسها من بين فكي الركود والانتظار السلبي (لابن الحلال) من خلال اقتحام ميدان العمل والجد في تحصيل الدخل المادي الذي يكون عوناً على مجابهة مصاعب الضغط المعيشي مع شريك العمر, ويجعل أسهم المرأة في فرصة دخول الحياة الزوجية أكثر وأعلى من ذي قبل؛ فإذا كان الكثير من الشباب يثقلهم هم وهاجس ثقل تكاليف الحياة بعد تكوين الأسرة, ويتعلل بعضهم بأنهم من ذوي الدخل المحدود، فإن المرأة العاملة وذات الشخصية الاعتبارية مادياً تكون بمثابة العامل المساعد والمشجع على إنهاء هذه العلة والهاجس, ولعلنا نشاهد ما تحظى به النساء العاملات من فرص الزواج كالمعلمات وغيرهن من ذوات الدخل الوظيفي, الذي أصبح من أهم عوامل ومساعدات ركوبهن لقطار الزوجية والنفوق من انتظار محطة العنوسة, بعد أن كون شخصياتهن الاعتبارية والاجتماعية كأفراد وعناصر اجتماعية فاعلة ومثمرة في محيطهن وفضائهن العائلي والاجتماعي أيضاً.

عندما نتحدث عن دور عمل المرأة في القضاء على ظاهرة العنوسة فإننا نتناول بالحديث البحث عن فرص عمل وادخار واستجلاب دخل مادي يتعدى معايير الاشتراطات والتلكؤات التي تشترط الحصول على فرصة عمل معينة (كما هو الحال مع إشكالية البطالة في المجتمع) بل إن الأمر يتعدى ذلك كله إلى النفوق من طوابير الانتظار السلبية وإطلاق الطاقات ومد الأذرع إلى الإنتاج، واقتحام فضاء المجتمع بالعمل والتحصيل، والمساعدة في تكوين الأسرة وبناء الزواج الناجح واليسير، وهو الأمر الذي يعتبر من أهم المسؤوليات الملقاة على عاتق المجتمع التكافلي، الذي يفسر قضاياه وإشكالياته العالقة ويحدد مسبباتها ليصوب لها طرق وأساليب الحل والمعالجة, حتى وإن كانت هذه المعالجات من صنوف الحلول طويلة الأمد وذات الطبيعة المتشابكة والشائكة أحياناً، فإن العمل بالحل خير من احتضان المشكلة والربوض عليها.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244






 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد