Al Jazirah NewsPaper Tuesday  05/02/2008 G Issue 12913
الثلاثاء 28 محرم 1429   العدد  12913
قباطنة الحرب والخيال

إلى متى يتمترس الإسرائيليون خلف قناعات الحرب والاقتتال؟ والى متى سيستمر المسيطرون على صناعة القرار السياسي والتعبوي في شحن مخاوف المجتمع الإسرائيلي حول الغول العربي القادم إليهم بأدوات السبي والتدمير, وهل أصبحت هذه المزايدات الداخلية في إسرائيل تجد أذناً ووجداناً يستمع إليها ويطرب لها كما كان الوضع في حقب الستينيات والسبعينيات قبل معاهدات السلام والولوج في أحلام وطموحات العيش المشترك مع الجيران العرب.

كل هذه التساؤلات تقدح في ذهن المتابع للشأن الداخلي الإسرائيلي وعملية السلام وهو يرى ويسمع كل يوم ترهات وتحذيرات بل وتخوفات ساسة السلاح الإسرائيلي، التي كان آخرها ما قاله أحد جنرالات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي, الذي أكد أن على إسرائيل أن تستعد في قادم الأيام لهجوماً مكثفاً بالأسلحة البالستية يطال جميع أراضيها ويضربها في عمق أمنها القومي والاستراتيجي.

مثل هذه الأطروحات التي يتبناها مبرمجو العقل الإسرائيلي التي عملت مع غيرها من طوباويات الخيال التوراتي التي يعتقد بها صهاينة المجتمع الإسرائيلي على قذف كل مشروعات التسوية إلى ما خلف حدود الواقع من خلال العقلية الثنائية المدمرة (للسلاح والكتاب)، فجنرلات الحرب يطلقون التحذيرات من الهجوم القادم على البلاد الإسرائيلية، ومتدينو المجتمع يؤكدون الحق السماوي الوحيد في الأرض المقدسة التي يجب أن تعد لما تحبل به قادم الأيام من مقادير وثوابت وأحداث يعتقد بها المتدينون ويعدون العدة لها كمخططات هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه وغيرها مما يربض على صدر المجتمع الإسرائيلي ويحبسه في حدوده.

مجتمع مفعم بكل هذه الشحنات والكوارث العقلية التي تبث له يومياً وبشكل منتظم لا يمكنه أن يجنح إلى السلام، ولا يمكن لأجياله القادمة أيضاً أن تقتنع بأطروحات التسوية، إلا في حال انعتاقها من طوق وقيد طوباويات الحرب والخيال, وهو الأمر الذي إن لم يحدث وإن لم يخلقه الفرد الإسرائيلي بذاته, فإن من نافل القول والحقيقة أن نقول على كل مشروعات التعايش المشترك في المنطقة مع إسرائيل السلام، وقبل ذلك كله على الشعب الإسرائيلي السلام.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244






 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد