Al Jazirah NewsPaper Tuesday  05/02/2008 G Issue 12913
الثلاثاء 28 محرم 1429   العدد  12913
النظافة.. همة ومسؤولية
مصطفى محمد كتوعة

الإسلام دين النظافة وقد حثنا عليه ديننا الإسلامي العظيم ولكن ما يدعو للأسف أن ممارسة النظافة وتطبيقها تشهد مفارقات غريبة وعجيبة من البعض، وما أكثر ذلك بين مهمل للنظافة في محيطها الخاص وبين مهمل في شكلها ومظهرها وفي مضمونها وجوهرها. وبين إفراط في جانب وتفريط في آخر.

إن النظافة قيمة من قيم وتعاليم ديننا الحنيف ويجب تطبيقها بشكل كامل متكامل دون تجزئة لمظهرها في حياة الشخص رجلاً أم امرأة أم صغيراً.. وفي البيت والعمل وفي الشارع العام وصولاً إلى قرية ومدينة نطبقه ليكون عنوان أهلها وسكانها. فكما أن الكتاب كما يقولون يقرأ من عنوانه.. فإن النظافة نراها في مظهرها في السلوك وفي جوهرها داخل النفس ومن المهم الإشارة هنا إلى أن مظهر النظافة يعكس جوهر صاحبها وتعيشه وسلوكه في ممارسة النظافة الشخصية والعامة. كما أن مستوى النظافة لدى الفرد يعكس في نفس الوقت أسلوب حياته فبيننا من يحرص على النظافة في حياته الشخصية ومحيطه الاجتماعي.. وبيننا من يهتم أو تهتم بالترتيب وتنسيق الأشياء المتعلقة به. وهنا أقول أن النظافة والنظام صنوان لا ينفصلان عن بعضهما البعض ويعكسان نفسية صاحبها. فيما نجد البعض يعيش حالة من غياب النظافة والنظام تجاه نفسه وغرفته وبيته ومكتبه وحتى الحقيبة الشخصية. هنا أشير إلى نقطة مهمة تتعلق بالجانب التربوي بشقيه الأسري والمدرسي.. فالبيت هو المدرسة الأولى للسلوك، وفيه القدوة إما إيجاباً أو سلباً فيما يتعلق بأمر النظافة كما هو دور الأسرة تجاه النظافة والنظام في منزله يأخذ عنه أبناؤه صفة الإهمال للنظافة حتى تتمكن من سلوكيات بناتها في حياتهن وهن زوجات وأمهات في المستقبل لذلك فالنظافة فهم واعي لتعاليم الدين الحنيف وسلوكيات تراكيبه تمثل حلقات مترابطة في فهم وتطبيق النظافة من الجميع وتعاونهم كبيراً وصغيراً. وإن كانت الزوجة والأم تتحمل العبء الأكبر والمباشر بحكم أعبائها والتزاماتها المنزلية، فإن الأب والأبناء عليهم التعاون في تأكيد وتحقيق النظافة.. فإن لم يقوموا بها كإهمال المنزل فعلى الأم المحافظة والمساعدة عليها. ونأتي بالمدرسة والمعهد والكلية وكل مؤسسة تعليمية.. فهي المجال الأكثر تأثيراً بهم بمفهوم النظافة في حياة الفرد الذي هو (الطالب والطالبة).. فكل منهم يحرص على النظافة الشخصية والمظهر للائق خلال اليوم الدارسي ولا مجال للإهمال في ذلك لأسباب عديدة لا محال لتفصيلها هنا. أخيراً أصل النظافة كسلوك عام في المجتمع فالنظافة على المستوى الاجتماعي الأوسع تحتاج إلى تضافر بين الجميع كسلوك إسلامي حضاري والحفاظ على البيوت النظيفة مسؤولية الجميع وليست جهة بعينها كالبلديات رغم مسؤوليتها.. فهل تصبح النظافة سلوكاً ومسؤولية شخصية وعامة آمل ذلك والله المستعان.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد