Al Jazirah NewsPaper Thursday  13/02/2008 G Issue 12921
الاربعاء 06 صفر 1429   العدد  12921
أضواء
أوباما في طريقه لتحقيق حلم السود
جاسر عبدالعزيز الجاسر

وإن كنَّا لا نعول عليه شيئاً، فإنَّ المرشح الديمقراطي باراك أوباما، يُعَدُّ الظاهرة الجديدة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

شاب من أصل أفريقي، أبوه مسلم وأمه كاثلوكية، مثقف، فهو ليس محامياً فقط، بل رأس قسم القانون في أهم وأعرق جامعة أمريكية (هارفد)، مؤثر جداً في خطبته، ذو كاريزما لم يحظَ بها سوى القلائل من المرشحين السابقين الذين وصلوا إلى الرئاسة، فهو يشبه إلى حد كبير جون كندي، وأكثر تأثيراً من رونالد ريجن، يقود حملته الانتخابية تحت شعار كبير (التغيير)، وهو ما انعكس على الحملات الانتخابية للمرشحين الآخرين حيث أصبح شعار التغيير مرفوعاً في كل حملات المرشحين بما فيهم المرشحان الجمهوريان اللذان يعلمان أن هدف التغيير هو إصلاح ما خربه الرئيس الجمهوري (بوش).

الآن أوباما يتقدم على هيلاري كلينتون ببضع مندوبين بعد أن كان متأخراً، إلا أنه لحق بها وتقدم بعد الفوز في ترشيحات في آخر ثلاث ولايات، فأصبح في جعبته الانتخابية 943 مندوباً مقابل 895 لهيلاري كلينتون، ويسعى اليوم أوباما إلى الحصول على غلة جديدة من ولايتين هما فرجينيا وماريلاند والعاصمة واشنطن حيث تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم أوباما بفارق كبير مما يضيف إليه عدداً آخر من المندوبين من بين 168 مندوباً، ولهذا فإن المتابعين لانتخابات الترشيح التمهيدية للحزبين يتوقعون أن يخترق باراك أوباما حاجز الألف مندوب منطلقاً للأمام مؤكداً أقوال خبراء الانتخابات الأمريكية بأنه يكتسب زخماً انتخابياً كل يوم وأنه يزيد إلى رصيده الانتخابي أكثر فأكثر كلما امتدت الحملة الانتخابية، إذ تزداد معرفة الأمريكيين بهذا المرشح الذي على الرغم من انتمائه إلى الأمريكيين السود إلا أنه أصبح مرشحاً مفضلاً للبيض أيضاً، بالإضافة إلى تحمس السود له.

ولكن على الرغم من توقع اختراق أوباما لحاجز الألف مندوب في هذه الانتخابات التي تجرى في ولايتي فرجينيا وماريلاند إلا أنها لن تسمح للفائز بالحصول على العدد المطلوب من الناخبين للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي، إلا أن وقعها النفسي سيكون كبيراً جداً.

فقد حقق أوباما أربعة انتصارات متتالية وبفارق مريح عن كلينتون، إذ فاز السبت في الانتخابات التمهيدية ومجالس الناخبين في لويزيانا (جنوب) ونبراسكا (وسط) وولاية واشنطن (شمال غرب)، كما فاز الأحد في مجالس الناخبين في ولاية ماين (شمال شرق).

وبحسب تعداد أجراه موقع (ريل كلير بوليتيكس) المتخصص المستقل، فإن أوباما سيجمع 1143 مندوباً في مقابل 1138 لمنافسته هيلاري كليتون، علماً أن أي مرشح منهما بحاجة إلى أصوات ما لا يقل عن 2025 مندوباً للفوز بتمثيل الحزب الديمقراطي في السباق إلى البيت الأبيض في تشرين الثاني - نوفمبر.

وفيما تبدو الرياح مؤاتية لأوباما، تبدي أوساط منافسته اضطراباً محموماً، حيث استبدلت هيلاري كلينتون مديرة حملتها بعد هزائمها في نهاية الأسبوع. كما أن النتائج لم تحسم بعد، وأي فوز جديد لأوباما لن يرجح الكفة نهائياً لصالحه.

وستتوجه كلينتون الثلاثاء إلى تكساس (جنوب) حيث تجري انتخابات تمهيدية في الرابع من آذار - مارس للفوز بـ193 مندوباً، ويعول فريق حملة السناتورة عن ولاية نيويورك على هذه الانتخابات لعكس التوجه الحالي واستعادة الصدارة.

كذلك تجرى انتخابات في الرابع من آذار - مارس في أوهايو (141 مندوباً) ورود ايلاند (21 مندوباً) وفرمونت (15 مندوباً).

ويبقى الاستحقاق المقبل ماثلاً أيضاً في ذهن أوباما الذي سيزور الثلاثاء ويسكنسن حيث تجرى انتخابات تمهيدية في 19 شباط - فبراير للفوز بـ74 مندوباً.

هذه الانتخابات التمهيدية إذا استطاع أوباما مواصلة زخمه الانتخابي فإنه سيقطع شوطاً كبيراً في سباق انتزاع ترشيح الحزب الديمقراطي ليصبح أول أمريكي أسود يحظى بهذا الشرف.



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد