القاهرة - واس
أعرب معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد بن أمين مدني رئيس وفد المملكة العربية السعودية في الاجتماع الاستثنائي لوزراء الإعلام العرب المنعقد بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة عن شكره للجهد المميز الذي بذله الاخوة في الجامعة العربية والصفوة من أهل الاختصاص وأصحاب السعادة وكلاء وزارات الإعلام ومسؤوليها على امتداد الوطن العربي للوصول إلى المشروع الذي ننظر فيه اليوم حول مبادئ تنظيم البث الفضائي في المنطقة العربية.
وقال معاليه في كلمته خلال الاجتماع: إن المملكة العربية السعودية كانت من الدول التي بادرت بطرح هذا الأمر على اجتماع وزراء الإعلام العرب قبل نحو عامين، انطلاقاً من قناعتها بأن المنطقة العربية تكاد تكون المنطقة الوحيدة من مناطق العالم شرقه وغربه عالمه الأول وعالمه الثالث شماله وجنوبه التي تخلو من تشريعات ومعايير يحتكم إليها وتنظم مجال الإعلام المرئي والمسموع.
وأضاف معالي وزير الثقافة والإعلام قائلاً: إن المشروع الذي أمامنا يسعى لأن يجعل من حرية التعبير ممارسة عامة تحافظ على أصالة المجتمع وتراثه وقيمة واستقلاله ووحدته.
ويكرس مفاهيم التفاعل مع العصر وتمكين المواطن العربي من الحصول على المعلومة والمنافسة الحرة في مجال خدمات البث واحترام حرية التعبير الواعية والمسؤولة واحترام خصوصية الأفراد والامتناع عن انتهاكها بأي صورة من الصور والامتناع عن التمييز القائم على أساس الأصل العرقي أو اللون أو الجنس أو الدين.
ويعي أهمية الالتزام بالقيم الدينية والأخلاقية للمجتمع العربي وصون الهوية العربية من التأثيرات السلبية للعولمة.
وأكد معالي الأستاذ إياد بن أمين مدني أن وثيقة تنظيم البث الفضائي في المنطقة العربية وثيقة متقدمة بالفعل وجاءت لتلبي احتياجاً طال انتظاره وتأتي لتعبر عن مرحلة نضج في العمل الإعلامي العربي المشترك، مشيراً معاليه إلى أن الإعلام العربي قد مر بمراحل لا تختلف في جوهرها عن تطور مفاهيم الإعلام عالمياً ومررنا بمرحلة هيمنة الدوجما والرأي الواحد والترويج الايدلوجي واختزال مفهوم الناس وأطياف المجتمع في فهم واحد.
وزاد معاليه بقوله: ثم دخلنا مرحلة انفتاح إعلامي يحركه حافز الكسب أياً كانت الوسيلة حتى ولو كانت النتيجة تعريب المجتمع واستلابه وتسطيح وعيه. وبدلاً من الدوجما جاء الاندفاع غير المسؤول على الساحة الإعلامية العربية وعلى وجه الخصوص البث الفضائي والآن أن أوان وضع أساس البنية التنظيمية التي ترعى كل المفاهيم المتقدمة التي تطرحها وثيقة مشروع المبادئ. ونحن بهذا نلحق ببقية العالم بما في ذلك أقاليمه الأكثر انفتاحاً وتعدديةً واحتراماً لاختلاف الرأي والتنوع تحمي حرية التعبير وتصون قيم المجتمع أي مجتمع وتحمي وعيه في ذات الوقت.
وأعرب معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد بن أمين مدني في ختام كلمته أمام الاجتماع الاستثنائي لوزراء الإعلام العرب عن يقينه بأن تاريخ العمل العربي المشترك سيذكر لهذا المجلس إحساسه بالمسؤولية وبعد النظر وحرصه على الهوية العربية في إقراره لهذا المشروع.
وكانت أعمال الاجتماع الاستثنائي لوزراء الإعلام العرب قد بدأت برئاسة معالي وزير الإعلام بجمهورية مصر العربية أنس الفقي وذلك لمناقشة تنظيم البث والاستقبال التليفزيوني والإذاعي في المنطقة العربية.
ورأس وفد المملكة العربية السعودية إلى الاجتماع معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد بن أمين مدني.
وفي بداية الاجتماع سلّم معالي أمين اللجنة الشعبية العامة للثقافة والإعلام بالجماهيرية الليبية ورئيس الدورة العادية الأربعين بمجلس وزراء الإعلام العرب نوري ضو الحميدى رئاسة الاجتماع الاستثنائي لمعالي وزير الإعلام المصري بصفة مصر الدولة المضيفة للاجتماع.
وقال معالي وزير الإعلام المصري أنس الفقي في كلمته الافتتاحية للاجتماع: إن وزراء الإعلام العرب مطالبون أمام شعوبهم بأن يكون لهم وقفة جادة أمام ما يشهده الإعلام العربي الفضائي من تحولات خطيرة، مشيراً إلى أن بعض القنوات الفضائية خرجت عن مسارها الصحيح وعلينا أن نعترف بأن هناك تجاوزات حدثت وتحدث على مدار الساعة تستوجب أن يكون لنا وقفة جادة نتحمل فيها مسؤوليتنا أمام شعوبنا ونتأكد من أن صناعة الإعلام في عالمنا العربي قادرة على النمو والازدهار وتحقيق اقتصاديات متوازنة دون المزايدة على قيم ومثل المجتمع العربي أو الخروج عن أعرافه وتقاليده.
من جانبه أكد معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشؤون الإعلام محمد الخمليشى أن اعتماد هذه الوثيقة ومناقشتها من قبل وزراء الإعلام هو دليل على اتساع مظلة منظومة العمل العربي بحيث أصبحت تغطي كافة مجالات الاهتمام العربي المشترك وعلى النحو الذي يبرهن على جدوى العمل الجامعي العربي.
وشدد موسى على ضرورة مواكبة الإعلام العربي لكافة التطورات من خلال تحديث ميثاق الشرف الإعلامي العربي والتوافق على وثيقة مبادئ تنظيم البث الفضائي في المنطقة العربية.
وعدّ أن هاتين الوثيقتين وهما ميثاق الشرف ووثيقة تنظيم البث تضعان المنطقة العربية على قدم المساواة مع أقاليم العالم الأخرى بما توفرانه للإعلام العربي من أسس ومرتكزات مهنية وفق أرقى المعايير الدولية.
وأكد معالي الأمين العام للجامعة العربية أن هاتين الوثيقتين تعليان من شأن حرية التعبير وتؤكدان أنهما ركيزتان أساسيتان من ركائز الإعلام العربي وتؤمنان للإنسان العربي حقه في الإعلام وفي الحصول على احتياجاته من الخدمات الإعلامية.
