أعرض على وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد فكرة وضع حركة نقل للأئمة والمؤذنين في جميع أنحاء المملكة، على غرار حركة نقل المعلمين والمعلمات في وزارة التربية التعليم. فكرة ربما لم تكن على بال المسؤولين في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وإن كانت على بالهم فهي لم تحظ بالحماس الذي ينقلها من العدم إلى الوجود. فالجميع يعلم أن حال الإمام والمؤذن كحال المعلم والمعلمة، يعتريه ظروف بل ورغبة في كافة مجالات الحياة بالنقل سواء من حي إلى حي داخل المدينة أو المحافظة، إما لظروف قاهرة كالمرض لا قدر الله أو لطلب العلم أو غيره من شؤون الحياة المعقدة في هذا الزمن المتسارع والمتصارع. وقد يكون فيه مصالح متعددة للإمام والمؤذن أو المأمومين، ومن يدري فقد تكون هذه الحركة فأل خير على الوزارة فتحل كثيراً من المشاكل الدائرة على الساحة منذ سنين، وقد تدفع هذه الحركة الوزارة إلى وضع أنظمة مقننة وجديدة للأئمة والمؤذنين تدفع عملهم إلى الأفضل والأحسن, وتقضي على كثير من تلك الشكاوى التي تمضي سنون وقد تتكرر وهي لم تحل في أروقة الفروع والمكاتب. إن هذه الحركة في رأيي الشخصي قد تكون الوزارة بحاجة إليها قبل أصحابها، فنقل المؤذن أو الإمام برغبته إلى البلد أو الحي الذي يرغبه قد يريحه من مشاكل كثيرة هو في غنى عنها، وقد يرتاح ولا يطالب بالنقل سنين ما لم يطرأ على حياته شيء جديد، ويريح فروع الوزارة ومكاتبها ويريح المأمومين من مشاكل غياب الإمام أو المؤذن إذا كان أهله في بلد آخر أو حي آخر، أو له ظروف أخرى. وقد رأينا بعض الأئمة والمؤذنين ينتقلون إلى بلدانهم التي جاؤوا منها للدراسة أو للتدريس أو العمل، فيبحث جماعة المسجد عن إمام أو مؤذن بديل، وقد يبحث الإمام والمؤذن المستقيل أو المنقول إلى بلده عن مسجد في بلده، فقد يجد وقد لا يجد خاصة إذا كان الإمام طالب علم وممن يستفاد منه، وكان المؤذن ذا صوت حسن، وهما مواظبان على عملهما. كما أنه يتحتم على الوزارة (عند القناعة بهذه الفكرة) أن تضع آلية معينة ومنظمة لتلك الحركة كما هي في حركة نقل المعلمين في وزارة التربية والتعليم، تجدد كل فترة بما يستجد من واقع حال الحركة والعقبات التي تواجه الوزارة؛ لضمان سير عملية النقل بما يرضي صاحب الطلب، ولا مانع من الاستعانة بالجهة المختصة في وزارة التربية والتعليم (الإدارة العامة لشؤون المعلمين). وأرى أيضا أن تؤخذ قبل ذلك آراء أصحاب الشأن في استبيانات توزع عليهم ثم تدرس الجدوى الفعلية والعملية من وجودها وإمكانية تنفيذها على ضوء هذه الاستبيانات والآراء. إن إيجاد الحركة فيه مصالح مفيدة ليس للوزارة أو الأئمة والمؤذنين بل لجماعة المسجد وغيرهم، وقد تكون مطلباً للجميع. قد تروق هذه الفكرة للبعض سواء لمنسوبي الوزارة أو غيرهم من الأئمة والمؤذنين والقراء، وقد لا تروق، وهي فكرة كانت في بالي منذ سنوات؛ نظراً إلى ما لمسته من مشاكل تحصل من البعض، وربما تساهم هذه الفكرة في حل شيء من واقعنا المؤلم والدائم، وأتمنى أن تجد هذه الفكرة من معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الاهتمام المنشود، وبالله التوفيق.
قبلان بن صالح القبلان