Al Jazirah NewsPaper Saturday  23/02/2008 G Issue 12931
السبت 16 صفر 1429   العدد  12931

دفق قلم
مجلس الشورى والوزراء
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

 

من أجمل ما يقوم به مجلس الشورى هذه الاستضافات للوزراء، وهذا الوضوح في مناقشتهم، وطرح أسئلةٍ كثيرة تدور في أذهان الناس عليهم، ولو لم يكن فيها إلا وصول الملحوظات مباشرة إلى الوزراء لكفى، فكيف بها وفيها من الصراحة في بيان السلبيات، وإيضاح جوانب التقصير في الوزارات ما يجعل الصورة أكثر وضوحاً في أذهان مسؤولي الدولة الذين يعانون في أحيانٍ كثيرة من عدم وصول حقائق بعض القضايا إليهم، والذين يرون في مجال أعمالهم بعض الآراء التي تحتاج إلى إعادة نظر، ومراعاةٍ لخصوصية البلد، ورغبات المجتمع الذي يعتزُّ بأصالته وقيمه.

لقد جرت مناقشات طويلة في مجلس الشورى، وطرح الأعضاء عشرات الأسئلة على من استضافهم من المسؤولين والوزراء، وقدموا عدداً غير قليل من الملحوظات، وأشادوا بما وجدوه من الإيجابيات، وفي هذا كلِّه ما يثلج الصدر، ويريح النفس، ويبعث آمال الناس في تطوُّر الأداء، وتصحيح الأخطاء. ولكن سؤالاً ملحاً يظلُّ على ألسنة الناس متردِّداً بينهم في مجالسهم، متسللاً أحياناً إلى بعض الصحف يقول: وماذا بعد نقاش مجلس الشورى؟ هل هنالك أسلوب علميٌّ للتطبيق ينتج عن هذه اللقاءات مباشرة، وهل هنالك تغيُّرٌ ملحوظ في أداء الوزارة بعد مناقشة وزيرها؟.

نحن نعلم أن دور مجلس الشورى دور إرشادي توجيهي، وأنه ليس جهة تنفيذية، ولا جهة لاتخاذ القرار، ولكننا نقصد بسؤالنا عن التطبيق الوزارة نفسها التي اطلع وزيرها من خلال مناقشات مجلس الشورى له على عددٍ من الملحوظات، واستمع إلى أسئلةٍ صريحة في جوانب متعددة من أعمال وزارته، ماذا صنعت تلك الوزارة بما وصل إليها من الملحوظات، وما قدم لها من الاقتراحات، وما طرح عليها من الأسئلة؟

يتحدث الناس كثيراً في مجالسهم عن هذه اللقاءات مشيدين بها، منتظرين نتائجها، وإن كان الإحساس عند بعضهم بأنها لقاءات شكلية لا فائدة من ورائها يجعلهم أضعف أملاً في وجود نتائج إيجابية ملموسة لهذه اللقاءات.

ونحن لا نحمِّل مجلس الشورى أكثر مما يحتمل، ولا نطالبه بما ليس من اختصاصه، ولكننا نطرح الأسئلة العالقة في أذهان الناس حول هذه اللقاءات والمناقشات، ما مصيرها؟ وهل هنالك طريقة عملية متفق عليها يتم من خلالها التنفيذ، والتصحيح، وتطوير الأداء؟

إنَّ مسؤولية الوزراء تصبح أكبر بعد هذه اللقاءات التي تطرح عليهم أموراً كثيرةً مهمةً في مجالات عملهم، وتوجِّه إليهم أسئلة صريحة ما كانوا ليسمعوها لولا هذه اللقاءات المفتوحة في مجلس الشورى، وهذا يعني أن الحجة أصبحت قائمة أكثر من ذي قبل، وأنَّ مباشرة التطبيق أصبحت أمراً ضرورياً حتى يكون لهذه اللقاءات ثمرة ملموسة، بعيداً عن بريق المظهر الخارجي.

أين التطبيق؟ ومتي يكون؟ وهل هنالك متابعة للوزارات في هذا الشأن؟ هكذا تتردَّد الأسئلة التي تنتظر المقولة الشهيرة: الجواب ما تراه، لا ما تسمعه.

إشارة

وإذا قلتَ: نعم فافتحْ لها

بابَ فعلٍ يُتْبِعُ القولَ العملْ

www.awfaz.com

لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد