Al Jazirah NewsPaper Saturday  23/02/2008 G Issue 12931
السبت 16 صفر 1429   العدد  12931
الملحقية في لندن والدور المأمول !
ناصر بن عبدالله السهلي

عندما أقامت وزارة التعليم العالي الملتقى السعودي للطلاب المبتعثين كانت تهدف إلى مساعدة الطلاب أنفسهم للتأقلم والتكيف مع الحياة الجديدة وتمثيل بلادهم خير تمثيل حيث هم سفراء ينهلون من العلم والمعرفة فترة محددة ثم يعودون لوطنهم الذي ينتظرهم للمساهمة في بنائه ..

إن برنامجاً كبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي في مرحلتيه البكالوريوس والدراسات العليا جاء ليواكب التطور الذي يشهده العالم ومتزامناً مع الحركة الدؤوبة والسريعة التي نشاهدها عالمياً وهو يعطي دلالة واضحة على ما توليه القيادة ( محلياً) بأبنائها من اهتمام وعناية فقد سخرت الدولة أعزها الله مبالغ طائلة لرفد هذا البرنامج ونجاحه وديمومته ..

وتضطلع الملحقيات الثقافية في الدول المعنية بالابتعاث بدور كبير في تهيئة المكان والزمان وتذليل الصعاب لدى الطلاب المبتعثين وأسرهم والحقيقة إن ما دعاني لكتابة هذا المقال هو ما شاهدته شخصياً أثناء زيارتي للملحقية في (لندن) الأسبوع الماضي فقد كنت برفقة أحد الأصدقاء المبتعثين لإنهاء إجراءات دراسته واستكمال أوراق القبول في المعهد والجامعة وقد عشت شخصياً التجربة التي من الممكن أن يعيشها أي طالب مبتعث حال وصوله للبلد الذي سيستقر فيه بضع سنوات .. والحقيقة أن أحلامي كادت أن تقودني إلى أن أتخيل .. ممثل عن الملحقية سيكون في استقبال الدفعات والأفواج من الطلاب السعوديين وبالذات طلاب البكالوريوس الذين ربما أنها المرة الأولى التي يغادرون فيها بلادهم خارجياً .. كادت طموحاتي أن تقودني على أقل تقدير إلى استقبال الطلاب المبتعثين أثناء مراجعتهم الملحقية وسط لندن بخرائط وتعليمات وتوجيهات .. كنت أتخيل .. حتى هذه اللحظة عقد اجتماع توجيهي مع الطلبة عند أول زيارة لهم والاستماع لتوجيهات وتعليمات من سعادة الملحق أو أحد مسؤولي الملحقية .. كنت أتساءل .. .. لماذا يترك أبناؤنا دون توجيه هناك ودون مساعدة حقيقية ..

لماذا لا يكون هناك (حقيبة مبتعث) منظمة البلد وخرائط المدن وطرق المواصلات ووسائل النقل وقائمة بالفنادق والشقق وأرقام الطوارئ والجامعات والمعاهد وعناوين الأندية السعودية ..

عندما دلفت ولأول مرة إلى الملحقية الثقافية بلندن .. تفاجأت بصغر المبنى وضيق الأزقة .. فخلت أن تلك مكاتب إدارية لا يمكن معها استقبال دفعات الطلاب .. وأن ثمة مبنى آخر لاستقبال الطلاب .. وما أن أمضيت بعض الوقت حتى تدفق الطلاب داخل تلك الممرات الضيقة .. .. يتزاحمون لتعبئة بعض الاستمارات .. متدافعين مع سلم ضيق صعوداً ونزولاً إلى البدروم.. يستكملون بقية إجراءات الدراسة وقد شاهدت عددا منهم يقوم بتعبئة بعض الاستمارات على الأرض حيث لم يجدوا مكاناً مناسباً وشاغراً لهذه العملية أفضل من الأرض بعد أن فاضت بهم حجرات المشرفين التي لا تتجاوز مساحتها 20 متراً ..

وبعد أن ينهوا كافة الاجراءات المتعلقة بالتسجيل وفتح الحساب لدى أحد البنوك ... تغادر الملحقية أعداد وتأتي أخرى متوجهين إلى معاهدهم وجامعاتهم دون أخذ أية توجيهات وتعليمات ودون الالتقاء بالملحق الثقافي !!

وعندما سألت أحد الموظفين في الملحقية عن هذا الوضع وعدم مطالبتهم بتوسعة المبنى والرفع للمسؤولين في وزارة التعليم العالي.. أفاد أنهم يعانون الأمرين من ناحية ضيق المبنى وعدم اكتمال بعض التجهيزات.. وأن مسؤولي التعليم العالي يدركون أوضاع المبنى في زياراتهم هنا معللاً في الوقت نفسه السبب في عدم توسعة المبنى أو الاستئجار في بريطانيا إلى كلفته من ناحية وصعوبة إجراءاته من ناحية أخرى على حد قوله.. بل إنه يؤكد أن المبنى المجاور للملحقية وهو للسفارة البحرينية حالياً كان تابعاً لهم..

ومن هنا أناشد مسؤول ملحقياتنا الثقافية بالخارج الأستاذ عبدالله الناصر وهو الملحق إلى وقت قريب في بريطانيا أن يلتفت لمبنى الملحقية في لندن.. كما أناشد سعادة الملحق الثقافي الأستاذ الدكتور غازي مكي إعداد حقائب وتوزيعها على المبتعثين اختصاراً للجهد والوقت ولأن طلابنا بحاجة ماسة لها خاصة بعد فتح باب الابتعاث هناك وتدفق الآلاف من الطلاب عليهم مما يشكل ضغطاً كبيراً على العاملين في الملحقية في ظل تواضع وضيق المبنى.. إنها دعوة صادقة لهولاء الرجال الذين يملكون المواطنة الصادقة والقدرة والخبرة الإدارية بتوفير ما يحتاجه الطالب المبتعث.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد