Al Jazirah NewsPaper Saturday  23/02/2008 G Issue 12931
السبت 16 صفر 1429   العدد  12931
جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.. صرح عظيم يقوم على تنفيذه رجال المهنة
د. منصور بن ناصر الجديد - المشرف العام على إدارة المدينة الجامعية بالدمام - جامعة الملك فيصل

تشهد المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - نشاطاً مكثفاً في بناء المؤسسات التعليمية من حيث توفير الخدمات الصحية من مستشفيات وعيادات، وتجهيزها بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية، وإقامة شبكات الاتصالات بأنواعها، وبناء المجمعات السكنية والصناعية إلى جانب مشاريع البنى التحتية من الطرق السريعة والمطارات والسكك الحديدية والسدود العالية وحفر الآبا، إضافة إلى إقامة محطات توليد الطاقة الكهربائية والتحلية وغيرها من المشاريع الحيوية في جميع أنحاء مدن وقرى المملكة.

وتُعد جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية من المشاريع الرائدة لمستقبل بلادنا الغالية - إن شاء الله - ومن المتوقع أن تكون من أفضل المراكز العالمية المتميزة في مجال البحوث العلمية والابتكار والإبداع والتي تمثل رؤية مستقبلية بأهداف محددة، وُضعت لها استراتيجية بعيدة المدى بتخطيط دقيق لتوفر بيئة محفزة عن طريق استقطاب العلماء المتميزين من مختلف أنحاء المملكة وأبناء الأمتين العربية والإسلامية والعالم، حيث أكد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في كلمته التي ألقاها في افتتاح الجامعة، أن التسلح بالعلم والتقنية هما عماد المستقبل.

لا يختلف اثنان على الجهود التي تقوم بها شركة أرامكو السعودية من التنقيب عن الزيت والغاز وأعمال التكرير وتوزيع الشحن والأعمال الدولية التقنية والابتكار والبحث والتطوير، إضافة إلى الاهتمام بأمور البيئة والسلامة، والمشاريع الخاصة للشركة من مشاريع جليلة لخدمة المجتمع كبناء المدارس وشق الطرق وتشييد الجسور وغيرها من المشاريع والمرافق الخدمية الحيوية.

إن إسناد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - شركة أرامكو السعودية لتتولى بناء الجامعة، ما هو إلا دلالة على رؤيته الثاقبة بعيدة المدى مستندة إلى استراتيجيات مدروسة تمكنه من الوصول إلى التخطيط السليم لإنشاء فكرته التي راودته على مدار السنوات الماضية، والتي تتمثل في بناء جامعة علمية تقنية على مستوى العالم. هذا الاختيار تأكيد على تسليم القبطان المؤهل السفينة التي تبحر نحو هدفها بجدارة وكفاءة مشهودة لها عبر السنوات الماضية.

إن التخصص ضروري والخبرة مطلب فلا بد من الوقوف ونسأل أنفسنا: لماذا تعثرت بعض المشاريع التنموية بالرغم من وجود الاعتمادات والإمكانيات المالية والدعم المعنوي، وهي أسئلة كثيرة تعتمل في مخيلة الكثير من أهل الشأن، وتبحث عن جواب شاف. إننا إذا بحثنا عن أهم الأسباب سنجد أن كثيراً من المشاريع يتم الإشراف عليها بكل علنية بأفراد يتقمصون دور المهندس لا ينتمون إلى التخصصات الهندسية، أو ضعف وعدم كفاءة أفراد الطاقم الهندسي بقيادة تعاني من سوء الإدارة والتخبط. وفي هذا الإطار يجب الوقوف عند هذه الظاهرة وإيجاد ضوابط وشروط للتأكد من أن يكون قبطان هذه المهنة من المتخصصين ذوي الكفاءات العالية والخبرة الطويلة وتحت مراقبة الهيئة السعودية للمهندسين والمعنية بخدمة هذه المهنة والمحافظة عليها.





mnjadid@yahoo.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد