Al Jazirah NewsPaper Saturday  23/02/2008 G Issue 12931
السبت 16 صفر 1429   العدد  12931
رصيد لدى الآخرين!
سلمان بن عبدالله القباع

الذكرى الطيبة هي ما يتمناه كل شخص.

لا تأتي تلك الذكريات إلا بالسمات الجيدة، المجتمعات تتعدد ويكثر فيها المتغيرات، وجهات النظر لا تكون على وتيرة وصراط واحد، الإنسان بطبعه يصادف كثيراً من العقول، تلك العقول ربما تكون على نفس فكره وتفكيره وقد تكون العكس، ويصادف الإنسان بتلك العقول تقبل آرائهم وطرحهم بغض النظر عن إقناعه التام بما يتفوهون.

الذكرى والعلاقات مع الآخرين تكون وليدة العلاقة إما سابقة أو حديثة وتتركز تلك العلاقات بمواقف قد تعطي وينبلج منها حقيقة الآخرين.

والنفس بحد ذاتها محبة للخير، ومنذ شروق الشمس إلى غروبها وينتهي اليوم نجد أن هناك من يحاسب نفسه ماذا عمل هذا اليوم؟ ويراجع خطواته السابقة، والعملية لا تتم إلا بالإحساس الموجود لدى الشخص، فثمة عقول لا تهتم كثيراً بما جرى ولا يكون اهتمامهم بما عملوا أي لا يبالون، فهناك من يضر الآخر، وهناك من يكون عائقاً حقيقياً لتنمية فكر الآخر، وهي تكون مواكبة لشخصيته، يتذمر منه الآخرون لا يقدم عمل الخير ولا يعمل لرضا الناس، يتذمر منه الآخرون بسبب تصرفاته التي لا يستفيد منها بتاتاً، الذكرى الطيبة لا تأتي إلا بعد فقدان الشخص وتأتي الذكريات ويطري اسم الشخص.

وهنا يأتي مربط الفرس إما ذكره بالخير لطيبته ومواقفه الإيجابية أو عكس ذلك، وسوف يجد صاحب الشأن (المحب للخير وللآخرين) كل دعاء وهي شهادة ليس لها ثمن، شهادة يتمنى كل من على الأرض أن تكون من نصيبه، وقد قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}فالنفس التي تكون أمارة بالسوء كما جاء في كتاب رب العالمين إلا من رحم ربي، المدرس تجاه طلابه، المدير تجاه موظفيه، الكفيل تجاه عمالته، كل في شأنه واختصاصه، يعملون ليلاً ونهاراً.. ماذا قدموا؟

الدوام يكون للباري عز وجل، والتغيرات تتمشى سريعاً في وقتنا الحالي، كم شخص تضرر من رئيسه؟ وكم عامل لقي الظلم من كفيله، الموظفون لقوا الحرمان من الدورات ومن الترقيات بسبب قرارات عنجهـية ليس لها مبرر!!

تكوين العلاقات من حق كل شخص، ويصفها الآخرون بأن تلك العلاقات لا تأتي إلا بمصالح وقد تكون تلك المصالح (شخصية)، نعم ونجدها متداولة بين الناس، ولكن هل هناك علاقة وطيدة بين أشخاص ويعملون لعمل الخير فيما بينهم لوجه الله؟

يوجد ذلك ولكن ليس بالنسبة الكبيرة التي تحمل الكفة الأكبر بالعلاقة ذات المصالح الشخصية!

الأخلاق الحميدة وما أوصانا به عليه الصلاة والسلام وما وصف به الباري عز وجل لنبيه الأمين {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، هذه السمة هي أفضل شعار ينبغي أن يكون لدى الناس، ليس من المهم أن تعطي منفعة بقدر ما تكون ذات أخلاق دمثة ونفس مرحة ومقبولة.

وقد تكون هناك قاعدة في النفس وثابتة وهي أن لا غنى لك عن الآخرين ولا غنى للآخرين عنك، تباين مربوط بالتكوين الاجتماعي بغض النظر عن سماتهم المختلفة، والرصيد ينمو ويعلو من أسباب قد أهديتها للآخر من تواضع وأخلاق.

وليس هناك أفضل من اعترافك مع نفسك بالأخطاء فالخطأ وارد والاعتراف به من الضروري لكي تعرف قيمة نفسك مع الآخرين.

وعمل الخير يجب أن لا ترجو منه شيئاً سوى الأجر والثواب من عند الله.

دعوا الناس يذكرونكم بالخير هذا هو المبتغى والرصيد الحقيقي.



s.a.q1@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد