Al Jazirah NewsPaper Sunday  24/02/2008 G Issue 12932
الأحد 17 صفر 1429   العدد  12932
أضواء
الملك الكشاف
جاسر عبدالعزيز الجاسر

بإعجاب غير محدود، وتقدير كبير تابعت زيارة الملك كارل جوستاف السادس، ملك السويد للمملكة.

زيارة الملك السويدي لم تكن زيارة سياسية، ولم يحضر إلى المملكة للترويج للصناعات السويدية ولم تهدف الزيارة إلى نسج علاقات عامة، وأيضاً ليس لتحقيق مصالح لبلاده أو لشخصه، فالملك بكل بساطة يقوم برحلة كشفية، ويدعو لنشر السلام والترويج للمحبة والأخوة بين شباب العالم.

وملك السويد الذي حل في المملكة منذ أيام، انهمك هو وصحبه في تأدية رحلة كشفية لنشر رسالة السلام عن طريق الكشافة من خلال تنفيذ العديد من الفعاليات الكشفية، وإحدى هذه الفعاليات إقامة المعرض الكشفي للسلام في المملكة.

المعرض الكشفي الذي حظي برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين وافتتحه ملك السويد وحضره أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز بعد إحدى الفعاليات العالمية التي ينفذها الصندوق الكشفي العالمي إسهاماً من كشافة العالم لنشر ثقافة السلام. وهذا عمل جيد وطيب وهو ما تقوم به عادة العديد من المنظمات والجمعيات الأممية، ولكن الشيء الاستثنائي والأكثر من طيب أن يتحمل ملك المشاق، ويحضر من بلد بعيد نسبياً عن المملكة (السويد) لخدمة النشء والتعريف بالقيم النبيلة للكشافة، وهو ما يستحق التنويه والإشارة إليه.

وملك السويد كارل جوستاف السادس، كشاف عريق، فهو لم ينضم إلى جمعية الكشافة العالمية بحكم منصبه كملك، ولم يضع منديل الكشافة ليطوق به عنقه لأن النشاط الكشفي يقع تحت رعايته أو لأن الكشافة نشاط يتبع وزارته، بل لأنه يعشق الكشافة ويؤمن بأهدافها وقيمها النبيلة فانخرط في النشاط الكشفي في بلاده منذ صغره، وشارك الشبان من كشافة السويد رحلاتهم الخلوية وأنشطتهم الاجتماعية، وأقام في مخيمات الكشافة، فتعلم ربط العقدة، وإقامة الخيام، وأسهم كشاب سويدي وليس كأمير وولي عهد لمملكة السويد في تنفيذ الخدمات الاجتماعية والتطوعية لجمعية الكشافة السويدية، وعندما أصبح ملكاً لم يترك هوايته المحببة فاحتضن العمل الكشفي ووسع اهتماماته ورعايته للكشافة خارج مملكة السويد، فأصبح واحداً من رموز الكشافة الدولية، رمزاً لا يُكتفى بالإشارة إليه كداعم للكشافة، بل يتابع ويعمل ويُعرِّف الأنشطة الكشفية العالمية من خلال زياراته المتعددة للجمعيات الكشفية في الدول الأخرى، ولهذا فعندما تكلم عن الكشافة السعوديين، تكلم عن نشاطات وأعمال كشافة المملكة بمعرفة؛ ففي حديثه عن الأعمال التطوعية للكشافين السعوديين يقول: (كل عام أثناء الحج المبارك تشهدون 4500 كشاف سعودي يقومون بما يمكن أن نطلق عليه أكبر مشروع خدمة سنوي في العالم على وجه الإطلاق؛ حيث يقومون بمد يد العون والمساعدة للحجيج في المشاعر المقدسة، يعملون بابتسام وحيوية لا تُضاهى).

هذا الملك الذي يصفه شعبه بالملك البشوش؛ لأن الابتسامة لا تفارق محياه، ربما اعتاد عليها وأخذ بها منذ انخراطه في سلك الكشافة، معطياً نموذجاً رائعاً للقائد الذي يهتم بالأطفال والشبان وبنشر القيم الإنسانية.. فأهلاً بالملك البشوش الخادم للقيم والسلام في بلاد القيم والسلام بلاد الحرمين الشريفين.. وبلاد مقدسات الإسلام.. البلاد التي شع منها نور الإسلام هداية للبشرية.



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد