Al Jazirah NewsPaper Sunday  24/02/2008 G Issue 12932
الأحد 17 صفر 1429   العدد  12932
نحو مشروع وطني فلسطيني جامع

ما أثير أخيراً في الأراضي الفلسطينية من دعوة إلى إعلان الاستقلال من جانب واحد كما حدث في إقليم كوسوفو، يجعلنا نوجه بوصلة النظر إلى الوضع الفلسطيني قليلاً لنقول: إن من حق الفلسطينيين إعلان استقلال دولتهم متى شاءوا وذاك حق لا ينازعهم عليه منازع، فإقليم كوسوفو الذي نجح في انتشال نفسه من براثن المضطهد الصربي لم يصل نضاله ومعاناة شعبه إلى العشر سنوات، فيما القضية الفلسطينية ترزح تحت نير الاحتلال ويقاسي أبناء شعبها الأمرين من بطشه منذ عام 1948م، ولكن ما نخشاه على إخواننا الفلسطينيين هو أنهم بهذا الحديث عن الإعلان (الذي طبعاً لن يحدث) إنما يعبرون عن حالة عدم فهم الدرس من جديد، فإعلانهم قيام دولتهم عام 1988م، بلسان الراحل ياسر عرفات لم يجلب لهم إلا قليلا من قشور الرمزية التي أدخلتهم في دهاليز كانوا بغنى عنها، وهذا هو الحال في الوضع الحالي، فأي إعلان من طرف واحد في ظل التشرذم السياسي الراهن وأي استقلال والاحتراب والتحزب قائم بين إخوة السلاح الذي وصل إلى درجة الخطف والتخوين وغيرها من مآسي الواقع المرير في عرض القضية الفلسطينية.

نخشى أن تكون هذه الهبة التي تحدث عن الاستقلال من طرف واحد ما هي إلا تعبير طبيعي وإفراز منطقي لعدم وجود مشروع سياسي جامع للفلسطينيين، بعد أن فرقتهم الايدولوجيات المتباينة والتحزبات الضيقة، فبات بعضهم يجنح إلى الرمز قبل المعنى في إدارة الصراع مع إسرائيل، الذي بات يحتاج نوعاً من لم الشمل وترسيخ أجندات ومشاريع إدارته مع المحتل في الوقت الحالي لما يحتويه من إشكاليات ومعضلات هي الأولوية بمكان لحلها وإعطائها القدر الأكبر من التنسيق والإجماع الوطني، والبعد العربي الواضح، قبل الحديث عن طموحات إعلان الاستقلال من طرف واحد، الذي سيكون أول مقزماته ومعرقلاته ما يعيشه الفلسطينيون ذاتهم من احتلال بعضهم لبعض.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244








 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد