Al Jazirah NewsPaper Sunday  24/02/2008 G Issue 12932
الأحد 17 صفر 1429   العدد  12932
السفير المصري في حوار مع «الجزيرة» تحدث فيه عن الأحداث الساخنة في المنطقة:
العلاقات السعودية- المصرية في أفضل حالاتها بفضل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين ومبارك

حوار - على سالم العنزي

أكد سفير جمهورية مصر العربية لدى المملكة أ. محمد عبدالحميد قاسم، على قوة العلاقات بين المملكة العربية السعودية ومصر وأنها تمر بأفضل حالاتها بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس حسني مبارك ودعمهما اللا محدود لتنمية العلاقات في جميع المجالات، موضحاً أن أبواب العلاقات الثنائية مفتوحة ومشرعة على مصراعيها.. وبيّن السفير أن حجم التجارة السعودية المصرية لم يقل خلال الأربع سنوات الماضية عن ملياري دولار وحجم الاستثمارات المصرية في السعودية زاد بالقدر الذي زادت حجم الاستثمارات السعودية في مصر، وكشف السفير المصري أنه خلال ثلاث سنوات عمل جاهداً لتحقيق شراكه اقتصادية بين المملكة ومصر تقوم على مشروعات أساسية صناعية قوية مثل بتركيماويات وحديد وأسمنت والتصنيع.

وتحدث السفير المصري في حوار مع «الجزيرة» عن الكثير من القضايا الساخنة التي تعصف بالمنطقة.

وفيما يلي نص الحوار:

* كيف تقيمون العلاقات السعودية المصرية خلال الفترة الراهنة؟

- العلاقات بين المملكة ومصر وبالذات بين الزعيمين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس حسني مبارك قوية والدعم اللا محدود قائم وأصبحت جميع أطر وأبواب العلاقات الثنائية مفتوحة ومشرعة على مصراعيها وتوجد هنالك زيارات دائمة بين المسؤولين بين البلدين فهنالك زيارته قريبة لوزير التعليم العالي هذا الشهر لتوقيع برتوكول تنفيذي، والتعاون بين البلدين يوجد بعدد من الاتجاهات ومنها البعد الثقافي فأكبر دليل عندما قامت الليالي الثقافية السعودية المصرية لم تقم في القاهرة وإسكندرية فقط بل امتدت إلى الفيوم وأسيوط وكانت خطوة مطلوبة، كما أنه كان هنا وفد قومي للشباب بدء يتكلم على أنه يوجد معسكرات شباب بين البلدين بعداد أكبر وذلك لحاجاتنا أن نجتمع مع بعضنا بشكل أكبر، لأننا لا نريد أن تصبح السعودية بالنسبة للمصريين هي بلد حج وعمرة أو بلد عقد عمل وفي المقابل ألا تصبح مصر للسعوديين بلد سياحة فقط ولن يتم ذلك إلا بالمصالح المشتركة.

وأضاف أنه خلال فترة تواجدي في المملكة سفيراً لمصر وهي ثلاث سنوات فقد زار الرئيس المصري

الرياض 10 مرات والملك عبدالله زار القاهرة 4 مرات؛ مرتين وهو ولي عهد، ومرتين وهو ملك وهذا دليل على قوة العلاقة بين البلدين، فلم يزر الملك عبدالله خلال ثلاث سنوات أي بلد كان أربع مرات وفي المقابل لم يزر الرئيس المصري أي بلد خلال نفس المدة 10 مرات.

* المملكة ومصر قطبان في المنطقة فما هي المعوقات التي تواجه الجهود المشتركة لحل قضايا المنطقة؟

- المملكة ومصر تواجههم في المنطقة قضايا كبيره وكثيرة

ولذلك يجب أن يكون هنالك تكاتف مصري سعودي إن لم يكن لشيء فليكن على أقل الأسباب بسبب التواجد الجغرافي فمثلا يوجد في الشمال العراق وفلسطين من الجهة الثانية ومن الطرف الآخر توجد السودان بالإضافة إلى ذلك أمن الخليج.

والمنطقة كل يوم تزداد مشاكلها سوءا؛ فالعراق بلد شقيق وعزيز على قلب كل عربي ونتمنى من الإخوة العراقيين أن ينجحوا في مسألة المصالحة الوطنية وأن يقف العراقيين على قلب رجل واحد من أجل

المصالحة العراقية بالإضافة إلى قوات الاحتلال الأمريكي ومتى سيكون خروجها وآلية بعد الخروج، والقضية الفلسطينية اليوم أبعادها تختلف عن السنتين الماضيتين أو نستطيع أن نقول الخمس سنوات الماضية فكل يوم تأخذ أبعاداً مختلفة، كما هناك قضية دارفور وإرسال قوات دولية هناك، ويوجد لدينا قضية الصومال ففي عام 1990 لا توجد دولة فمن يمكن أن تؤويه هذه المنطقة في تلك الفترة بل كانت تأوي الأساطيل الفرنسية والألمانية والأمريكية المتواجدة حول الصومال فقط، أي أن التحديات تحاوط المنطقة فيجب أن ننظر إلى كيفية التعامل معها ولن يأتي التعامل إلا مع منطلق المصالح والتي

تحكم العالم في الوقت الحالي، كما انه لازالت على المملكة ومصر مسؤولية اخلاقية لتنقية الأجواء العربية الموجودة ومحاولة إصلاح ذات البين وأتمنى أن تشهد الفترة المقبلة انفراجاً عربياً وتجاوز التحديات الموجودة.

والرياض ستستضيف الشهر المقبل منتدى للحوار ما بين اليابان والعالم الإسلامي وأنا فخور وسعيد بالدور الذي تقوم به المملكة والاهتمام بالتقريب البعد الخاص بالحوار بين الحضارات اليوم، فهناك حوار بين العالم الإسلامي وروسيا ويوجد اتجاه لأن يكون هنالك حوار بين العالم الإسلامي والصين أيضاً والحوار العربي الصيني كان في الرياض منذ شهرين تقريبا، فالوقت ثمين وقصير جداً وإذا لم ننتبه لعامل الوقت وكيفية التعامل معه بموضوعية ونوع من النفعية ولكن بشرط عدم تحققها إلا أن تتحقق مصلحة عربية عليا وليست مصالح وطنية ضيقة موجودة، والعرب يحتاجون إلى مزيد من الجهد والتعب وعدم اليأس ولا أستطيع أن أطلب من الغرب دعم قضية تخصني دون أن يجد أن الطرف الآخر حريص لحل تلك المشاكل، فخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله التقى خلال القمة العربية مع الرئيس السوداني

والتشادي ورئيس المفوضية في الاتحاد الإفريقي ومن ثم جاء الطرفان والتقيا في المملكة في جدة وكذلك حصل مع الصومال فقد أتى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء الصومالي وخلافة لكن الجهود ليست كفاية بل يجب على الأطراف الداخلية أن يكون لديها الاقتناع والإرادة للتوصل إلى حلول سلمية لهذه المشكلة من أجل تحقيق مصالح الشعوب قبل المصالح الذاتية.

* كيف تنظرون للعلاقات السعودية- المصرية والشراكة الاقتصادية بين البلدين؟

- إن حجم التجارة ما بين السعودية ومصر لم يقل خلال الأربع سنوات الماضية عن ملياري دولار وحجم الاستثمارات المصرية في السعودية زاد بالقدر الذي زادت حجم الاستثمارات السعودية في مصر، وخلال فترة عملي في المملكة حاولت جاهداً تحقيق شراكة اقتصادية بين المملكة ومصر ولتعود بالنفع وتكون هذه الشراكة ذات شراكة قومية عربية اقتصادية وتقوم على مشروعات أساسية صناعية قوية مثل بتركيماويات وحديد وأسمنت والتصنيع.

ويجب ألا تقتصر الاستثمارات على الاستثمارات السياحية فقط، كما يجب على المستثمرين ألا يستعجلوا أرباحهم لأن مثل تلك الشراكات تحتاج إلى وقت طويل على ما تأتي بالنتائج، وهي في الوقت نفسه تحقق الاكتفاء الذاتي، والآن توجد هنالك مشروعات قائمة في البلدين والترتيب بين السعودية ومصر جاري على اتفاق لتحديد موعد لعقد الدورة الثانية عشرة للجنة السعودية المصرية المشتركة التي ستعقد في الرياض وهذه اللجنة قرر البلدان أنها تكون على مستوى وزيري التجارة والصناعة بدلاً من أن

تكون على مستوى وزيري الخارجية، والمناخ الاستثماري في مصر وبإشادة العديد من السعوديين لقد تغير مقارنة بما كان قبل أربع سنوات ماضية، وأعود وأؤكد بأنه إن لم تكن هنالك مصالح اقتصادية مثمرة ومشتركة بين البلدين فرأس المال ليس له جواز سفر فهو يبحث عن مصلحته.

* ما أبرز العقبات التي تواجه رجال الأعمال والمستثمرين في البلدين؟

- لا توجد هنالك أي مشاكل لأن هنالك جهودا قائمة لحل العقبات التي تعرقل قيام أي مشروع وعلى الرغم من ذلك فالشراكة لم تصل إلى المراحل المثالية، ونحن نتجه هذه الأيام نحو اتجاهات صحيحة في هذا المجال، فرأس المال يخلق المصالح المشتركة بين البلدين ولكي نعمل أسس قوية اقتصادية قائمة يجب أن تقوم تلك الشراكة على مبدأين اثنين هما الشفافية والمصلحة المتبادلة.

* كيف ترون الأوضاع الحالية في غزة والحصار الإسرائيلي على القطاع؟

- ما يحصل الآن هو عبارة عن حصار تفرضه إسرائيل على قطاع غزة وأجزاء من الضفة الغربية وتتعذر وبشكل دائم أنه لا توجد جهة محددة يمكنها النقاش معها لحل تلك المشكلة، وهذا نتيجة للصراع القائم ما بين حركتي فتح وحماس، ولكن حماس عندما أتت إلى السلطة أتت من خلال انتخابات وأصبحت جزاً من السلطة الفلسطينية بالرغم مما حصل من انقلاب إلا أنها تبقى جزءاً من هذه السلطة، وأستطيع أن أؤكد إن إسرائيل استغلت ما حصل منذ يوليو الماضي لفرض سياسية الحصار على الشعب الفلسطيني في غزة والذي يتراجح عدد سكانها ما يقارب المليون ونصف المليون فلسطيني من حيث تحكمها

في إمدادات الغذاء والكهرباء وبذلك أصبحت إسرائيل وفق القانون الدولي هي سلطة احتلال وانسحابها من غزة لم ينه سلطة الاحتلال من هذا الجزء، ولذلك لابد من البحث عن آلية لوقف ما يسمى بدائرة العنف بين حماس وإسرائيل، ليتم التمكن من تطبيق ما ورد في مؤتمر أنابوليس من الجانب الاقتصادي، ومن الملاحظ انه لم يتم التمكن من تنفيذ أي من القرارات التي صدرت بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ ثلاثة أشهر على الرغم من أن الإدارة الأمريكية طالبت بتنفيذ تلك القرارات قبل نهاية العام والتي تقر بقيام دولة فلسطينية إلى جانبها دولة إسرائيلية، وهذا الحل هو الذي أجمع عليه

الجميع بأنه هو الأمثل، إلا أن إسرائيل ما زالت تمارس عملية الحصار والتجويع ولم يقتصر ذلك على غزة بل امتد إلى بعض أجزاء الضفة الغربية.

* والعالم العربي الآن يسأل كيف نستطيع حل هذه المشكلة؟

- ولكن لا يمكن حل تلك المشكلة إلا بعد القيام بإنهاء الصراع القائم بين فتح وحماس وتوحيد الصف الفلسطيني، والمواطن الفلسطيني لا يعنيه تحت أي مسمى يكون مقابل إنشاء الدولة وإمكانية ممارسته حقوق حياته اليومية بعد 60 عاماً من الاحتلال وفي كل الأحوال فالطرف الإسرائيلي قد أخذ تلك الصراعات كذريعة بعدم معرفته مع من يتحدث لذلك يجب توحيد الصف لتتوحد المواقف.

وإنني أستغرب من أن إطلاق صواريخ القسام هو ما تسبب في هذا الحصار فلا يمكن ربط مصير أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني بعملية إطلاق صواريخ القسام.

ولو عدنا إلى المبادرة العربية والتي حظيت باعتراف كل الدول العربية والتي تمتلك الأساس القوي لحل القضية ونستطيع تحقيق للشعب الفلسطيني ما يصبو تعليه منذ عاماً، ولو اعترفت حماس بهذه المبادرة فإنها ستكون قطعت شوطاً كبيراً في إمكانية التعامل مع الواقع من منطلق سياسي.

ولذلك فنحن والمملكة نحاول لمثل ذلك وقد قامت المملكة منذ عام بعقد اتفاق مكة حيث جمعت قادة فتح وحماس في مكة المكرمة وإلا أنه حصل ما حصل بعد ذلك وكانت النتيجة في النهاية هي المواطن الفلسطيني. وفي النهاية نقول إنه تبقى القضية هي قوة احتلال اسمها إسرائيل ولابد أن تتحمل تبعاتها والحل هو أن ننهي قضية المعابر من خلال التنظيم والاعتراف به من جميع الأطراف، على الرغم من التنظيم القائم مؤخراً والذي تم اعتماد ذلك في عام 2005 عندما اجتمعت مصر والسلطة الفلسطينية والاتحاد الأوروبي حيث خصص معبر رفح بين غزة ومصر للأفراد فقط بينما خصص في الطرف الآخر معبر كرم أبو سالم للبضائع، كما أننا نتمنى ألا يكون وجود الاتحاد الأوروبي كشريك صامت يجب أن يتحرك لحل الأوضاع التي تسود المنطقة.

* يواجه أولمرت تحديات حول فرض الحل النهائي حول عدد من القضايا ومنها القدس؟ كيف ترى مثل تلك التحديات؟

- حول موقف إيهود أولمرت فهو في موقف ضعيف وهو يؤكد أنه يحتاج إلى نوع من التفهم لسياسته حول القدس والحل النهائي لها كقضية محورية، فهناك مطالب باستثناء قضية القدس من الحل النهائي حيث هدد مؤخراً حزب شاس بالانسحاب من الحكومة الإسرائيلية مما سيسبب في سقوط حكومة أولمرت، ولذلك علينا أن ننتبه لأن سياسة التجويع والحصار الإسرائيلي تبذل من أجل غض النظر عما يحصل بالمسجد الأقصى وزيادة عدد الحفريات ومحاولة هدم المساجد التاريخية، وأؤكد أن تصدير مشكلة مثل تلك المشكلة بين مصر والفلسطينيين لن يحدث ومصر تعاملت مع قضية المعبر بكل حكمة ومنتهى الإحساس بالمسؤولية للأحداث التي حدثت فنحن ساعدنا إخواننا الفلسطينيين على أخذ معاشهم اليومي من الأكل والشرب بعد أن حولت إسرائيل قطاع غزة إلى سجن كبير تابع لسجونها الداخلية.

ولحل هذه القضية يجب أن يكون بتوحد عربي وتضامن من الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى الطرف الأمريكي الذي طالب بحل القضية قبل نهاية 2008، ولكن كل ما رأيته خلال الشهرين الماضيين لمسائل الحل النهائي هو الثبات مكانها، مما جعل بعض الأشخاص يطالبون بالبعد عن الحل النهائي وعمل إطار عام للاتفاق.

* اعتقلت قوات الأمن المصرية 12 فلسطينياً كانوا يخططون لشن هجمات بسيناء، ماذا تم بشأن ذلك؟

- فيما يتعلق بقضية اعتقال مصر لعدد من الفلسطينيين فإن ذلك يندرج تحت إطار الأمن والحماية فقد تم اعتقال عدد من المصريين كذلك للاشتباه فقط بعد أن سمحت مصر لدخول أكثر من نصف مليون فلسطيني إلى مصر؛ فالخوف من زعزعة الأمن واستغلال تلك الظروف بطرق غير سلمية أدى إلى زيادة الحذر المصري.

* لوحظ مؤخراً نشاط مكثف ولقاءات بين مسؤولين مصريين وإيرانيين لإعادة العلاقات بين البلدين، ما العقبات التي تحول دون عودة مثل تلك العلاقات؟

- لقد التقى رئيس مجلس الشورى الإيراني الرئيس المصري على هامش مؤتمر برلمانات الدول الإسلامية كما زار مساعد وزير الخارجية للشؤون الآسيوية وفي النهاية فإيران دولة إسلامية موجودة في المنطقة فمصر تتعامل معها، وحين تنتهي الأسباب التي أدت إلى قطع العلاقات فستعود تلك العلاقات

* ما حظوظ نجاح القمة العربية القادمة التي ستعقد في دمشق؟

ضمان النجاح لأي قمة هي الإعداد الجيد لجدول الأعمال الذي سيتم مناقشته خلالها ومعرفة النقاط الخلافية ومحاولة حلها، وبقدر السعي والتوافق إلى تحقيق هذه الموضوعات بالقدر نفسه ستكون حظوظ النجاح في قيام القمة، والدليل أن وزارة المؤتمر الإسلامي دعت إلى عقد اجتماع على مستوى الخبراء لمعرفة القضايا العالقة التي لم تحل حتى الآن لمحاولة حلها والقمة الاستثنائية ستعقد الشهر القادم ولذلك فقد دعت السنغال إلى عقد اجتماع استثنائي لكي يتوصلوا إلى حل وبخاصة فيما يتعلق بتعديل الميثاق وغيرها من الموضوعات العالقة، لأنه إن لم تعقد هذه الجلسة سيداهمهم الوقت ولم تحل تلك القضايا وتبقى نفس القضايا في كل اجتماع، وكما قلت فالتحضير للقمة يحتاج إلى مجهود وتعب شاق.

* أجمع العرب تقريباً على أن يتم اختيار ميشيل سليمان الرئيس المرشح رئيساً للبنان.. فهل هذا يعني أنهم اقتنعوا باستحقاقه لذلك أم أنه نتيجة لفيض الكيل لما يحصل في لبنان؟

- عمرو موسى صرح بأن ميشيل سليمان هو الرئيس المقبل وقد حمل رسالة من وزراء الخارجية العرب وبناء على ذلك وعلى الرغم من العثرات التي تواجهه إلا أنه أعلن عن عودة قريبة له لينهي تلك

الإشكاليات واستئناف الحوار في جلسة 24 من هذا الشهر للتوصل إلى حل لإشكالية انتخاب الرئيس، وبعد ذلك يجب على اللبنانيين الخوض في قضايا أخرى ومنها قضية رئيس الوزراء وقانون الانتخاب، وأتمنى أن يمر لبنان الشقيق خلال الفترة القادمة من هذه المشكلة المستعصية والتي تحتاج إلى اقتناع لبناني لبناني لتنفيذ حلولها، ويجب الأخذ بما أعلنه الأمين العام لجامعة الدول العربية وهو الإطار الذي اعتمده وزراء خارجية 22 دولة وقالوا إنه هو الحل الأمثل في هذا الوقت وربما يكون الحل الأمثل لجميع الأطراف.

* هل بالفعل ما زالت هناك خطط تجرى لتقسيم العراق كما بحث في الكونجرس الأمريكي العام الماضي خصوصاً أن الجميع تفاجأ بالعلم الجديد على الرغم من رفض السنة له لعدم إجراء استفتاء لذلك التغيير، فهل تغيير العلم هي البادرة الأولى للتقسيم؟

- فكرة الفدرالية هي فكره قائمة منذ الغزو الأمريكي للعراق في مارس 2003 وكانت مدعومة

من قوى غير سنية أما الآن فهناك حديث أنها مدعومة كذلك من الفئات السنية، ويجب أن نعلم أن القوى التي غالبا ما تتدخل فما يهمها أولاً وأخيراً إلا مصالحها، كما يجب على الشعب العراقي أن ينسى المسميات ويحاول النهوض بمجتمعه فلا نقول سني وشيعي وكردي وغير ذلك، ولكن يجب القول الكيان العراقي فهو الأهم فيجب أن نسعى إلى عدم تكريس الطائفية لدى الشعب العراقي حيث لا يصبح هنالك تخصيص الإمكان بناء على الطائفات وإنما يجب أن نتحدث عن الأرض العراقية الموحد لكل أبناء الشعب العراقي.

ولا أخفيك أن هنالك قلقاً ينتابنا فماذا بعد هذا الصيف والانسحاب الأمريكي، ويجب على القوة العراقية المختلفة التوحد فيما بينها وعدم الرضا بالتدخل الخارجي بعد ذلك، والعراق يحتاج إلى الوقوف بجانبه خلال هذه الفترة والمحنة التي يمر بها وأعتقد أن المسؤولية الملقاة على عاتق الإخوة العراقيين هي مسؤولية وطن أساسي يجب أن نحافظ عليه وعلى قوامه والتوصل إلى صيغة تضمن التعايش للجميع. وفكرة التعايش موجودة ولكن لا يجب أن نأخذ فكرة الفدرالية من حيث رفع العلم وكل إقليم يرفع علم خاص به فالموضوع يحتاج إلى جهد طويل، والعراق مرحلة بدأت ولا تعرف متى تنتهي لأنه أصبحت هناك قوى خارجية لا تعلم متى تعلن عن خروجها مرة أخرى وإذا خرجت هل هو خروج أو اسمه إعادة

* الطالبة السعودية أثيرت قضيتها بشكل مبتذل وسيئ في الصحافة المصرية!! فما أسباب تلك التهجمات؟ وهل هو دليل على وجود جماعات لا تحبذ تميز العلاقات السعودية- المصرية؟

- إنني أؤكد أن الصحف التي تناولت القضية هي ما تسمى بالصحف الصفراء والتي تضخم القضايا من أجل رفع معدل البيع دون تحري الدقة والدليل على ذلك فلم أقرأ هذا الخبر في أي من الصحف المعتمدة لدينا مثل الأخبار أو الأهرام أو أي صحيفة قومية فقد قيل في تلك الصحف إن الفتاة أميرة وقائدة لسيارة من نوع همر وتحت تأثير المسكر وكانت النتيجة عكس كل ما كتب وكل ذلك كذب وافتراء، وتقع في مصر العديد من الحوادث لماذا لم يتم التركيز إلا على هذا الحادث إلا لكي يثيروا البلبلة بين القيادة السعودية والمصرية ويزعزعوا العلاقات التي لا يمكن أن تتأثر بمثل تلك المحاولات الفاشلة لأن العلاقات السعودية- المصرية أقوى من كل الظروف ولذلك يجب عدم الانتباه لمثل ما يقال من خلال تلك المجموعات لأننا لو أعرناها أي أهمية فستكون هنالك صعوبة في التعامل في ظل التداعيات التي تشغل هذه المنطقة التي تحتاج إلى منتهى الحكمة؛ ومع الأسف فالشعوب العربية لا تزال تحكمها العاطفة. ونحن لا نتمنى من الإعلام سوى ممارسة مهنته وهي مهنة النقد البناء والابتعاد عن تضخيم الأمور وتسليط الضوء على ما يفيد وما يقرب وليس ما يبعد. والإعلام الذكي يجب عليه أن يوظف وسائله لتوحيد الصف العربي ولخدمة العلاقات العربية.

* ما موقف الحكومة المصرية والشعب المصري من وضع أبوتريكة شعار التعاطف مع غزة في البطولة الإفريقية؟

- هذا الموضوع كان موضوعا شخصيا، ولا نريد أن نكون عاطفيين أكثر من اللازم فلوائح الفيفا للاتحاد الدولي لكرة القدم تقول يمنع عمل أي شعارات أو من هذا القبيل وهذا التصرف هو اقتناع من اللاعب نفسه وطبعاً وجد صدى واسعا لدى الشعوب العربية على الرغم من أنه لم يكن له أي دلالة سياسية لدى أبو تريكة والشعار الذي رفعه أبو تريكة هو تعاطف مع شعب محاصر ويمنع من ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي، فأراد أن يرسل من هذا المحفل الرياضي مجرد رسالة تملك نبرة التعاطف. لكن القواعد

واللوائح الدولية تمنع مثل تلك التصرفات، وعلى الرغم من أنها شخصية فهي انتهت عند هذا الحد وطبعاً لم يتم تكرير ذلك، ولو عدنا إلى الوراء قليلاً نتذكر أنه وبعد أن نشرت الصحافة الكاريكاتيرية رسوماً مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم فقد رفع شعار إلا محمد.

* عامان على غرق العبارة المصرية (سلام 98) وما زال المتهم الرئيسي في القضية هارب!! هل تطلعنا على آخر التطورات، علماً بأن الجلسة الـ14 لمحاكمة المتهمين كانت الأحد 3-2-2008؟

- للأسف فهذه القضية مر عليها سنتين وأؤكد لك أن هنالك تنسيقاً متكاملاً بين جميع الأطراف لمحاولة تفادي مثل تلك المصائب والدليل على ذلك أنه خلال حج هذا العام كانت هنالك رقابة صارمة وتشديد قوي في محاولة لعدم تتكرر مثل تلك الحادثة، والمتسبب في حادثة العبارة 98 والمالك الرئيس لها لا يزال هارباً وسيبقى ملاحقاً من القانون وأنا أثق في العدالة في أن يأتي يوم ليمثل أمامها.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد