Al Jazirah NewsPaper Sunday  24/02/2008 G Issue 12932
الأحد 17 صفر 1429   العدد  12932
حالة من الإحباط على قدرة المجتمع الدولي على تقديم الحماية
فوضى الانقسامات والمواجهات تشرد المزيد من سكان دارفور

سيربا - دارفور - من اوفيرا مكدوم - رويترز

حاولت خميسة عبدالله مسح الدموع من عينيها وهي تصف كيف فقدت ستة من أبنائها عندما اجتاح مسلحون بلدتها في غرب دارفور ونفذوا عمليات قتل ونهب. وقالت وهي تبكي وتشير إلى طفل تحمله على ظهرها عمره ثلاث سنوات لم يعد لدي سوى هذا الطفل. أما الأبناء الآخرون الذين تتراوح أعمارهم بين خمسة أعوام وعشرين عاماً فقد فروا وهم في حالة من الذعر إلى التلال القريبة من بلدة سيربا خلال هجوم الميليشيا قبل أسبوعين ولم ترهم منذ ذلك الحين.

وتواصل القتال في منطقة دارفور بغرب السودان رغم الموافقة على نشر أكبر عملية لحفظ السلام هناك بتمويل من الأمم المتحدة ويقول الناس أنهم بدأوا يفقدون الثقة في إرادة المجتمع الدولي أو قدرته على مساعدتهم. ومثلما هو الحال في الكثير من الغارات خلال الحرب المستمرة منذ خمس سنوات تقريباً في دارفور تفرق شمل عائلات في سيربا أثناء فوضى الهجوم الذي يأتي في إطار المواجهة بين الحكومة والحركات المسلحة لاستعادة المنطقة من متمردي دارفور.

وقالت أميرة حق منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان قضية الأطفال المفقودين الذين انفصلوا عن عائلاتهم هي واحدة من أوضح الرسائل التي سنعود بها من هنا. وأضافت: اضطرت الأمهات إلى الركض وفر الأطفال في أي اتجاه ممكن.

وحمل مسلحون السلاح في أوائل عام 2003 متهمين حكومة الخرطوم بإهمالهم. لكن الانقسامات بين المتمردين وتعبئة الحكومة لميليشيات قبلية أشاع خليطاً فوضوياً من الجماعات المسلحة وتسبب في انهيار القانون والنظام في المنطقة النائية بغرب السودان.

وقال الجيش السوداني إنه خاض قتالاً في سيربا مع حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور. ويقول إن ما يقرب من 50 شخصاً قتلوا معظمهم مسلحون يرتدون ملابس مدنية وهو ادعاء نفاه بعض السكان.

وتمكن بعض الأطفال من العودة بعد أيام من السير حفاة وسط شجيرات شائكة، والنوم شبه عراة خلال ليالي البرد الشديدة واستنفاد قواهم بسبب عدم وجود طعام. ووجد الذين عادوا مشكلات جديدة في انتظارهم. فقد دمرت اثنتان من خمس مضخات للمياة بالإضافة إلى النظام الرئيسي لنقل المياة. وتعرضت النساء اللائي حاولن الحصول على المياة من مصادر أقل نظافة لهجمات على يد ناهبين كانوا لا يزالون على مقربة من المكان.

وطالب سكان البلدة الذين ينتابهم الخوف بانتشار فوري لقوات حفظ السلام الدولية وعبروا عن شكوكهم فيما إذا كانت المساعدة ستأتي بسرعة كافية. وقال طالب من سيربا يدعى أبو بكر عيسى محمد إما أن تأتي الأمم المتحدة بقوات حفظ السلام إلى هنا لحمايتنا وإلا سنرحل ونذهب إلى مكان آمن...إلى بلدة أخرى أو بلد آخر.

لكن الانتشار الكامل لقوة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي المشتركة تأجل مراراً، وتتهم الدول الغربية حكومة الخرطوم بالمماطلة من خلال وضع عراقيل، وتقول الخرطوم إنها أوفت بالالتزامات عليها وإن المجتمع الدولي هو الذي يتأخر في إرسال معينات القوة من مروحيات وغيرها.

ولم يتم حتى الآن سوى نشر تسعة آلاف من بين القوة البالغ قوامها نحو 26 ألف فرد. وبعد الهجوم على سيربا سعى سكان للحصول على حماية من القوات النظامية السودانية التي دخلت البلدة بعد هجوم الميليشيات. ولكن لم يتبق منهم سوى عدد قليل، وقال السكان إنهم يخشون من الميليشيا لدرجة أنهم لا يستطيعون الخروج لإحضار الجثث المخبأة وسط الأعشاب العالية.

وحثت أميرة حق الأطراف المتحاربة على العودة إلى عملية السلام. وقالت لا نستطيع الذهاب فحسب من قرية إلى قرية ورؤية هذه الصور المروعة والواقع المرير لما حدث. وأضافت يجب على العالم أن يستيقظ لذلك.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد