Al Jazirah NewsPaper Sunday  24/02/2008 G Issue 12932
الأحد 17 صفر 1429   العدد  12932
تشارلز ورئيس البوسنة أبرز المتحدثين اليوم في منتدى جدة الاقتصادي
خالد الفيصل: المملكة تسعى لتحقيق نقلة تقفز بالمجتمع إلى العالم الأول عبر توظيف وفوراتها المالية..

فريق الجزيرة: صلاح مخارش - سعد خليف - راشد الزهراني- عبدالله الزهراني - هيفاء القريشي - منى الشريف

افتتح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة مساء أمس -السبت- انطلاقة منتدى جدة الاقتصادي التاسع 2008م بمركز جدة الدولي للمعارض والمؤتمرات في حضور كوكبة من كبار الشخصيات الاقتصادية والاجتماعية الدولية في المنطقة والعالم، وتنطلق الفعاليات رسمياً صباح اليوم الأحد على مدار 3 أيام، حيث يلقي الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا كلمة مسجلة أمام المشاركين، ويتحدث حضورياً رئيس جمهورية البوسنة الدكتور حارس سلازيك، ورئيس وزراء فلسطين الدكتور سلام فياض.

وبعث صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل في كلمته بحفل الافتتاح رسالة أخوة وصداقة إلى العالم، وقال: يسعدني أن أكون بينكم في افتتاح الدورة التاسعة لهذه التظاهرة الاقتصادية العالمية، وأن أحيي ضيوفنا الأفاضل الذين قدموا إلى المنتدى لإثرائه بالفكر والعمل، وأن أبعث عبر منتداكم رسالة أخوة وصداقة إلى العالم بأسره انطلاقاً من روابط المملكة مع شعوب العالم بعلاقات وطيدة، تواصلت عبر قرون عدة وأسهمت في تاريخ الإنسانية تأثراً وتأثيراً.

وأضاف: أحدثكم من مهد حضارة قامت إلى جوار البيت العتيق من جدة بمكانتها الاستثنائية، بوابة الحرمين الشريفين، والميناء الإسلامي الأكبر على البحر الأحمر.

وتابع: يأتي انعقاد منتداكم في جدة بهذا الزخم من القيادات السياسية والفكرية والاقتصادية العالمية، إثراء للمنتدى وتفعيلاً لدوره في تبادل التجارب والخبرات، وإقامة الشراكات العالمية وتجسيداً لوجه جدة الحضاري.وأوضح أن جدة مدينة دينامكية استطاعت على مر العصور أن تستوعب الزحام المتزايد للعابرين بالملايين من الحجاج والمعتمرين والزوار والتجار، وأن تنجح في التحدي الحضاري بامتصاص الثقافات المتنوعة.وأضاف: إن المملكة تعيش اليوم فرصة تاريخية طالما نبهت إليها، إذ تحدو مسيرتها قيادة دأبها المبادرات، ونهجها الاستنارة، حيث يسعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى تحقيق نقلة نوعية تقفز بالمجتمع إلى العالم الأول دفعة واحدة على مطية الارتقاء بالعلم والمعرفة فقامت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، واحدة من أحدث جامعات العالم، وهما المثالان الحديثان زمناً، البعيدان أثراً في تحقيق النقلة، كما أن القيادة توظف الوفرة المالية الآنية للغرض ذاته، بما يتيح فرصة استثمارية تاريخية لنا وللعالم من حولنا.

واستطرد: جدة وبما أولتها الدولة السعودية منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - من اهتمام خاص في النفقة والخدمات، ولا يزال أبناؤه من بعده يقودون حركة التطوير الدورية التي تشهدها سوق تنال النصيب الأوفر للقيام بدورها في الارتقاء بسقف التعاون الإقليمي والعالمي.وطالب صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بالاستفادة من تجارب الماضي.. وقال: إننا في المملكة نتابع بالتقدير والاحترام ما حققته الأمم الأخرى من نجاحات في تفعيل اقتصادها وتنمية مجتمعها، بالقدر الذي نعتز بما حققه اقتصادنا، من نجاح مماثل في تنمية مجتمعنا وتغرينا الطفرة الحالية، والاستفادة من دروس الماضي بأن نرتقي بحجم التجارة والاستثمار بيننا وبين دول العالم، إلى مستوى يليق بطموحنا كدولة تفخر بمواردها ومؤهلاتها.

وأضاف: أمامنا فرصة حقيقية لبناء قاعدة اقتصادية، ترتاد بها أفاقا جديدة، وتتابع توظيف النجاح في خدمة النجاح، حتى يصبح طموحنا بلا سقف ولا يعرف الحدود، وقد حان الوقت لنرى على الواقع استثمارات بمزايا تفضيلية، إنني أدعو من خلالكم المستثمرين في العالم للنظر إلى جدة خاصة، والمملكة العربية السعودية عامة، كمركز تجاري وحضاري يتطلع إلى توسيع علاقات التجارة والاستثمار والسياحة والثقافة. ورجال الأعمال الحاضرون والغائبون مدعوون لاغتنام الفرصة، بتكوين شراكات نفتح بها أبوابا جديدة لتعاون إقليمي وعالمي بناء.وختم أمير منطقة مكة المكرمة كلمته قائلا: أكرر شكري وتقديري لكم جميعا ولمجلس التسويق في غرفة التجارة والصناعة بجدة على تنظيم المنتدى، ولكل من أسدى لهذا المنتدى فكرا ودعما، إيمانا بمسؤولية الجميع في التعاون الوطني لمد علاقات الإقليمية والعالمية مع تقديري واحترامي لكل من يسهم في بناء وطننا المعطاء.

من جانبه.. أكد معالي د.هاشم يماني وزير التجارة والصناعة السعودي في كلمته أن المملكة تبذل جهداً كبيراً كي تحرز مركزا متقدما في هذا السباق من خلال استراتيجيات الإصلاح الاقتصادي بهدف تحقيق التنمية المستدامة على المدى الطويل ولكي نصل في سنوات قليلة وباعتراف الآخرين إلى مصاف دول العالم الأول وذلك بتحقيق مؤشرات الأداء المتعارف عليها دوليا.وكشف أن المملكة تبنت مسار الإصلاح الداخلي كمتطلب مسبق لتعزيز جهود هذا الاندماج وعليه فقد تيقنت أنه من الضروري إدخال عدد من الإصلاحات النظامية والتنظيمية والإجرائية للسير بخطى ثابتة نحو تحقيق الأهداف المرجوة.

وأضاف: فيما يتعلق بالإصلاحات التنظيمية.. بادرت المملكة إلى إعادة هيكلة التنظيمات الإدارية وكان من نتائجها إلغاء بعض الأجهزة الحكومية ودمج البعض الأخر، وإنشاء أجهزة حكومية تتطلبها هذه المرحلة لدفع عملية الانفتاح الاقتصادي إلى الأمام ومن ذلك إنشاء المجلس الاقتصادي الأعلى والهيئة العامة للاستثمار، وهيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج، وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات مجلس حماية المنافسة، وهيئة تنمية الصادرات السعودية.وكشف أن المملكة دخلت في شراكة استراتيجية مع شركات عالمية كبرى أسهمت في نقل التقنية في المملكة، كما أسهمت في فتح أسواق خارجية لمنتجات هذه الشركات، فضلا عن أن هذه الشراكات أسهمت في زيادة الناتج المحلي الإجمالي ووفرت فرص عمل إضافية.

وأضاف أن تخوفات البعض من الاندماج مبالغ فيه، حيث إنه رغم هذه الاختلافات التي تتميز بها اقتصاديات الدول تبدو ظاهرة سلبية وتتعصب بعض الشعوب حيالها.

وقال الجنرال بيري مكافيري: إن هذا المنتدى قدم نموذجاً عصرياً لتعامل المنتديات وأضاف بيئة العمل في السعودية التي تسعى للاستفادة من الأرصدة الرأسمالية ووضع المزيد من الاهتمام في بيئة العمل فالنمو لا يمكن إلا أن يكون في بيئة تتوافق معها.وتحدث عن خلفيته التاريخية مؤكدا أن علاقته بالسعودية بدأت إبان حرب الخليج 1990م وأشاد بخطوة وضع تقرير للمنتدى بعد 90 يوما من خلال فريق استراتيجي.

في المقابل.. أكد الشيخ صالح بن علي التركي رئيس الغرفة التجارية الصناعية بجدة التي تنظم المنتدى أن السعودية تتميز بمقومات اقتصادية وحضارية تنبع من روح الإسلام، وأن الشعب السعودي يتمتع بثقافة يستمدها من تاريخه العريق.

وتنطلق فعاليات المنتدى رسميا اليوم.. حيث تبدأ الجلسة الأولى في التاسعة من صباح اليوم بعنوان (من البيت إلى العالم) وسيكون أبرز المتحدثين فيها صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز الخبير الاقتصادي السعودي، والدكتور حارس سلازيك رئيس جمهورية البوسنة، والدكتور سلام فياض رئيس وزراء فلسطين، والاستير ستيورت الخبير الاقتصادي.

في حين تتمحور الجلسة المسائية حول (التطوير العقاري والعمراني والمشروعات العملاقة) وتشهد رسالة مسجلة من صاحب السمو الملكي الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا، كما يقدم المهندس عادل فقيه أمين محافظة جدة ورقة عمل في هذا الشأن، ويشارك الخبير الاقتصادي مارك موريال، وجون ديفتيريوس من قناة CNN الفضائية، كما ستكون هناك مناقشة مفتوحة يشارك فيها د.أحمد محمد علي رئيس البنك الإسلامي للتنمية، ومالكوم برندد الرئيس التنفيذي لشركة شل، وسمير الأنصاري من دبي كايتل، ويقدم جون ديفتيريوس ملخصاً للجلسة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد