Al Jazirah NewsPaper Sunday  24/02/2008 G Issue 12932
الأحد 17 صفر 1429   العدد  12932
برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين
ملك السويد والأمير سلمان يفتتحان المعرض الكشفي العالمي

«الجزيرة» - عبدالله القشيري

أكد صاحب الجلالة الملك كارل جوستاف السادس عشر ملك السويد إن القيادة الحقيقية الرشيدة من لدن خادم الحرمين الشريفين ودعمه اللامحدود للبرنامج العلمي الذي يدعوه الكشافون (هدايا السلام) (Gifts for Peace)، كانت مفتاح نجاح هذا البرنامج الذي شارك فيه حتى الآن 10 ملايين كشاف من 110 بلد.

وقال موجهاً كلامه إلى خادم الحرمين الشريفين: لقد أطلقت أمراً مثيراً للإعجاب. وقد ألهمت به الملايين من الشباب في جميع أنحاء العالم للعمل من أجل السلام والتفاهم. يمكن العالم أن يكون أكثر سلاماً، وللناس أن يعملوا معاً، ويمكن للناس أن يبتسموا.. كل ما يلزم هو القيادة أشكركم على قيادتكم في تقديم (Gifts for Peace هدايا السلام).

لقد شرفت بالتعاون معكم عبر الكشافة خلال السنوات الماضية، وسوف يسعدني مستقبلاً أن نحشد قوانا معاً لمساعدة المزيد من الشباب على تغيير عالمهم.

أشكركم جميعاً شكراً جزيلاً حقاً.

وبين ملك السويد إن خيار وضع الكشافة مهمة نشر رسالة السلام، فإنه تحدٍ كبير والكشافة في وضع يقبل هذا التحدي لأنه ومن خلال تجربتي على الأقل (الكلام لملك السويد)، عندما تطلب من الكشاف أداء عمل ما، فإنه ينجزه، وبسرعة.

جاء ذلك في كلمة ملك السويد في افتتاح المعرض الكشفي العالمي للسلام يوم أمس الذي ينظمه الصندوق الكشفي العالمي بالتعاون مع جمعية الكشافة العربية السعودية وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الذي حضره صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض.

ملك السويد أضاف في كلمته: لقد التقيت في كثير من البلدان بصغار تغيرت حياتهم وتحسنت مجتمعاتهم المحلية عبر انخراطهم في عمل الكشافة. فالشباب في شتى أنحاء العالم يبحثون عن قدوة يمكنهم الثقة بها وقادة يمكنهم الإيمان بهم.

وأشار ملك السويد إلى تجربة الكشافة في الحج فقال: كل عام أثناء الحج المبارك، تشهدون 4500 كشاف سعودي يقومون بما يمكن أن نطلق عليه أكبر مشروع خدمة (عامة) سنوي في العالم على وجه الإطلاق، حيث يقومون بمد يد العون والمساعدة للحجيج في المشاعر المقدسة، ولقد قيل لي أنهم يعملون بابتسامة وحيوية لا تضاهى.

وأكد على دور الكشافة في زمن العولمة فقال: بفضل العولمة يدنو العالم من بعضه البعض، وفي الوقت نفسه يميل الناس إلى النأي بأنفسهم عن بعضهم البعض. وفي هذا السياق تضطلع الكشافة بدور مهم على أرض الواقع، وبعيداً عن الرسائل القاسية التي تذخر بها وسائل الإعلام، ففي واقع الأمر يدنو الشباب في المجتمعات المحلية من بعضهم البعض.

وفي نهاية كلمته بين أنه ومرافقيه حظوا باستقبال حار من الكشافة عند وصولهم إلى الرياض. يمكننا أن نرى في وجوههم أنهم فخورون جداً ببلدهم. اليوم يبين لنا معرض الصور الفوتوغرافية كيف يقوم شباب من المملكة العربية السعودية بالفعل نفسه الذي يقوم به شباب من الولايات المتحدة أو السويد أو جنوب أفريقيا. فلتطالعوا هذه الصور، ولتمعنوا النظر في أعين هؤلاء الشباب لتستشعروا الطاقة والحيوية، ولتعجبوا بالتزامهم..

وكان حفل الافتتاح قد بدأ بكلمة نائب رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية، المشرف العام على المعرض والبرامج المصاحبة أ.د. عبدالله بن سليمان الفهد الذي بين أن حلم الكشافة السعودية تحقق بانطلاق المعرض الكشفي العالمي للسلام برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. الذي وصف الكشافة (بأنهم رسل سلام) عند لقائه بوفد من كشافة العالم في مدينة الرياض عام 2002، كما وصف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد الكشافة عندما قال: (إن الكشافة تمثل السلم والسلام وقد أكد الكشافة السعودية ذلك من خلال ما يقدمونه من خدمات طيبة للحجاج في كل عام).

وأضاف أن المعرض شمل المنجزات الكشفية العالمية لعدد من الدول في مجال السلام، كما شمل منجزات جمعية الكشافة العربية السعودية وقطاعاتها الكشفية.

وكشف الفهد أن الاستعداد لهذه المناسبة العالمية بدأ بالتنسيق مع الصندوق الكشفي العالمي وبالأخص مع السيد جون جيوقيقان منذ عام 2003م عندما عقد المخيم الكشفي العالمي للتعرف على الحضارات وتبادل الثقافات في مدينة الجبيل في أرض السلام وكان شعاره معاً من أجل السلام. ولتحقيق هداف هذا المعرض عقد العديد من الاجتماعات وورش العمل واللقاءات التنسيقية. كما شكر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز على دعمه وتشريفه الحفل.

بعد ذلك ألقى الأستاذ جون جيوقيقان كلمة قال فيها: قبل 100 عام وفي مثل الشهر الماضي كتب أحد الرجال كتاباً طبع على شكل أجزاء أسبوعية كانت تشترى من قبل الآلاف من الشباب، كان ذلك الكتاب يتحدث عن كيفية المعيشة في أماكن مليئة بالمغامرات، يسمى ذلك الكتاب (الكشفية للشباب) هذا الرجل كان روبرت بادن باول. كان نجاحاً كبيراً، حيث أنه خلال أشهر بسيطة جاء الناشر إلى بادن باول وأخبره بأن لديه 16 موظفاً متخصصاً فقط في الرد على رسائل الشباب الذين قرأوا الكتاب وطلب من بادن باول أن يوجد لهم منظمة تجمعهم، وهكذا ولدت الكشفية.

لقد بدأت بالشباب على مستوى المجتمع المحلي، ثم بدأت في الانتشار على المستوى العالمي حتى وصل عدد أعضائها الآن 28 مليون عضو في 160 دولة، ولكل دولة أسلوبها الخاص للكشفية، فكل شاب يشعر بأن لديه الإمكانية في التغيير في فرقته المحلية وفي مجتمعه المحلي.

لو عدنا إلى التاريخ قليلاً، ففي عام 2001م هنا في مدينة الرياض قابل الملك عبدالله - عندما كان ولياً للعهد - مجموعة من القادة الكشفيين من عدة دول، ووصف لهم ما رآه بعد أحداث 11 سبتمبر من أن الدول والناس بمختلف دياناتهم يتجهون نحو التفرق والتشتت، في الوقت الذي نحتاج فيه إلى الاجتماع وتوحيد الكلمة، لذلك فقد طالب بمواجهة هذه المشكلة، ودعا بأن يكون الكشافون هم رسل السلام في العالم.

وبعد سبع سنوات من ذلك ها نحن الآن مرة أخرى نجتمع في الرياض لنحتفل بالبرنامج الذي أصبح الأكثر نجاحاً والذي يدار من قبل الكشفية العالمية، برنامج هدايا السلام الذي بدأه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

عقب ذلك ألقى معالي رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية د. عبدالله بن صالح العبيد وكان له كلمة قال فيها: صاحب الجلالة الملك كارل جوستاف السادس عشر، ملك السويد، الرئيس الفخري للصندوق الكشفي العالمي.

صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض.

أصحاب السمو، والمعالي، والسعادة، أيها الحفل الكريم.

تعود بداية نشأة جمعية الكشافة العربية السعودية لعام 1952م حينما أمر الملك المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز آل سعود بإنشاء الكشافة عندما رأى أول فرقة كشفية زارت المملكة وأعجب بروحهم العالية ومدى انضباطهم وفي عام 1956م تكونت في المملكة أول فرقة كشفية، وفي عام 1961م أصحبت المملكة عضواً في المنظمة الكشفية العالمية وفي المنظمة الكشفية العربية.

وتهدف الجمعية إلى نشر الكشفية وتشجيعها وتنظيمها في أنحاء المملكة وفق أسسها ومبادئها الكشفية. وتقوم الجمعية على تهيئة النشء وتوجيه الشباب وإعدادهم خلقياً وثقافياً واجتماعياً وتنمية شعورهم بالواجب نحو الله والذات والوطن انطلاقاً من مسؤوليتها ومسؤولية الشباب في التنمية الاجتماعية والوطنية بكل ما تعنيه من معانٍ ومضامين ولتحقيق ذلك نظمت العديد من البرامج المحلية والعربية والعالمية، ومن البرامج السنوية التي تفخر بها جمعية الكشافة العربية السعودية المشاركة خدمة ضيوف الرحمن بحج كل عام بمكة المكرمة والمدينة المنورة والمنافذ البرية والبحرية والجوية.

أيها الحفل الكريم: لقد بادر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز برعاية هدية السلام إيماناً منه بأهمية الكشافة في نشر السلام في العالم. والتي بدأت تثمر ولله الحمد بجمع كلمة 28 مليوناً من الشباب على كلمة السلام والوئام. وما هذا المعرض الكشفي العالمي للسلام الذي يقام على وطن السلام إلا أحد هذه الثمار، كما أن ما شهدته مدينة الجبيل في ربيع 2006م حيث التقى أكثر من 2000 شاب يمثلون 85 بلداً من كافة أنحاء العالم، وما تم تحقيقه في صيف 20007م بالمملكة المتحدة في المخيم الكشفي العالمي الـ21 من نشر لثقافة السلام بين الجموع المشاركة التي زادت عن42000 ألف كشاف إلا شاهداً آخر على إسهام الكشافة في تحقيق مبدأ نشر ثقافة السلام بين كافة شرائح المجتمعات سعياً لتطبيق مفهوم السلام والمحبة ليكون ظاهرة تمارس على أرض الواقع.

أيها الحفل الكريم: بهذه المناسبة السعيد يطيب لنا بجمعية الكشافة العربية السعودية أن نشكر مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه- وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز على جهودهما المباركة في خدمة الإنسانية في كافة مجالات الحياة وعلى وجه الخصوص الكشافة.

ونشكركم صاحب الجلالة الملك كارل ملك السويد على زيارتكم للكشافة السعودية وتشجيع جهودها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي والتي ستبقى في ذاكرة هذا الجيل وفي تاريخ الكشافة السعودية على مدى الأيام. والشكر موصول يا صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض تشريفكم هذه المناسبة ودعمكم المتواصل إخوانكم وأبناءكم منسوبي الجمعية، كما أشكر أصحاب المعالي والسعادة ممثلي أعضاء جمعية أصدقاء بادن باول على المشاركة في هذه المناسبة، كما أشكر القطاعات الكشفية المشاركة بهذا المعرض وفي البرامج المصاحبة له. والشكر لكم أيها السادة على الحضور والمشاركة مرحباً بالجميع في وطن السلام وعلى أرض المحبة والإخاء والوئام.

بعد ذلك شاهد الحضور عرضاً غنائياً أداه عدد من الكشافة السعوديين عن الكشافة ودعمهم للسلام نال استحسان الحضور.

وفي نهاية الحفل قام جلالة ملك السويد (كارل كوستاف) وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بجولة على المعرض الذي ضم مئات المواد التي تعبر عن السلام قام بالتقاطها عدد من المصورين تعكس حقيقة الحركة الكشفية ورسالتها وسجلاً تاريخياً سيستفيد منه الأجيال القادمة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد