Al Jazirah NewsPaper Sunday  24/02/2008 G Issue 12932
الأحد 17 صفر 1429   العدد  12932
في الوقت الأصلي
سياسة (التطنيش)؟!
محمد الشهري

يبدو أن اللجان العاملة في اتحاد الكرة قد ترسخت لديها سياسة العمل بمبدأ (طنّش) في تعاطيها مع الكثير من القضايا الملحّة التي تحدث غالبيتها إما بفعل القصور وعدم الإلمام التام بكافة الجوانب التي يتطلب العمل ضرورة الإلمام بها.. أو بفعل التقصير وعدم الجدية في التعامل مع الأحداث بمتغيراتها ومستجداتها، وإيجاد الحلول للمشكلات أولاً بأول (؟!)

** لن أحدد لجنة بعينها.. كما لن أستثني أخرى في حد ذاتها من الوقوع في خطيئة ترك الأمور تتفاقم وتتراكم وتزداد تعقيداً إلى أن تتحول في نهاية المطاف إلى معضلات (؟!)

** ذلك أن مبدأ (طنّش) الذي أتحدث عنه.. إنما يراهن ويعتمد في تقديري (والله أعلم).. على تواتر وتقارب وتشابه الأحداث.

** وبناء عليه أصبح لدى هذه اللجان قناعة انطباعية وعملية (مجرّبة) فحواها تكفّل الانشغال بالمستجدات من الأحداث والقضايا.. بطمس أو نسيان تداعيات وتبعات القديم منها، وهكذا دواليك (؟!!).

** بالمناسبة: هذه السياسة متبعة ومتوارثة في العديد من الدوائر الرسمية (؟!).

** وبما أن هذه الجهات.. قد تحولت إلى ما يشبه (المحاضن).. لذلك ظلت معظم مشكلاتنا الرياضية عبارة عن موروثات متجذرة تنم عن جانب من جوانب عشقنا للتراث حسنه وسيئه على حدٍ سواء (؟!!).

فتش عن البيئة؟!

** إذا أردت أن تقيّم منطق أو تصرف أو حتى قناعة شخص ما.. فما عليك إلاّ أن تبدأ أولاً بمعرفة البيئة التي ينطلق منها في الإفصاح عن تصرفه أو قناعته أو منطقه.. كشرط وحيد لا بد منه للخروج بنتيجة منصفة لا غش فيها ولا لبس.

** على سبيل المثال: الشاعر الفذ (عيضة السفياني) عندما تغنى بعشقه الرياضي والإفصاح عن ميوله الرياضية على هامش محفل (شاعر المليون).

** اقتصر في رائعته الأدبية تلك للتعبير عن قناعته وعشقه على ذكر المحاسن التي يراها ويعتقدها في مبررات عشقه للزعيم.. دون المساس بالآخرين أو الانتقاص من اعتبارياتهم بأي شكل من الأشكال.. لذلك صدق وأجاد وبالتالي حاز على رضا واحترام الجميع.

** هذا المشهد الموغل في الإبداع والرقي الأدبي والفكري للشاعر (السفياني) أعادني بالذاكرة إلى الوراء بضع سنوات.

** حين امتطى أحد أدعياء الشعر صهوة (عربدته) معلناً عن أن أمتع وأغلى حالاته الانشكاحية.. إنما يجدها فقط في مشاهدته للأهداف عندما تلج المرمى الهلالي (!!!).

** وغني عن القول بأن الفوارق الكامنة بين شرف المكان والزمان والمناسبة التي احتضنت إفصاح السفياني عن ميوله، وبين تلك التي (سرّب) من خلالها ذلك المتشاعر أمنياته (المنحرفة).. هي ذاتها الفوارق الكامنة بين شاعرية السفياني الفذة، وإدعائية المتيم بولوج الأهداف في المرمى الأزرق (؟!!).

** وتتجلى الفوارق أكثر وأكثر عند مقارنة المكاسب الجمة التي حققها السفياني حينما لم يعمد إلى الإساءة.. بالخسائر الباهضة التي طالت (الإنشكاحي) نتيجة رعونته وقصر نظره ورداءة منطقه فضلاً عن ضحالة فكره.. ذلك أنه كان بإمكانه الاحتفاظ بحقه في الاستمتاع بمشاهدة أي أهداف تلج إلى أي مرمى دون اللجوء لذلك الأسلوب الدعائي الرخيص للتعريف بميوله، ودون الإساءة للآخرين، وبالتالي تلافي الخسائر التي تعرض لها (؟!!).

** المعضلة الماثلة بالنسبة لهذا المتيم وأشباهه والتي من المؤكد أنها تعمل على تكريس ومضاعفة دواعي بؤسه.. هي في حقيقة انفراد الزعيم بميزة الأقل ولوجاً للأهداف في مرماه بين كافة الفرق على مدى عشر سنوات، ولا يزال يتمتع بهذه الميزة وهذا التفرد حتى اللحظة (؟!!).

** الخلاصة: إن بين مشهد الشاعر السفياني والمشهد الآخر ما يبعث على ضرورة وضع مقارنة تتضح من خلالها الفوارق بين بيئة تنتج البطولات والأوليات والعقول والأفذاذ من الرجال، وبين تلك التي تعتمد على الخرافات والتهريج والساقط من الأفعال والأقوال (؟!!).

** تحية للشاعر الكبير (عيضة السفياني).

شوارد

* يا عبدالملك: (هدانا الله وإياك) كان يمكن أن تحصل على إجابة عن تساؤلك بشأن رفع الظلم عن لاعب الهلال (ليلو) لو أنك لم تخلط بين (العاضّ) والمعضوض، وبذلك يتضح بأنك إما تقرأ الأحداث بالمقلوب، أو أنك سمعت عن الواقعة عن طريق وكالة (يقولون).. لذلك جاء تساؤلك على طريقة (مع الخيل يا شقرا)؟!

* لا بد أن ثمة من المصالح المشتركة ما دفع بذلك الزميل للدفاع عن العضو الذي تسبب في إشكالية ضياع فرصة استضافة كأس العالم للأندية، تحت عنوان (اجلدوا.. بسياطكم) في إشارة إلى أنه يبارك ما أقدم عليه ذلك العضو (؟!!).

** بالمناسبة: لن تختفي مثل هذه الكوارث إلا باختفاء الأسباب المتمثلة في نفوذ المحسوبيات المؤدية إلى تكليف الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب.. مع قطع دابر الأقلام التي تتعهد المنافحة عن مرتكبي تلك الكوارث التي تدفع ثمنها الكثرة السعودية، مع شديد الأسف (؟!!).

** هل يقبل عقلاء العميد بأن يقال عن دفاع القادسية الذي ترك قلب الدفاع أسامة المولد يسرح ويمرح ويسجل إلى درجة أنه كاد أن يسجل (هاتريك) في سابقة تحدث لأول مرة في التاريخ.. ما كتبه أحد (التنابلة) بحق حسين عبدالغني (؟!!).

** طبيعي أن يكون الرد على استفسارات الإعلاميين هي آخر اهتمامات سعادة الأمين على اعتبار (إن ما في هذا البلد إلاّ هذا الولد)؟!!

مثل شعبي:

(اللي ما عنده ظهر.. ينضرب على بطنه).



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6692 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد