Al Jazirah NewsPaper Tuesday  04/03/2008 G Issue 12941
الثلاثاء 26 صفر 1429   العدد  12941
مَنْ يُنْقِذُ الأطفال؟
عبدالرحمن صالح العشماوي

طفلٌ ينام على الحصيرْ

طفلٌ على شوكٍ يَسيرْ

طفلٌ تَيَتَّمَ فَجْأَةً وأصابه الخطب الكبيرْ

طفلٌ تجمَّد خائفاً من هَجْمةِ الجيش المغيرْ

طفل يداهمهُ الشتاءُ وثوبه البالي قصيرْ

طفلٌ يحاصره الظلام وقَسْوَة الحَدَثِ الخطيرْ

طفلٌ بلا قَدَمٍ تسيرْ

وبلا يدٍ يُمْنَى تُشيرْ

وتطول قائمةُ الجراحِ، ولا مُجيرْ

وتثورُ أسئلةٌ..

يحاصرها السِّياجُ المستديرْ

مَنْ يُنقذ الأطفالَ من هذا السَّعيرْ؟

من يُوقظ الإحساسَ في أقسى القلوبِ..

ومَنْ يُثيرْ؟

مَنْ يجبر القَلْبَ الكسيرْ؟

مَنْ يُنْقذُ الأطفالَ من ليل الجراحِ..

ومَنْ يُجيرْ؟

تيارُ أسئلةٍ، له في كلِّ ناحيةٍ هَديرْ

تَعِبَتْ شفاه السائلينَ..

وضاقت الصفحاتُ عنها والسطورْ

وقف الصغيرُ محطَّمَ الآمالِ مجهولَ المصيرْ

طفلٌ يداري دمعةً..

في بحرِ مقلته الصغيرْ

أمسى بلا أهلٍ وأصبح يسأل الأشباحَ عن موت العبيرْ

لمَّا رأى جَبَل الرُّكامِ أَحسَّ بالجُرْمِ الكبيرْ

ياربِّ، أين الأمُّ، أين أبي، وأين أخي الصغيرْ؟

ما عاد لي بيتٌ، ولا مِزْلاجُ نافذةٍ..

ولا بابٌ.. يحدِّث عَنْه إيقاعُ الصَّريرْ

لمَّا استدارَ إلى الوراءِ..

رأى ضياءَ الفجرِ مكسوراً على رشَّاشِ جنديٍّ حقيرْ

فَهِمَ القضيّة كلَّها ورأى دوائرَها تَدورْ

فَهِمَ الصغير

فمتى سيفهم مثلَهُ عَقْلُ الكبيرْ

نَطَقَ الصغير بدمعةٍ حَرَّى يشيِّعها الزَّفيرْ

لا تسألوا..

فاللهُ - لا أنتم - لنا في المحنة الكُبْرى النَّصِيرْ



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد