Al Jazirah NewsPaper Tuesday  04/03/2008 G Issue 12941
الثلاثاء 26 صفر 1429   العدد  12941
من أجل التلاحم العربي

عمل دؤوب يجري في أروقة مواقع القرار العربي من المحيط إلى الخليج مع دور سعودي متعاظم لإحلال اللحمة بين الدول العربية تنهي حالة التشتت التي تهدد طموحات الوحدة والتضامن والتعاون.. فالمملكة -ووفقاً لتعبير سمو وزير الخارجية- تنظر للقمة العربية (بمثابة التلاحم للصف العربي)، وهي في سبيل ذلك لم تدخر جهداً إلا وبذلته من أجل منطقة عربية معافاة من المنغصات، وخصوصاً من الخلافات بين دولها،. فالمملكة التي تقود حركة نماء وبناء هي الأبرز من نوعها في المنطقة، تسعى بجد لكي يكون ذلك ديدن كل الدول العربية، وصولاً إلى صورة عربية واعدة تتواءم مع ما يجري في معظم دول العالم من نزوع نحو الارتقاء بالإمكانات والثروات لصالح الشعوب.ومن المهم أن تتوافق الرؤى حول أهداف البناء والنماء، لكن ذلك يستوجب -ضمن أشياء عديدة- تناغماً في التعاطي مع المسائل اليومية بدءاً من الأمن والاستقرار، مروراً بالاقتصاد ووصولاً إلى الرؤى السياسية التي ينبغي أن تتواضع الدول حول ضرورة الخروج من المصاعب التي تكبل نهضتها ومشاركتها الفاعلة.وتبرز بصفة خاصة جملة من التحديات لعل أبرزها الوضعية الفلسطينية التي تتكالب عليها بالضرب والإنهاك العسكرية النازية الإسرائيلية فضلاً عمَّا يعتور الحالة الفلسطينية من تمزق داخلي يقعد بها عن مهام مواجهة تحديات هذا العدوان كما يقعد بها عن الموقف الموحد تجاه دفع معطيات السلام الى الأمام.ضمن التحديات البارزة أيضاً الوضع المتفاقم الخطورة في لبنان، الذي يهدد بالأهوال لاعتبارات داخلية وخارجية. وهنا أيضاً تنشط الدبلوماسية السعودية من أجل إحلال التوافق بين الفرقاء اللبنانيين من خلال التواصل معهم، ومع الدول المؤثرة في المنطقة من أجل تأمين الاستحقاق الرئاسي الذي تزداد الحاجة إليه ليس لمجرد تمثيل لبنان بما يليق به في القمة المرتقبة، بل أيضاً وقبل كل شيء من أجل تجاوز هذه المعضلة التي تهدد سلامة لبنان وتنذر بتحويله إلى ساحة لحرب دولية أو ساحة لتصفية الخلافات بين بعض عناصر القوى الدولية. فهناك إرهاصات لمثل هذه المواجهات التي ينبغي تفاديها ومعالجتها بما تستحقه وبما تستلزمه من جهد جماعي.يبقى من المهم أن تتوفر إرادة عربية صادقة، وأن تستجيب الأطراف التي يمكن أن تكون مؤثرة في مشكلات لبنان بالقدر الذي يتيح فتح نافذة من الأمل من أجل طي صفحة الخلافات. هذا فضلاً عن ضرورة إنجاز قدر من التلاقي بين الفرقاء الفلسطينيين يمكن معه الوقوف في وجه التحديات الماثلة أمامهم.وهناك أيضاً الجرح النازف في العراق الذي يقتضي تحركاً عربياً فعالاً يثبت وجود الإرادة العربية ويؤكد الحضور العربي.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244






 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد