Al Jazirah NewsPaper Wednesday  05/03/2008 G Issue 12942
الاربعاء 27 صفر 1429   العدد  12942
مركاز
حسين علي حسين

لي حساب عند أحد البنوك تعودت في كل عام أن أطلب من هذا البنك عادته السنوية، التي يوزعها على العملاء، ولكي لا تذهب بكم الظنون بعيداً فهذه العيدية أو الهدية، عبارة عن تقويم، لكن موظف البنك في هذه المرة أعطاني التقويم في كيس بلاستيك وهو يقول: خذه لا يشوفك أحد! عندما وضعت التقويم بجانبي، سألت نفسي ماذا يفعل البنك بنقودي التي تزيد كل شهر، هل يوزع فوائدها سراً على الفقراء وأبناء السبيل، هل يدعم أحد المستشفيات أو مراكز غسيل الكلى؟ هل يعطي دورات في المحاسبة والإدارة لحاملي الثانوية، وقد وجدت أن الحسنة الوحيدة التي يقدمها لي لقاء حراسته لمالي هو التصرف في فوائدها نيابة عني، حين وصلت إلى هذه النتيجة فتحت شباك السيارة ورميت تقويمه بعيداً!

* في الرياض وحدها أكثر من أربعة آلاف صيدلية، بعضها كأنها سوبر ماركت حجماً ومضموناً، فهي تبيع الأدوية ومستحضرات التجميل ولعب الأطفال والحليب وتفتح أبوابها 24?24 ساعة يومياً، ومع ذلك فإن هذه الصيدليات تشتكي لطوب الأرض من قلة أرباحها من يرى هذا العدد المهول من الصيدليات سوف يقر في ذهنه بأن كافة السكان مرضى، هذه الصيدليات تستهلك الماء والكهرباء وتحتاج لحماية من زوار آخر الليل، ومع هذه الصرفيات والأرباح لا تجد مواطناً واحداً يعمل فيها والله يعلم إذا كانت هذه الصيدليات سوف تشرع في تخفيض أسعار أدويتها ومن المؤكد أننا سوف ننتظر طويلاً حتى يحدث هذا!

* إذا كان عندنا أربعة آلاف صيدلية في مدينة الرياض، فكم بقالة في هذه المدينة، وكم بقالة في عموم الوطن، وكم بقالة في الحي الذي أقطن فيه، وكم في هذه البقالات من العمالة الهامشية، التي تدير البقالة من الباطن، وفي الباطن تسويق للبطاقات المزورة والمخدرات والخادمات والسائقين، وكم بقالة يضع الجالس فيها حصوة ملح في عينيه، فيقفلها في العاشرة مساءً، لكي يوفر النور والماء والزحام.. كم بقالة من هذه البقالات يجلس فيها صاحبها أو صاحبتها.. هناك من يقولون إن أصحابها يديرونها ولكن من بعيد لبعيد، كما يديرون الريموت كنترول على الريسيفر أو التلفاز أو السيارة!

* في كل إدارة حكومية هناك أرقام هواتف وضعت لراحة المواطنين، لكن هؤلاء لا يسمعون في هذه الهواتف إلا عبارة (اضغط) وأحياناً عبارة طويلة إنها (طوووط) ولذلك أنصح كل مراجع أن يزيد المدينة ازدحاماً وضوضاء وتلوثاً، فيذهب بنفسه أو عبر وسيط لمراجعة معاملته فلا يشبع إلا الذي يأكل بيديه وليس بيد واحدة حتى لا يجد (طوووط) أمامه كلما رفع سماعة الهاتف للتعقيب على معاملة!

فاكس: 012054137


لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5137 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد