Al Jazirah NewsPaper Wednesday  05/03/2008 G Issue 12942
الاربعاء 27 صفر 1429   العدد  12942
هجمة وقائية وأداء متميّز

تتعزز يوماً بعد الآخر وتيرة الأداء الأمني الرفيع الذي جنّب المملكة الكثير من أهوال الإرهاب، وبينما اعتقدت الفئات الضالة، لبعض الوقت أنها تستطيع الإطاحة بحالة الاستقرار التي تتمتع بها المملكة، فإن هذه الجماعات بالكاد تتلمس الآن طريقها للملمة أطرافها المتناثرة.. وقد شكل الانتصار الأمني الأخير على تنظيم القاعدة والمتمثل في ضبط 28 من عناصر التنظيم ضربة أخرى قوية ضد الإرهاب، وفي ذات الوقت أكد القدرات المتميزة لقوانا الأمنية، دافعاً إلى سجل انتصاراتها بنقطة مضيئة أخرى.. كل ذلك يزيد من الاطمئنان بإمكانية تجنّب هذه الشرور، ومع ذلك تظل أهمية التحلي بالحذر طوال الوقت، فالأساليب التي تلجأ إليها التنظيمات الإرهابية تتطور باستمرار، وهي تستغل كل ما يمكن من أجل تحقيق أهدافها، ولا يهم وإن كان ذلك يتعارض مع ما يدعون إليه في الظاهر، فهذه التنظيمات وكما ثبت سابقاً وحالياً تتخفى تحت غطاء الأعمال الخيرية من أجل تدبير الأموال اللازمة لأنشطتها الإجرامية، حيث أبرزت التطورات الأخيرة عند اعتقال 28 من أفراد هذه العناصر أنها لجأت إلى التبرعات التي ادّعت أنها لمن سمتهم أسر الشهداء في أفغانستان وباكستان.

فهناك متاجرة واضحة بالعواطف واستغلال بشع للمبادئ والتعاليم الإسلامية، لتسخير النزوع الطوعي للمسلمين، نحو التساند والتعاضد، من أجل دعم الأهداف الشريرة، ولا يدري هؤلاء الذين يندفعون للتبرع أن هذه الأموال ستنقلب وبالاً عليهم، حيث يتم استغلالها في شراء المتفجرات والقنابل التي تفتك بالآمنين والنساء والأطفال في مساكنهم وفي أماكن التجمعات وفي المنشآت الاقتصادية الحيوية.. ولا يحتاج المرء إلى إيراد التاريخ الدموي لهذه الجماعات لإظهار مدى الروح الإجرامية التي تضمرها، خصوصاً وأن ذاكرة المواطن لا يمكن أن تمحو آثار تلك الجرائم بسبب إمعانها في الوحشية، ومع ذلك تظل هذه الذكريات الأليمة بمثابة المنبه والمحفز لإبقاء العيون مفتوحة على أية بادرة يشتم منها ما يمكن أن يشير إلى مؤامرة جديدة.

يبقى من المهم الإشادة بهذه القدرات الأمنية المتميزة التي تتابع بكل تفانٍ مختلف أساليب التآمر على الوطن والمواطن وتسارع إلى كشفها أو إحباطها في مهدها، وقد تحققت وفقاً إلى ذلك انتصارات مشهودة، عكست في جانب كبير منها قدرات مهنية عالية في مختلف ضروب العمل الأمني واستشعاراً عميقاً للمسؤولية وإدراكاً واسعاً لحجم المصاعب التي يمكن أن تحدث في حال استشراء هذه الأخطار.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد