«الجزيرة» - بندر الايداء - وكالات

توقع عدد من المراقبين أن يسفر اجتماع دول منظمة أوبك اليوم في فيينا عن إبقاء إنتاج المنظمة بلا تغيير مع استمرار مطالب الدول المستهلكة بزيادة الإنتاج للمساهمة في كبح أسعار الطاقة في الوقت الذي تشير فيه تصريحات وزراء النفط المشاركين في الاجتماع إلى أن المنظمة لن ترفع الإنتاج بينما أكدت مصادر أن المنظمة قد تبحث زيادة طفيفة جداً لا تتجاوز 500 ألف برميل يومياً، وقال المصدر: (أساسيات السوق لا تدعم ذلك لكن السعر مرتفع للغاية) وأضاف (إذا حدث أي شي فسيكون زيادة طفيفة)، وكان قد أسهم هبوط الدولار إلى مستويات قياسية في ارتفاع النفط إلى مستويات جديدة الأسبوع الماضي في الوقت الذي يرى فيه المحللون أن هذه العلاقة قد تنفصم عراها قريباً. من جانبه يرى شكيب خليل رئيس أوبك أنه ليس من الضروري التفكير في رفع الإنتاج، حيث إن الإمدادات كافية لسد الطلب الحالي، وقال في تصريحات سابقة: لا أعتقد أن أوبك ستنظر في زيادة الإنتاج لأننا حينئذ سنرفع الإنتاج لتلبية طلب غير موجود، وقد سجل النفط ارتفاعات قياسية بلغت حوالي 104 مطلع الأسبوع الحالي وسط تأكيدات وزير النفط السعودي علي النعيمي أن أسعار النفط لن تهبط دون الـ 60 دولاراً وقال: إن أسعار النفط لن تتراجع دون 60 - 70 دولاراً للبرميل باعتباره المستوى الأدنى الذي يكون أنواع الوقود البديلة مجدية اقتصادياً عنده مشيراً إلى أن المملكة يمكنها إضافة 200 مليار برميل أخرى من احتياطيات النفط في إشارة منه إلى أن إمكانيات السعودية لم تكتشف بالكامل مؤكداً في الوقت نفسه أنه لا يوجد مبرر لبناء طاقة إنتاج تتجاوز المستويات المقررة بالفعل، وقد عززت بيانات حكومية أمريكية الاعتقاد بأن أسعار الفائدة الأمريكية في طريقها للمزيد من الانخفاض، حيث يرى المحللون أنه من الناحية الجوهرية أدت تخفيضات أسعار الفائدة الأمريكية إلى إطلاق العنان لأسعار السلع الأولية والتي شهدت ارتفاعاً في معدلات الطلب عليها في الفترة الأخيرة.

ومن جانبه أكد الدكتور فهد بن جمعه أن أسعار النفط مرشحة للمحافظة على ارتفاعاتها في ظل الظروف الاقتصادية الحالية وقال لـ(الجزيرة): يتزامن اجتماع أوبك في 5 مارس مع تجاوز أسعار النفط حاجز 100 دولار للبرميل مع التباطؤ الشديد للاقتصاد الأمريكي وتدهور صرف عملة الدولار واحتمالية خفض سعر الفائدة الأمريكي إلى 2% ما سوف تنعكس سلبياً على سعر صرف عملات دول الأوبك. فقد استقر سعر النفط الخفيف الأمريكي على 101.84 دولار لبرميل تسليم 8 ابريل ما يشير إلى أن أسعار النفط سوف تبقى مرتفعة في الربع الثاني من هذا العام. وحول تأثير العوامل السياسية قال الجمعه: إن عدم الاستقرار السياسي في المنطقة له تداعياته على رفع أسعار النفط إلى مستويات قد تتجاوز الزيادة الحالية في الأسعار بنسبة أكبر. مضيفاً: إن كل هذه العوامل لا تشير على أن أوبك سوف تقدم على أي تغيير في مستوى إنتاجها بعد أن تغيرت الظروف في الربع الثاني الذي عادة ينخفض فيه الطلب على النفط لصالحها وبدون أن لا يؤدي ذلك إلى ارتفاع الأسعار إلى درجة قصوى يكون تأثيرها سلبي على معدل نمو الاقتصاد العالمي المتباطئ ما يقلص من الطلب على نفطها. كما أن القراءات الأولية لبعض تصريحات أعضاء الأوبك لا تدعم تخفيض إنتاجها في المنظور القريب ولا المتوسط إذا ما بقيت الظروف على ما هي عليه دون أن يحدث تغيير مهم على ظروف السوق العالمي. وعلينا ألا نتجاهل دور المضاربين الذين زاد عددهم في أسواق النفط بعد أن أصبح الملاذ الآمن لاستثماراتهم في ظل تدهور صرف الدولار وارتفاع معدلات التضخم.

وقال القائم بأعمال وزير النفط الكويتي محمد عبدالله هادي العليم: إنه لا توجد حاجة بمنظمة أوبك لزيادة الإنتاج في اجتماعها اليوم، وقال وزير النفط الإماراتي محمد الهاملي: إن الإمدادات كافية في سوق النفط بينما أبدت إيران تأييدها لخفض الإنتاج، حيث قال وزير النفط الإيراني غلام حسين نوذري: إنه سيؤيد خفض الإنتاج خلال الاجتماع وذلك للإمدادات الكافية في الأسواق.