Al Jazirah NewsPaper Wednesday  05/03/2008 G Issue 12942
الاربعاء 27 صفر 1429   العدد  12942
عاصمة الثقافة والفكر
بقلم: خالد المالك

ثلاث مناسبات مهمة تحتضنها مدينة الرياض لتخاطب بها عقولنا، كما لو أنها تستحث كل واحد منا للاقتراب مما يغذي عقولنا بالمزيد من المعارف، ضمن ظاهرة ثقافية جميلة ومدروسة تنم عن وعي بقيمة عقل الإنسان ووقته وما ينبغي أن يكون عليه, ما لا مجال معه إلى الاسترخاء أو الشعور بعدم القدرة على الإبداع والابتكار والتجانس مع كل فكر نير وعقل منفتح.

***

وفي التفاصيل، والغوص في الأهداف، ومع التناغم مع متطلبات المرحلة القادمة، حيث أهمية التأسيس غير التقليدي، والبناء المعرفي الجديد والمتجدد لفكر الإنسان، تأتي هذه المنارات والشواهد والعلامات المضيئة عن الاحتفاء بالثقافة خلال هذه الأيام من خلال مهرجان الجنادرية وجائزة الملك فيصل العالمية ومعرض الكتاب, بوصفها قيمة إنسانية وثقافية حقيقية لا غنى للإنسان عنها.

***

وليس من قول عن هذا أبلغ من الدخول في التفاصيل للتأكيد على هذه الخطى المرسومة بكثير من العناية والاهتمام، من أن تأتي ثلاث مناسبات متزامنة في التوقيت والأهداف لتتنافس معاً في مخاطبتها لعقل الإنسان، وفي تحفيزها لإظهار مهاراته وقدراته ضمن جهد خلاق وتخطيط علمي مدروس، وأن ذلك لابد وأن يعطي أثراً إيجابياً في قولبة الاتجاه العام وتوحيد المسارات الثقافية التي تؤكد على الهوية الثقافية المطلوبة وكل ما هو جدير بالاحتفاء.

***

ومثل هذا التوجه السنوي الجميل لتنظيم مثل هذه الفعاليات الثقافية، بحيث تتحول الرياض معها إلى حاضن للثقافة والمضيف - بكرم - للمثقفين، إنما يبرز عملاً كهذا حجم الاهتمام بالثقافة والعلوم الأخرى والرعاية لكل ما له صلة بالموروث الثقافي وكل ما ينمي اهتمامنا بالمعارف ويزيد من رصيدنا ثقافياً ويعزز من مكانتنا العلمية بين الأمم.

***

ومن دون أن نتجاوز الحقيقة أو نخالف الواقع بما نكتبه عن هذا الحدث الثقافي المهم، وحتى لا تمر أيامه دون أن نستفيد منها كما لو أنه ليس له قيمة أو أنه ذو قيمة متواضعة من خلال تهميشه إعلامياً، أو التعامل معه بغير ما ينبغي أن يكون عليه مستوى الإهتمام، فإن إبرازه ونقل صورة حقيقية عن فعالياته من غير مبالغة أو إخفاء لتميزه هو المطلوب.

***

ولأن مهرجان الجنادرية تجربة فريدة ويخطف بمناشطه كل الاهتمامات والتوجهات والأعمار، فلا يمكن للمرء أن يكتب عنه بغير كلمات الرضا وإن أعطى بعض الملحوظات على بعض ما يراه، كما أن جائزة الملك فيصل العالمية بفكرتها واسمها وأهدافها والنجاحات التي حققتها تظل هي الجائزة الأهم والأفضل والأكثر احتراماً، مثلما أن معرض الكتاب بتنظيمه وتعدد المشاركين فيه ومساحة الحرية المعطاة للكتاب، يعد نقلة نوعية يجب أن يقابل هذا التعامل بالمعاضدة والتشجيع من الجميع.

***

وإن المملكة، بقيادتها ومؤسساتها، وهي تختار هذا الطريق في تنمية الحس الثقافي بين المواطنين وعلى مستوى العالم العربي، فلأنها بحجمها وتاريخها ومكانتها لا يمكن إلا أن تفعل ذلك، لأنه ليس مقبولاً منها أن تغيب عن المسرح الثقافي وهو ما أدركته القيادة وشجعت على أن يكون الحضور كبيراً ومدعوماً بسخاء، فلتكن أيامنا مصبوغة بكل ألوان الثقافة وأطيافها المختلفة، فهذا غذاء العقل وإن غلا ثمنه.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 2 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد