Al Jazirah NewsPaper Wednesday  05/03/2008 G Issue 12942
الاربعاء 27 صفر 1429   العدد  12942
وتاليتها
د. هند بنت ماجد الخثيلة

جميل أن يجد الإنسان نفسه موضع حفاوة وتكريم سواء ممن حوله من أهل بيته، أو ممن هم في الدائرة الأوسع من أهله وأصدقائه. وحين يكون التكريم على المستوى الوطني يسمو بصاحبه ليضعه في جبين الرفعة والزهو، أما حينما يكون على المستوى الإنساني، فإنه يصبح علامة حضارية استثنائية ليس لها مثيل إلا تكريم الإنسان لذاته، وتكريمه لوطنه وأهله وإنسانيته.

في وطننا الحبيب ظاهرة، بل سنة حسنة يقوم عليها نفرٌ ممن وهبوا أنفسهم لتتويج وطنهم وأهلهم وإكرامهم بالاحتفاء بهم، وهي سنة الأثنينيات المبدعة المنتشرة على صدر الوطن والتي في الغالب تحكي قصة وفاء غير مكتوبة.

يوم الاثنين الماضي وفي الخامس والعشرين من فبراير 2008م تشرَّفت بدعوة كريمة من الشيخ عبد المقصود خوجة الذي تكرَّم باستضافتي في لقاء تكريمي مهيب، جمع صفوة من الأهل والأصدقاء احتشدوا لتكريم أخت لهم هي هند بنت ماجد الخثيلة، التي وجدت نفسها في نبض حميمي من قلوب أهل تسابقوا على إبداء المودة الخالصة والأثرة غير العادية.

أكثر من مئة وخمسين من الأخوات والإخوة تواجدوا في ليلة بهيجة، امتلأت كلمات محبة وتقدير وشكر واعتزاز متبادل، لم يفصل بينهم إلا دائرة تلفزيونية مغلقة أوصلت عبر الأثير تسابق الكلمات على محبة الوطن والاعتزاز بالأهل والقيم والتاريخ.

كنت ولا أزال من أنصار تكريم من يستحقون في حياتهم، لأنه التكريم الأبلغ والأسمى، وهو يعني في مبدئه الاعتراف بالجهود وتقدير العطاء وتعزيز العمل.

لا تزال كلمات الأخوات والإخوة الذين توالوا على منصتي الحديث تنساب في قلبي فتشعل فيه قيمة ما أحسست بها من قبل قط، وتزرع في وجداني خواطر زاهية تستطيع أن تعمر الحياة كلها، وتخلد ما بعدها من زمن.

وحين يأتي التكريم في مرتبة سامية على التوقعات يترك في النفس وقعاً خاصاً وفي الروح أثراً امتنانياً ويضع المكرمة أمام لوحة وطنية اللون والطعم.

ما قام به الشيخ عبد المقصود خوجة في يوم تكريمي حري أن يكون محطة مفصلية في مشاعري تجاه ثلة من الأكرمين الذين توافدوا فلبّوا دعوة الشيخ الوجيه خوجة ليصنعوا أمسية تُضاف إلى أمسيات مآثره الكثيرة التي سبقت هذه الأثنينية الأخيرة.

مثل كل الحافظين للمودة، كجميع المعترفين بالفضل لا أستطيع إلا أن أقف باحترام أمام قامة هذا الشيخ الوجيه، وأن أدوّن بإجلال وتقدير مزيدين فضل أهل الفضل الذين أعدوا لهذا التكريم والذين شاركوا فيه أو حضروه، ورصدوا جميعاً في ذاكرتي وقلبي أجمل سطور الوفاء، وأبدع نفحات الأخوة والمحبة.

حين نلت مرتبة الأستاذية بتقدير عال، وسبق ذلك عمل متصل دؤوب ونوعي زاد على عقد من الزمان في الميدان الجامعي وإدارته، تلقيت تكريماً من زملائي وزميلاتي في الميدان، وكان تكريماً منفرداً وخاصاً ولعل ذلك هو ما ترك في نفسي أثرين أولهما: يعتز بهؤلاء والآخر: بالجامعة كميدان عمل وعطاء، لم يتوّج بالمنتظر من الاحتفاء والتقدير.. لكن ذلك ظل حتى جاءت أثنينية الشيخ عبد المقصود خوجة.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5940 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد