Al Jazirah NewsPaper Sunday  09/03/2008 G Issue 12946
الأحد 01 ربيع الأول 1429   العدد  12946
من وحي المعرض الفكر والتفكير«6»
م. عبدالمحسن بن عبدالله الماضي

التفكير وسيلة أما الفكر فهو نتيجة.. لكن من أين ينطلق التفكير؟.. وكيف يتكون الفكر وهل يمكن أن ينمو أو يضمر؟.. وهل يمكن للفكر أن يتحول أو يتناقض أو يتطور؟.. وهل التفكير عملية جماعية أم فردية؟.. وهل الفكر حصيلة معرفة وتجربة أم موهبة يولد بها الفرد أو لا يولد بها؟.. وهل للبيئة والجموع تأثير على اتجاه الفكر وطريقة تصوره للأمور والأوضاع والقضايا؟.. وهل طريقة التفكير تعتمد على الممارسة التي درب أو تربى على تنفيذها؟

2- التفكير يعتمد في وسائله على السؤال والحركة والترحال.. أما الفكر فهو نتاج الأجوبة والتلقي والاكتشاف.. التفكير تثيره الأفعال والأقوال والواقع المعاش.. بينما الفكر يكمن في الذاكرة والتدوين والشعارات.

3- التفكير دائماً ينتج فكراً.. إما أن يقود إلى النجاح أو يقود إلى التهلكة.. فنتائج التفكير تتراوح بين فكر عال وفكر متدن في كل شؤون وشجون الحياة العملية والعائلية والإبداعية وغيرها.

4- القدرة على التفكير من خصائص الإنسان التي كرمه الله بها.. فإذا أحسن الإنسان استخدام هذه الصفة ارتقى في سلم النجاح.. وإذا عطل الفكر كان ذلك من أسباب الفشل في الحياة.. فلكل نشاط غاية.. ولكل غاية جدوى.. وبدون ذلك تغدو الحياة فوضى.

5- تتعدد الآراء والأفكار وفقاً لنظريات التلقي والتأويل والمعرفة.. التي تستند بدورها على الخبرات والتجارب.

6- القضايا التي تشد المفكر المهتم ويعمل على إنزالها على أرض الواقع تكون غالباً متمنعة جفولة بسبب التداخل الشديد بين الشكل والمضمون.. وسبب هذا التداخل أن مكونات شكل القضية أمور مجردة سواء كانت أفكاراً أو مفاهيم وهي ما زالت في طور التنظير.. وحل القضية ومعالجتها يتطلب تحويل التنظير إلى تطبيق عملي.. والتطبيق العملي بحاجة إلى حاضنة للأفكار وأخرى داعمة للتنفيذ.

7- الحماس والقناعة خصائص إنسانية مهمة وضرورية لتأسيس أي عمل ناهيك عن التفكير فيه والتخطيط له.. لكن لا يمكن تفويضهما أو الاعتماد عليهما وإغفال سواهما.

8- التفكير في التفكير يسمى تأمل.. أي تسليط نور الوعي على ذاته حتى يصبح أكثر دراية بملاحظاته ومشاهداته وأساليب عمله وطرق مواجهته للموضوعات أو القضايا التي يفكر فيها.. حتى يستفيد بشكل أفضل وأكمل من خبراته وتجاربه وما يدور حوله.

9- وسائل التفكير تختلف من موضوع لآخر.. ومن شخص لآخر فالتفكير في النظرية يختلف مثلاً عن التفكير في تحويل النظرية إلى تطبيق.. والتفكير في تصميم الخطط للتنفيذ يختلف عن التفكير في التطبيق والتنفيذ الفعلي على أرض الواقع.. حيث حدود القدرات والإمكانيات والأنظمة والقوانين والأعراف والتقاليد الاجتماعية الضاغطة.

10- المفكرون حين يطرحون أفكارهم ورؤاهم ومشروعاتهم لا يمكنهم تقديم شيء مكتمل ونهائي.. ذلك أن العقول كل العقول لا تكتشف الحقائق والمتطلبات والنتائج المتوقعة أو غير المتوقعة والأحداث الجانبية المصاحبة لها إلا على وجه التدرج.. فالفكرة أو الوضعية أو الحالة أو الشكل لا يمكن رؤيتها إلا بتحقق مقدماتها التي يمكنها أن تفتح للعقول آفاقاً جديدة تمكن المفكر من استشراف القادم وتوقع المستقبل.

11- الأفكار ليست صوراً أو أوعية أو لباساً يمكن تفصيله لكل مقاس.. إنما هي أبنية أو أنظمة فيها من الفن والتعقيد والحركة ما يحولها إلى طاقة تؤثر وتتأثر.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5913 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد