Al Jazirah NewsPaper Sunday  09/03/2008 G Issue 12946
الأحد 01 ربيع الأول 1429   العدد  12946
فشل الحوار موت للوطن

عندما نستعرض غالبية الأزمات التي مرَّ بها العالم العربي، وكانت فحواها بين مكونات معينة من فسيفسائه السياسية نجد أن تلك الأزمات والاشكاليات أضحت صعبة الحل والتفكيك حين تتناول بالحلول والمداخلات التعاملية سواء من قبل الأطراف المعنية بداخل المجتمع السياسي العربي, أو عبر الوساطات الخارجية التي تنهال على صميم الإشكال العربي من خارج محيطه, فكم من معضلة سياسية مازالت ترزح وتجثم على صدر الدولة العربية والمجتمع وتستعصي على الحل والتناول، بدءاً من الأطراف المتناوشة في العراق مروراً بدارفور، وحماس وفتح، وتعطل الحياة والإضراب عنها في لبنان، وغيرها من إشكاليات الواقع العربي.

كل هذه الأزمات السياسة التي فشلت جميع محاولات الحوار العربي بها تجعلنا نطرح سؤالاً حول أسباب الفشل المعهود، هل يعود ذاك الفشل إلى التصلب بالمواقف من قبل أطراف المشكلة أم أن طبيعة العقل السياسي العربي تهوى الإشكال أكثر من الحل؟! أم أن ما ترتبط به بعض المكونات والأحزاب العربية من تحالفات إقليمية جعلت من قضايا الوطن بورصة لتصفية الحسابات وتخليص الديون بين أطراف مجهولة أخذت الأوطان العربية كرهائن وودائع لأجنداتها الخاصة؟.

إن أكثر ما تحتاج إليه الدولة العربية حالياً وهي تمر بأصعب مراحلها هو خلق نوع من التجريدات والمفاهيم العامة التي تكون بمثابة الحصن والدرع الحامي للوحدة الوطنية أمام كل فتنة أو اختلاف سياسي أو اجتماعي قد يطرأ على سطح الدولة والكيان، فتصبح العودة إليه والركون عليه بمثابة صمام أمان لحلحلة المشاكل وإيجاد منافذ الحلول لها, بل الأهم من ذلك أن تكون على قدر مهم من إمكانية إنجاج الحوار في الدولة العربية التي ضربت أرقاما خالية في فشل المتحاورين لمرات عدة ونفضهم أيديهم من ورق العمل الوطني تحت حجج واهية ورديئة ليست إلا تمترساً لحماية النزعات الطائفية والتحزبية التي استشرت بالعالم العربي وتغلغلت في فسيفسائه السياسية والاجتماعية.

ففي لبنان تتصلب مواقف الفرقاء، وشل الفراغ الرئاسي أطراف العمل السياسي وفشل الحوار مع مراثونيات عمرو موسى التي يشكر عليها الرجل، وفي العراق اغتيلت كل إمكانيات التوافق تحت وطأة الاحتلال والتدخل الطائفي الإقليمي، وفي فلسطين ضاع حوار أشقاء السلاح وتشتت وأصبحت المقاومة إرهاباً وحكراً على البعض، وبنفس الوقت مشاعاً للهروب من أزمات السياسة الداخلية, وغير ذلك الكثير من أمثلة الفشل على المستوى الحواري بين مكونات الأزمة السياسية التي نرجو أن لا يتجاوز فشل حواراتها المتأزمة امتداد مساحاته ليصيب دولاً تعتمد أساليب الحوار الوطني.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244










 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد