Al Jazirah NewsPaper Sunday  09/03/2008 G Issue 12946
الأحد 01 ربيع الأول 1429   العدد  12946
تعكس التنوع العمراني بجازان:
البيت الجبلي والفرساني تحفة عمرانية بالجنادرية

الجنادرية - إبراهيم بكري

اكتسب البيت الفرساني من خلال (منزل الرفاعي) بجزيرة فرسان الذي تم بناؤه بقرية جازان التراثية بالجنادرية شهرة واسعة ويرغب جميع زوار المهرجان في زيارته والتقاط الصور بجانبه. ويعزز هذا الإقبال ما جسّده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من حرصه على دعم التراث والآثار بتوجيهه بشراء منزلي الرفاعي بجزيرة فرسان والأراضي المحيطة بهما وتحويلهما إلى مركز ثقافي، حيث سيصبح هذا الموقع معلماً ثقافياً وتعليمياً وسياحياً لجزيرة فرسان التي يرتادها الكثير من الزوار والسياح طوال العام.

الجدير بالذكر أن هذين المنزلين الأثريين يتميزان بالنقوش اليدوية القديمة وهما في غاية من المهارة الفنية والمعمارية، ويعود تاريخ بنائهما إلى بداية الأربعينيات الهجرية وقد استخدمت في البناء الخامات المحلية مثل الحجارة والجص، كما تم جلب بعض الخامات من الأخشاب والألوان ولوحات العاج والدهانات والزجاج الملون من الهند وطرزت واجهات أحدهما بحزام من الآيات الكريمة المحفورة على شرائح من الخشب بينما نقشت الآيات في الداخل على الجص وطليت بلون ذهبي، ولا تزال أبواب أحد المنزلين وشبابيكه الخشبية الأصلية موجودة بحالة طيبة.

تنوع الطراز العمراني بجازان

إن مما يلفت النظر في قرية جازان التراثية بالجنادرية، هو تنوع الطراز العمراني من العشة إلى البيت الفرساني إلى البيت الجبلي، هذه البيوت الجازانية التي تجذب زوار الجنادرية أضافت للقرية جمالاً رائعاً وبعداً آخر لا يستشعره إلا من يزور مهرجان الجنادرية.

تحفة معمارية

البيت الفرساني: البيت المصمم بقرية جازان التراثية بالجنادرية يعد نسخة تجسد البيت الفرساني وبخاصة بيت الرفاعي الشهير بزخارفه الفنية البديعة وملامحه البحرية الهادئة بمنطقة جازان حيث يكسوه اللون الأبيض وتعلو سقفه من الداخل نقوش بارزة خطتها أنامل معماري فنان، بينما تضفي الشبابيك العلوية بألوانها الجميلة بعداً شاعرياً يعبر عمّا وصل إليه فن العمارة الجازانية وخاصة الساحلية من تميز وإبداع.

بيوت جبلية شامخة

البيت الجبلي: القطاع الجبلي بجازان بيوته فريدة من نوعها، ومبنية بطريقة ليس لها شبيه في الجزيرة العربية، بل ربما في العالم أجمع وربما يعود السبب في ذلك إلى تنوع التضاريس الجغرافية والحضارات المختلفة التي مرت بها المنطقة من خلال تاريخها الشامخ.

وبسبب عزلة أهالي جبال جازان عزلة شبه تامة عن العالم المحيط بها في الماضي جاءت طريقة بناء بيوتهم على أنماط أسطوانية الشكل، وهي تدل على ذوق جميل وفن رائع ونبوغ هندسي لم تترجمه المدارس.

وإذا قدر لك أن تزور قرية جازان التراثية بالجنادرية فستندهش عندما ترى هذه البيوت، وكيفية بنائها وصلابتها، ومحافظتها على شكلها، رغم أن بناءها، لم يدخل فيه إلا مواد البناء التراثية كالطين والحجر والأخشاب.

المفتول أو الدارة

وتعد من أشهر الأبنية في جبال جازان وهي أنواع عديدة منها الدارة أي الدور الواحد وهناك الدارتان ومشراح وهناك أيضا الدارة ومشراحان وكلها تحمل الشكل الأسطواني.

العلي: وهو شبيه بالمفتول، فنوع منه يتكون من دارتين ومشراح كالمفتول تماماً إلا أنه يوجد فيه إضافة سقف دائري من الخلف يمتد من أسفل البناء إلى الأعلى.

وهناك أنواع أخرى منها دارتان ومشراح أيضاً وسقف دائري يمتد من أسفل البناء إلى أعلاه وبين الدارتين والسقف يقع بناء آخر مربع الشكل يمتد أيضاً بامتداد البناء، إلا أن السقف يعلو عن الدوائر والمبنى المربع الشكل طوله حوالي خمسة أمتار والأجزاء الأخرى أقل منه بقليل. ولعل الصورة أكثر تعبيراً عمّا تجسده قرية جازان التراثية بالجنادرية من تنوع الطراز العمراني الجيزاني المميز بالتنوع والإبداع والجمال الذي يحرضك على أن تزور هذه القرية المميزة التي تعد ملتقى لعشاق الجمال والتراث.

العشة: اسم محلي معروف للبيت التهامي وهو نموذج المنزل التقليدي لنمط البناء في تهامة جازان وتنتشر العشة عادة في القرى الريفية ذات الطبيعة الزراعية نظراً لتوفر المواد الخام لبنائها وملاءمة البناء للطبيعة. والعشة بناء مخروطي الشكل يتألف بناؤها من مادة القش والطين والأخشاب وتكسوها حبال قوية من الخارج.

والعشة هذا البيت من بيئة جازان الساحلية على الأخص تعبير عن الاستجابة البشرية للظروف الطبيعية وابتكر أساساً ليتلاءم مع طبيعة الأمطار الغزيرة التي تهطل على المنطقة بغزارة خاصة في فصلي الخريف والشتاء.

وتضم عشة جازان بالجنادرية في الداخل صحوناً معلقة ملونة مليئة بالنقوش الجميلة التي تعطيها الرياح العابرة من باب العشة اهتزازات متتالية لتولد سيمفونيات موسيقية يطرب بها سكان العشة وزوارها بالجنادرية.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد