Al Jazirah NewsPaper Sunday  09/03/2008 G Issue 12946
الأحد 01 ربيع الأول 1429   العدد  12946
عبدالعزيز بن عبدالله: الجائزة تأكيد لمكانة المملكة عالمياً
منح أربع جوائز لجائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة وحجب إحداها

«الجزيرة» - عبدالله القشيري

لعدم ارتقاء الأعمال المقدمة لمستوى الجائزة حجبت لجان التحكيم للأعمال المترشحة لجائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في مجالاتها الخمسة في دورتها الأولى 1428هـ-2007م جائزة الترجمة في العلوم الطبيعية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى. جاء ذلك خلال حفل إعلان نتائج أعمال لجان التحكيم للأعمال المترشحة لجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في دورتها الأولى 1428هـ-2007م يوم أمس السبت، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، مستشار خادم الحرمين الشريفين، عضو مجلس إدارة المكتبة، وحضور معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد بن أمين مدني.

وقررت لجان التحكيم منح جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة لجهود المؤسسات والهيئات (لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف) لتميز أعماله المترجمة كماً ونوعاً, ولترشيحه من عدة جهات حكومية وغير حكومية، لكونه من أبرز المؤسسات التي عنيت بالترجمة، فقد قام المجمع بترجمة ونشر معاني القرآن الكريم إلى 50 لغة (آسيوية، وأوربية، وأفريقية). كما عقد ندوة علمية متخصصة حول ترجمات معاني القرآن الكريم. وأنشأ مركزاً للترجمات يضم عدداً من الوحدات.

ومنحت اللجان جائزة الترجمة في العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية مناصفة بين كل من: أ. الدكتور عبدالله بن إبراهيم المهيدب (سعودي الجنسية) أستاذ الهندسة المدنية بجامعة الملك سعود عن ترجمته لكتاب (الهندسة الجيوتكنيكية: ميكانيكا التربة) لمؤلفه جون سيرنيكا الصادر باللغة الإنجليزية.

ب. الدكتور أحمد فؤاد علي باشا (مصري الجنسية) أستاذ الفيزياء بجامعة القاهرة، عن ترجمته لكتاب: (من الذرة إلى الكوارك) لمؤلفه سام تريمان الصادر باللغة الإنجليزية. والكتاب يقدم شرحاً مميزاً عن النظريات الفيزيائية الحديثة.

أما جائزة الترجمة في العلوم الإنسانية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى فقد منحت مناصفة بين كل من الدكتور عبدالسلام شدادي (مغربي الجنسية) أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة محمد الخامس بالرباط عن ترجمته لمقدمة ابن خلدون كتاب العبر إلى اللغة الفرنسية.

والدكتورة كلاوديا ماريا تريسو (إيطالية الجنسية) أستاذ اللغة العربية بجامعة تورين بإيطاليا عن ترجمتها لرحلة ابن بطوطة (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار) إلى اللغة الإيطالية التي تعد من المصادر المهمة للدراسات التاريخية المقارنة.

وجائزة الترجمة في العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية منحت للدكتور صالح سعداوي صالح (مصري الجنسية) الباحث في مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية بإسطنبول التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي عن ترجمته لكتاب (الأتراك في مصر وتراثهم الثقافي) لمؤلفه أكمل الدين إحسان أوغلي، الصادر باللغة التركية. ويعد الكتاب من أهم المصادر التي تناولت موضوع الأتراك العثمانيين في مصر والحضور الثقافي لهم منذ بدايته ومراحل تطوره. وتبرز أهمية الترجمة من منظور تأريخي وثقافي, وامتازت لغة المترجم بجودتها ودقة أسلوبها.

صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، مستشار خادم الحرمين الشريفين عضو مجلس إدارة المكتبة قال في كلمته التى ألقيت في بدايه الحفل (يسرني الترحيب بكم في حفل مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، للإعلان عن أسماء الفائزين ب( جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة).. كما يشرفني أن أنقل لكم تحيات خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله، وأنتهز هذه الفرصة الطيبة، لأهنئ الإخوة الفائزين في دورتها الأولى، في هذا الحفل الكريم الذي تقيمه المكتبة كأحد مظاهر المملكة العربية السعودية لتقدير دور العلم والمعرفة، وتشرفها بوضع البحث العلمي في صدارة أولوياتها، لذلك ليس غريباً عليها أن تحتفي بالفائزين، وتحظى بمكانة دولية بفضل الله تعالى، ثم بفضل المخلصين من أبناء الوطن ومنهم الباحثون والمبدعون، وتتبوأ هذه المكانة اللائقة بها بين الدول.

وأضاف (إن العقول قد اتفقت على أهمية التنوع وعلى ضرورة التعايش والتواجد في عالم مبني على المغايرة والاختلاف، وإن الوعي بالدور المزدوج الذي قامت به الترجمة في التاريخ أمس واليوم يؤكده المستقبل أيضاً بوصفها جسراً من جسور التواصل مع الآخر، وللدور الكبير الذي تؤديه في نهضة المجتمع وازدهاره، فالعلم والثقافة والمعرفة، مرتكز أساس لبناء الإنسان، وحجر الزاوية في بناء أية حضارة).

وأشار إن إطلاق مكتبة الملك عبدالعزيز العامة لهذه الجائزة.... جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة، تأتي تأكيداً (لمكانة المملكة العربية السعودية في الأوساط السياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أيده الله بنصره- لتظل -بإذن الله- هذه الفعالية العالمية على مر السنين محفورة في ذاكرة التاريخ الإنساني، تواصلاً مع دوره -حفظه الله- الرائد في التنمية وبناء الدولة والإنسان بمنهج وفكر ومواقف مشهودة للجميع.

وما إعلان الفائزين بهذه الجائزة العالمية اليوم إلا مساهمة منه -حفظه الله ورعاه- في تشجيع الحركة الثقافية والإبداعية من خلال (الكتاب): تأليفاً، وصناعة، ونشراً، وترجمةً وتوزيعاً... سائلاً المولى عز وجل أن تكون هذه الجائزة نبراساً (يضيء السبيل للمضي قدماً لتحقيق الأهداف التي وضعت من أجلها.

وفي الأخير، يشرفني أن أرفع أسمى آيات التقدير والعرفان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله- على رعايته الكريمة لهذه الجائزة، ودعمه اللامحدود، والشكر موصول إلى الإخوة والأخوات الباحثين والمؤلفين والمترجمين، والمؤسسات الثقافية والأفراد الذين تواصلوا مع الجائزة وبرامجها المتنوعة، كما أتوجه بالشكر الخاص للإخوة العاملين في أمانة الجائزة.

من جانبه قال معالي فيصل بن معمر مستشار في الديوان الملكي والمشرف العام على المكتبة في كلمته) أنه يشْرفني الترحيب بكم في هذا الحفل المبارك.. حفل الإعلان عن أسماء الفائزين ب(جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالميّة للترجمة)، التي تأتي تواصلاً مع جهوده، أيّده الله، في نقل التّقْنيّة وتبادل المعرفة؛ وتعزيز الحوار؛ انطلاقًا من مكانة المملكة العربية السعودية، وبما خصّها الله به من خدمة الحرمين الشريفين ودور مؤثّر في الاقتصاد العالمي؛ لتحقيق قفزاتٍ نوْعيّةٍ للوصول إلى مصاف المجتمعات المتقدّمة.

و أضاف أن هذه الجائزة تأتي أيضاً اتّساقاً مع مشروعه الحضاري مشروع الحوار الوطنيّ؛ لتحقيق التّطلعات في إشاعة قيم الحوار وثقافته في مجتمعنا..؛ التي تنبع من وسطيّة ديننا الحنيف؛ واعتدال أبناء هذا المجتمع؛ وما يتحلّون به من رحمةٍ ورأفةٍ..؛ حيث لا يدع، حفظه الله، مناسبةً إلاّ وجدّد اهتمامه وعزمه على تأصيل الحوار، وجعله أسلوباً للحياة في المجتمع السّعودي والتأكيد على أنّ الحوار مشروع مجتمعيّ؛ لتحقيق الأمن والسّلام؛ كما يدعو دوماً إلى اختيار الحوار والتفاهم القائمين على احترام كلّ طرفٍ لمقدسات الطّرف الآخر وهويته؛ ويحضّ، حفظه الله، أتباع الرّسالات السّماويّة كافةً على تذكّر ما يجمع بين معتقداتها وثقافاتها. والتأكيد على ما هو مشترك والتمسّك بمفاهيم الأخلاق والأسرة وأن نعود إلى الرّبّ عزّ وجلّ؛ فبهذا نتجاوز خلافاتنا ونقرّب المسافات بيننا ونصنع سوياً عالماً يسوده السلام والتفاهم ويصبح التقدم والرخاء غرساً نقطف ثماره جميعاً إن شاء الله. وبيّن معاليه (بإحاطة الجميع أن هذه الجائزة التشجيعية في دورتها الأولى، ما زالت بحاجة إلى جهود كلّ المهتمين والمخلصين، وترحب بكل رأي وفكرة واقتراح، ورؤيّة للأخذ بها مستقبلاً؛ وأضاف أن المكتبة تسعى للنهوض برسالتها الحضارية.

* فعلى المستوى الوطني، قدّمت المكتبة مشروعاً ثقافيّاً رائداً، وهو: نادي كتاب الطّفل؛ والمشروع الثّقافيّ الوطنيّ لتجديد الصّلة بالكتاب؛ وموسوعة المملكة العربيّة السّعوديّة، التي نأمل صدور أجزاءً منها نهاية هذا العام؛ وتحتوي جميعها على عشرين مجلداً؛ يغطي جميع أنحاء المملكة.

* وعلى المستوى العربيّ؛ تبنّت مشروعاً عربيّاً، هو: (الفهْرس العربيّ الموحد)، وهو هدية خادم الحرمين الشريفين لخدمة التراث العربي.

* وعلى المستوى الدّولي، عزّزت أداءها الثّقافيّ ببرامج حوار الحضارات والثّقافات. تم بعدها عرض فيلم عن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وعرض فيلم عن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني.. الحفل حضره عدد كبير من ضيوف مهرجان الجنادرية ومهرجان معرض الرياض الدولي للكتاب.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد