Al Jazirah NewsPaper Monday  10/03/2008 G Issue 12947
الأثنين 03 ربيع الأول 1429   العدد  12947
بمتابعة وإشراف من سمو وزير الداخلية والأمير أحمد والأمير محمد بن نايف..مكافحة المخدرات:
إحباط دخول ملايين الحبوب المخدرة للمملكة.. قيمتها 290 مليوناً

«الجزيرة»- محمد العيدروس

على الرغم من أن ظاهرة المخدرات بالمملكة لم تصل لدرجة الخطورة والانتشار التي تواجه المجتمعات الغربية ألاّ أن الإحصائيات للقضايا التي تم ضبطها خلال الأسبوعين الماضيين من قبل رجال مكافحة المخدرات باتت تسجل ارتفاعا مقلقاً للمجتمع وأولياء الأمور.

والشيء الذي لا يجب إغفاله أن العديد من أنواع الجرائم سببها تعاطي المخدرات وأن العاملين في مجال مكافحة المخدرات يدركون هذه الحقائق لتعاملهم مع أصحابها. أثناء ضبطيات المخدرات وترويجها أو تعاطيها، وتواصل أجهزة مكافحة المخدرات نشاطها في عموم مناطق المملكة وتبذل جهوداً بناءة خاصة خلال الأشهر الماضية بهدف حماية الوطن وحماية الشباب من أدران المخدرات.

واستمراراً للجهود التي تبذلها الجهات المعنية في مجال مكافحة المخدرات... أحبطت المديرية العامة لمكافحة المخدرات ممثلة بإداراتها الفرعية في بعض مدن المملكة عدداً من قضايا التهريب التي كانت تستهدف البلاد.

فقد قامت إدارة مكافحة المخدرات بمنطقة الرياض من بداية العام الحالي 1429هـ بمصادرة كمية بلغت (6.277.876) ستة ملايين ومائتين وسبعة وسبعين ألفاً وثمانمائة وستة وسبعين ألف حبة كبتاجون منها أربعة ملايين حبة في قضية واحدة. كما تم ضبط (4.200.000) أربعة ملايين ومائتي ألف حبة كبتاجون في منطقة تبوك وحدها كانت مهربة من إحدى الدول داخل أفران حرارية.. وامتدت جهود رجال المكافحة حتى تم ضبط كميات كبيرة من الحبوب المخدرة في محافظة جدة وصل عددها إلى (3.693.860) ثلاثة ملايين وستمائة وثلاثة وتسعين ألفاً وثمانمائة وستين حبة كبتاجون, وبعد أيام قليلة تم إحباط (1.812.000) مليون وثمانمائة واثني عشر ألف حبة في محافظة الدوادمي داخل آلات ومعدات ثقيلة، كما تم إحباط (101.154) مائة وألف واحد ومائة وأربعة وخمسين حبة داخل ثمار الرمان في محافظة حفر الباطن.

وقد بلغت قيمة جميع الحبوب المضبوطة خلال الشهرين الماضيين بلغ متوسط قيمتها ب (290.000.000) مائتين وتسعين مليون ريال.

وتأتي هذه الانجازات التي قامت بها مؤخراً المديرية العامة لمكافحة المخدرات بفضل من الله ثم بتوجيهات ودعم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وسمو نائبه الأمير احمد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ومتابعة وتوجيه من مدير عام مكافحة المخدرات اللواء عثمان بن ناصر المحرج, ورجال المكافحة المخلصين الذين أدوا الأمانة بكل جد وحرص واهتمام بالغ حمايةً لأبناء هذا الوطن.

د. الزهراني يحلل

الدكتور محمد بن علي الزهراني, المشرف العام على مجمع الأمل للصحة النفسية بالمنطقة الشرقية تحدث حول هذه الانجازات وهذه الكميات المضبوطة حيث قال: إن هذا الإنجاز ليس بمستغرب على هذا الجهاز الذي يعد من أفضل الأجهزة على مستوى العالم. والمخدرات التي أضحت من أهم المشاكل والقضايا التي تواجه العالم بصفة عامة ونحن جزء من العالم وبطبيعة الحال نعاني من هذه المشكلة لعدة اعتبارات من أهمها ما حبا الله بلادنا من ثروة مالية لتصبح هدفاً لتجار المخدرات, وكذلك الموقع الجغرافي حيث أصبحت منطقة عبور للمخدرات في الفترة الأخيرة عبر عدة دول أخرى, كذلك طول الحدود البرية والبحرية للمملكة يجعل المشكلة تتعقد بشكل أكبر.

إضافة إلى ما سبق هناك قاعدة شبه متفق عليها, وهي أن جميع الكميات التي يتم الإمساك بها والسيطرة عليها لا تمثل إلا 10% مما يدخل أي بلد وهنا تكمن الخطورة، مما يحتم على جميع مؤسسات الدولة أن تسهم في مكافحة هذا الداء العضال، والذي ما يستشري في أي مجتمع من المجتمعات إلا وأثر على جميع جوانب الحياة فيها سواء كان الجانب الاقتصادي والصحي والنفسي والاجتماعي والروحي والأمني........إلخ.

ومن المعروف أن تعاطي المخدرات يؤدي إلى الإدمان الذي يسخر كل طاقات الإنسان (جسدية ومادية واجتماعية) لتوفير المادة المخدرة وتعاطيها مهما كانت العواقب.. والإدمان يحول الشخص إلى مدمن وبقايا إنسان بدون فكر سليم أو مشاعر إيجابية.والأكثر من ذلك ان الإدمان يصيب قدرة المدمن على الاستبصار بمرضه فيتغلغل به المرض دون أن يشكو أو يشعر بشيء. والإدمان يغير من شخصية وسلوك الشخص ونمط حياته ليصبح شخصية إدمانه تتسم بعدد من الصفات.

من جانب آخر أشار خبير مكافحة المخدرات مستشار اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الأستاذ عبدالإله بن محمد الشريف إلى أن قضية المخدرات تعد من أكبر القضايا التي تعاني منها دول العالم، لأخطارها الاجتماعية والاقتصادية والصحية والأمنية كما أن هذه القضية تعد قضية عالمية معقدة.

وقال: إن مكافحة المخدرات تتطلب وقفه جادة من جميع دول العالم للحد من العرض والطلب عليها باعتبارها قضية القضايا التي يجب العمل على محاربتها بدءاً من الزراعة والتصنيع والإنتاج مروراً بالتهريب والتخزين والترويج.

وأوضح بأن الدولة أيدها الله قامت بجهود جبارة طيلة الفترات البعيدة والقريبة على حد سواء في حربها الضروس ضد هذه الآفة وقدمت الغالي والنفيس من أجل حماية الوطن والمواطن من هذا الداء الفّتاك وهيأت كل الإمكانات المادية والبشرية والآلية للحد من ظاهرة المخدرات.وذكر الشريف بأن هذه الضبطيات التي قامت بها أجهزة مكافحة المخدرات توضح بما لا يدع مجالاً للشك بأن المملكة أصبحت معرضة بصورة ما لانتشار التعاطي والإدمان خاصة بين بعض الشباب. وقد دفع هذا التنامي للمشكلة إلى زيادة الاهتمام بمكافحة هذه الظاهرة ووضع إستراتيجية شاملة من جميع جوانبها مع الاهتمام بالجانب الوقائي والعلاجي.

وأكد بأن هذه الضبطيات تشير إلى اهتمام أجهزة المكافحة بالعمل الميداني والتطور في تبادل المعلومات وسريتها ونقل المعلومة بشكل سريع ودقيق والتعاون الأمني فيما بين مديرية مكافحة المخدرات وبعض السلطات الأمنية في دول الجوار والدور القوي الذي يبذله ضباط الاتصال للمديرية في بعض الدول.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد