Al Jazirah NewsPaper Monday  10/03/2008 G Issue 12947
الأثنين 03 ربيع الأول 1429   العدد  12947
الجائزة المعنى والمغزى

الصورة الحضارية للإسلام تعبر عنها مؤشرات عديدة من بينها، دون أدنى شك، جائزة الملك فيصل العالمية التي أخذت مكانتها بجدارة بين أرفع الجوائز العالمية بما فيها (نوبل) الذائعة الصيت، ومن المهم التأكيد على الدور الحيوي لهذه الجائزة وهي في العقد الثالث من عمرها وقد أنجزت الكثير على صعيد تعزيز الدور الإنساني والثقافي والحضاري لديننا العظيم.

ومن المهم أيضاً هذه الإضافة المحورية والمهمة لتاريخ الجائزة مثلما هو لتاريخ المملكة أن تذهب جائزة خدمة الإسلام والمسلمين، وهي من أهم فروع الجائزة، إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ففي ذلك تأكيد لدور مشهود على الساحة الإسلامية والدولية واعتراف بمساهمات كبيرة للملك عبدالله فيما يتصل بخدمة الإسلام والمسلمين.

لقد عملت الجائزة طوال تاريخها المديد، بإذن الله، على فتح آفاق واسعة أمام خدمة الإنسانية من خلال تشجيعها للتطورات العلمية ومن خلال دعمها للذين يبذلون قصارى جهدهم من أجل إبراز دور الإسلام الحيوي في الحياة الإنسانية، وإسهامه في السلام والاستقرار الدوليين.

ومن هنا فإنَّ ذهاب جائزة خدمة الإسلام والمسلمين إلى الملك عبدالله هو تأكيد لدور متصل عبر التاريخ لهذه البلاد في بذل كل ما يمكن من أجل الإسلام والمسلمين، كان ذلك من خلال الأعمال الجليلة في توسعة الحرمين الشريفين والتي تكلفت عشرات المليارات من الريالات لتهئية ظروف المكان لاستيعاب أكبر عدد من الزوار والعمار وضيوف الرحمن، أو في ترجمات معاني القرآن الكريم إلى أكثر من خمسين لغة مع إصدارات سنوية بعشرات الملايين من المصحف الشريف أو من خلال الجهد المتصل في تعزيز اللحمة بين أبناء العالم الإسلامي وإصلاح ذات البين بين دولهم، فضلاً عن العمل للارتقاء بأوضاع المسلمين في شتى أنحاء العالم والنهوض بالإمكانيات المحلية في كل بلد وحتى ببنياتها الأساسية.

هذا التكريم هو إذن محصلة لجهد متصل ومتواصل، في سبيل رفعة الإسلام والمسلمين، وهو تأكيد أيضاً على الاحتفاء بالأعمال المتميزة في هذا المجال وتشجيع المخلصين للمضي قدماً في إنجاز المشروعات العلمية والخيرية التي تصب في خانة تقوية العقيدة في النفوس والذود عنها وبذل مختلف العطاءات من أجل تعزيزها وتمتينها.

إنَّ الوقائع التي تحدث في عالم بما في ذلك محاولات الانتقاص من مكانة الإسلام بل والتطاول عليه تحتم أن تكون هناك ردوداً تترفع عن الأسلوب الذي يتبعه المهاجمون، ولعل في العمل الذي تقوم بها الجائزة بالاحتفاء بمختلف الإنجازات الإنسانية في العلوم والطب وغيرها من المجالات وتكريم القائمين عليها من مختلف أنحاء العالم ومن غير العالم الإسلامي ما يؤكد سعة أفق ديننا الحنيف واستيعابه، بل وتكريمه لكل من يعمل بدأب وجدٍّ لفتح آفاق أوسع ومجالات أرحب لحياة حرة كريمة لبني البشر بعيداً عن المنغصات والأمراض والكوارث التي تحيق بالبشر وتهدد تطلعاتهم نحو الحياة الآمنة.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244






 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد