Al Jazirah NewsPaper Monday  10/03/2008 G Issue 12947
الأثنين 03 ربيع الأول 1429   العدد  12947
عبدالمحسن التويجري والاقتباس الفكري الفذ
أحمد بن عبدالعزيز الركبان

أوقفتني إذاعة الرياض في ذاك المساء الجميل في عاصمة الرياض والازدحام يعج في الطرقات.. إذ بصوت جميل بحّ.. نغمات صوته تذكرني بذلك الصقر الذي رحل عنا.. سبقته مقدمة تروي لنا مآثر شيخ عم الدنيا بصهيب الروايات.. فعجزت صفحات التأليف عن اللحاق بذكره.. وحينما بدأ ذلك الصوت الجميل بلغة الأب المفكر.. عرفت فيه الاقتباس ليس بالنقل مما كتبه ذلك الصقر.. بل من أسلوب الطرح وفصاحة اللسان ومهارة الجذب.. لتلتفت الأذان مصغية لا إرادية في ذاك المساء الذي طرز بالمليك وولي العهد وبينهما ضيف كريم فاضل..

عبدالمحسن التويجري.. نسل من أب موسوعة في الأدب والفكر والتقدير لكل من شهد حب الوطن.. التويجري صخب من التاريخ.. وكم هي الأقلام فشلت في الوصف المختصر.. مهرجان الثقافة أنصف الشيخ الجليل والمليك يأمر بالوشاح المبارك ليذكر الدنيا بالشيخ الوالد عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري الذي ذكر فيه ما ذكر.. نعته المملكة قبل أن تنعيه المجمعة.. بار من درجة الأوفياء.. وانعكس البر عليه ببر الملك عبدالله يحفظه الله.

الأبن عبدالمحسن.. استطاع بما حباه الله من منطق وفصاحة اللسان وجميل الطرح أن ينصت له الأوفياء في منصة الخير.. استطاع أن يرجع بالمليك إلى ذاكرة التاريخ.. وكأن حال قلبه ينطق برفيق الدرب أين هو الآن منا؟ إنه الآن بإذن الله منعم برحمة الله.. سبق ذلك التفكير شيء من التاريخ والشيخ في معية عبدالله بن عبدالعزيز أربعين سنة.. لن نسمع عنه الأذى.. بسيط في التعامل سهل الحصول عليه سواء حضوريا أو هاتفيا.. أذكر أن جل اتصالاتي الهاتفية لمعالي الشيخ -رحمه الله- يرد بأهلا يا ولدي.. سمة من سمات الذكاء وحسن الرعاية والتعامل.

الشيخ المستشار الأمين.. حذقّ بالكلم وأوصل رسائل مذهّبة جميلة كأنه يقول مات الوالد وهي سنة الحياة لكن ما زال موجودا بفصح الكلم ولغة الحوار.. خلف لخير سلف.. عبدالمحسن وإخوانه حملوا أمانة تاريخ الشيخ.. وثقة الوطن فيهم.. لهم من الوفاء ما يشفع للنجاح أن يحوف منزلهم..

عبدالمحسن وعبدالله ومحمد وخالد وحمد وعبدالسلام سيوف مغمدة يستخدمها الشيخ الراحل للخير أينما طلب.. أولئك السيوف أعدها الشيخ وفاء للوطن الكبير فنجحوا بدرجة امتياز.

لم يمت الشيخ بل ذكره حي -بإذن الله- لطالما أن الوطن يتذكره في أبنائه.. أعود إلى منصة الشرف وذلك الوشاح الكبير بمعناه واسمه.. كبير من يد كبير.. وياليت أن قلب الملك ينطق وهو يسلم للنجل الوشاح لبكت العيون.. تكلم عبدالمحسن النجل الوفي.. ونطق بأسلوب الشيخ والمستمع يقول إن الذي يتحدث هو الأب عبدالعزيز.. فلا غرابة في التشبيه فمن شابه أباه ما ظلم..

ها أنت أيها المستشار لرجل يستحق الوفاء.. تحمل راية أبيك ذكرا وسيرة وطباعا.. لتفتح الوقت وذراعيك للناس

كما عهدناك ولست لك ناصحا أمينا بل محبا ووفيا.. لك من الخصال ما يدعو للفخر ومن الجزالة ما يجنب الشك وفيك من حب الوطن ما يرفرف به العلم.. أجزلت العطاء الخير.. وتوسمت فيك النبل.. بابك مشرع لكل زائر.. تتواصل مع المحبين لأبيك والوطن.. مثقل جسمك بهم الوفاء.. وفكرك في إخلاص الوطن.. أقرأ في عينيك صفحات المستقبل المظلم؟ وكل يوم تتغير الحياة وتنقلب الموازين.. ويبقى حبك للوطن وساما لا يختلف عليه أمين صادق..

الوطن لا يقبل القسمة في الوفاء له.. وطن من حقنا أن نخلص له.. كل بحسب قدرته ومكانته.. الوطن علمنا الوفاء..

شكرا أبامتعب فقد أذكيت فينا عبدالعزيز المواطن المخلص وشكرا أبا خالد وأنت الذي تفي للأوفياء.. شكرا سلمان الخير وأنت ممن وفيّت لعبدالعزيز الوفي لكم.

شكرا أيها الأمير متعب فقد طرزت الوفاء الجميل وأخلصت في هذا التراث لتحمله للتاريخ ما حييت..

شكراً عبدالمحسن لأن فيك من أبيك ما يدعو للفخر والاعتزاز.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد